السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطاقة المتجددة على أعتـاب النمو في آسيا

الطاقة المتجددة على أعتـاب النمو في آسيا
4 أكتوبر 2020 01:19

حسونة الطيب (أبوظبي)

تتفوق الاستثمارات في قطاع توليد الطاقة المتجددة، سواء طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، تفوقاً واضحاً على مثيلتها في توليد الوقود الأحفوري، خلال السنوات المقبلة، ما يبشر باستمرار زيادة الطلب على الطاقة، بحسب التوقعات العالمية.
وفي الصين، ساهم الدعم الحكومي، في زيادة سريعة في السعة وتحول البلد لأكبر منتج للطاقة المتجددة في العالم، لكن بدأ عامل التحفيز هذا في التراجع، ليواجه القطاع المعاناة. وانخفضت عمليات دعم الطاقة الشمسية بنحو النصف خلال العام الجاري، بينما ينتهي برنامج دعم طاقة الرياح البحرية نهاية العام الجاري، لتتبعها طاقة الرياح البرية في السنة المقبلة. 
ومع ذلك، تتوقع شركة كهرباء فرنسا، نمواً بعد انتهاء برامج الدعم، مع ترجيحها بزيادة سعة طاقة الرياح البحرية في الصين، لأكثر من 50 جيجا واط بحلول 2030، من واقع ما عليه اليوم عند 6.8 جيجا واط، بحسب وول ستريت جورنال.
وفي يونيو الماضي، أنهت الشركة الفرنسية، اتفاقاً مع الشركة الصينية لاستثمارات الطاقة، بأكثر من مليار دولار بغرض زيادة حصة طاقة الرياح، في إحدى المزارع الواقعة قبالة ساحل مقاطعة جيانجسو، وتعتبر الشركة الفرنسية، أول جهة أجنبية تستحوذ على حصة في سوق طاقة الرياح البحرية الصينية. 
وشكلت الطاقة المتجددة، 11% من سعة التوليد لشركة كهرباء فرنسا في 2019، التي تتركز معظم مشاريعها في أوروبا وأميركا الشمالية، حيث تسعى حالياً للتوسع في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند. 
ومن المنتظر، إضافة نحو 400 جيجا واط من الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية والرياح في آسيا على مدى الـ5 سنوات المقبلة، مقارنة بنحو 380 جيجا واط، تمت إضافتها خلال نصف العقد الماضي، بحسب تقديرات مؤسسة وود ماكينزي الاستشارية لأبحاث الطاقة.
وتتوقع المؤسسة، تجاوز الاستثمارات في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، نظيرتها في التقليدية من فحم وغاز سنوياً على مدى الخمس سنوات المقبلة، وبحقيقة تركيز معظم استثمارات الوقود الأحفوري، في استبدال المرافق القديمة، يعني ذلك أن نصيب الأسد من السعة المضافة، ستكون في صالح المتجددة، ويعكف بنك مجموعة ماغواير الأسترالية، المتخصص في استثمارات الطاقة المتجددة، على تقييم مشروع بسعة 5 جيجا واط من الطاقة الشمسية في آسيا، نحو 15 مليوناً من الألواح الشمسية، كما يعمل البنك، مع مجموعة أخرى، لإنشاء مزرعة لطاقة الرياح والشمسية غربي أستراليا، تغطي مساحة قدرها 2.5 ألف ميل، ويتم استخدام معظم الكهرباء، لتوليد الهيدروجين ومشتقاته، لتصديره للبلدان الآسيوية، بغرض توليد الكهرباء، أو للسيارات التي تعمل بها. 
وتشكل آسيا في الوقت الحالي، ما يقارب نصف سعة الطاقة المتجددة في العالم، من أقل من 35% قبل 10 سنوات، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، من مقرها في أبوظبي.
وقياساً على حجمها، ما زالت آسيا تحل خلف الغرب، بتشكيل الطاقة المتجددة، لأقل من 5% من استهلاك الطاقة في السنة الماضية، مقارنة بنحو 10% لأوروبا و6% لأميركا. 
أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، أنها بصدد التخلي عن معظم المحطات العاملة بالفحم والمتدنية الكفاءة بحلول 2030، مع اختيار 10 مواقع لإنشاء مزارع لطاقة الرياح. 
وربما تواجه النظرة المتفائلة للمستثمرين، بعض التحديات في حال خلّف وباء كورونا ركوداً اقتصادياً طويل الأجل، حيث ينجم عن ذلك، تراجع في طلب الكهرباء، أو ربما يرغم الحكومات على إلغاء أو خفض برامج المساعدات.
ويبدو في الوقت الحالي، أن الطلب العام على الطاقة المتجددة والطاقة في آسيا، في طريقه لتحقيق المزيد من النمو، وارتفع استهلاك الصين من الكهرباء في يونيو مقارنة بمستوى بداية العام، بنسبة قدرها 6.1%، بعد تراجعه في الربع الأول من هذه السنة، وانخفض سعر ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح على مدى العقد الماضي، مع غمر المنتجات الصينية الأسواق العالمية، وتراجع سعر الألواح الشمسية بنحو 90% منذ العام 2010، بحسب معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©