السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة في الإمارات إنجازات يسطرها التاريخ

السياحة في الإمارات إنجازات يسطرها التاريخ
27 سبتمبر 2020 00:45

مصطفى عبد العظيم (دبي) 

تحتفل منظمة السياحة العالمية في السابع والعشرين من شهر سبتمبر في كل عام، باليوم العالمي للسياحة، بهدف زيادة الوعي في المجتمع الدولي بأهمية الدور المحوري، الذي تلعبه صناعة السياحة في تعزيز قيم السلام والتسامح و لتعايش بين شعوب الأرض على اختلاف أعراقها وثقافاتها وأديانها، وإبراز القدرات الحضارية والثقافية والاقتصادية لدول العالم المختلفة.
وقال عدد من صناع القطاع السياحي بالدولة: «رغم ما يصادف احتفال هذا العام من تحديات غير مسبوقة في تاريخ صناعة السياحة، فرضتها جائحة كوفيد-19، إلا أن الاحتفاء العالمي بالسياحة كركيزة أساسية لا غنى عنها لاستعادة النمو والازدهار العالمي، يجسد المكانة الكبيرة لهذه الصناعة، وما تتمتع به من مرونة وصلابة في مواجهة التحديات».

أضاف هؤلاء لـ«الاتحاد»: «يجسد القطاع السياحي في دولة الإمارات أحد أبرز قصص النجاح الاستثنائية التي شهدتها صناعة السياحة العالمية، بعد أن نجحت الدولة في تغير المشهد السياحي في المنطقة بالتحول في غضون سنوات قصيرة، إلى وجهة عالمية تزهو بإنجازاتها، ويقصدها ملايين السياح من مختلف أرجاء الأرض».
ولطالما شكلت السياحة ركيزة ثابتة في الأجندة الاقتصادية لرؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، حيث وفرت دعماً لسياسة التنويع الاقتصادي، وأضافت إيرادات غير نفطية مهمة إلى الناتج المحلي الإجمالي، وأسهمت في تطوير سوق العمل.
وخلال العقود الثلاث الماضية، حققت دولة الإمارات نهضة سياحية غير مسبوقة، بعد أن تمكنت بفضل رؤية القيادة الرشيدة، في أن تتحول إلى وجهة رئيسية على خريطة السياحة العالمية، وأن تصبح لاعباً مؤثراً في رسم ملامح مستقبل السياحة والسفر في المنطقة والعالم.

نهضة سياحية
ولم تعتمد الإمارات في نهضتها السياحية الشاملة على إبراز مقوماتها السياحية الطبيعية فحسب، بل بادرت بالعمل وفق خطط ورؤى مدروسة لتنويع منتجاتها السياحية والاستفادة من شواطئها ورمالها الذهبية، من خلال بناء أفخم المنتجعات السياحية وإقامة المدن الترفيهية وتشييد المتاحف العالمية لإثراء تجربة السائح، وجذب المزيد من السياح ولضمان استدامة وازدهار هذا القطاع خلال العقود المقبلة. 
وعلى الرغم من الظروف غير الاعتيادية التي يمر بها قطاع السياحة على مستوى العالم، واصلت الإمارات العمل على تعزيز وتطوير بنيتها السياحية، ومواصلة الجهود لوضع استراتيجية وطنية موحدة لتنمية القطاع، حيث قامت وزارة الاقتصاد بوضع حزمة مرنة وخطة عامة من 33 مبادرة لدعم القطاعات الاقتصادية، يستهدف العديد منها الارتقاء بمنظومة السياحة في الإمارات عبر مسارات عدة.

  • هلال المري
    هلال المري

احترافية الإدارة 
وقال هلال المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»: إنه على الرغم من أن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هذا العام، يأتي في وقت يشهد فيه العالم بأسره تداعيات جائحة «كوفيد-19»، التي أثرت على مختلف القطاعات بما فيها السياحة، إلا أن حكومة دبي، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي والتعاون والتنسيق المشترك بين مختلف الأطراف، تمكنت من أن تدير الأزمة بكفاءة عالية وتتجاوز بنجاح تلك الآثار وتعيد فتح الاقتصاد، بما في ذلك الأنشطة السياحية والتجارية ضمن إجراءات وقائية محددة، وهي تسعى بخطى ثابتة نحو الوصول إلى مرحلة التعافي التام، كما أنها كانت من أوائل المدن العالمية التي فتحت مطاراتها لاستقبال السياح».
وأعرب  المري عن أمله في تحقيق نمو قوي بمجرد عودة الأمور إلى طبيعتها خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن دبي جاهزة لاستقبال السياح من أبرز الوجهات العالمية لخوض تجارب مميزة ضمن بيئة آمنة، وهي الحاصلة على ختم السفر الآمن من المجلس العالمي للسفر والسياحة بما يؤكد سلامة الإجراءات وبروتوكولات الصحة العامة، التي تتبعها المدينة للحفاظ على سلامة سكانها وزوارها، وهو ما يعزز من مكانتها كوجهة مفضلة للزيارة.

  • خالد المدفع
    خالد المدفع

مقومات متنوعة 
من جهته، قال خالد جاسم المدفع، رئيس «هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة»: إن الاحتفاء بيوم السياحة العالمي لهذا العام يحمل شعار «السياحة وتنمية المجتمعات النائية» لتسليط مزيدٍ من الضوء على الدور المحوري للسياحة في دفع مسيرة التنمية في المناطق النائية والمواقع الطبيعية ذات التنوع البيولوجي والبيئي الفريد، فضلاً عن دعم أهداف التنمية المستدامة ومساهمتها في صون الموروث التراثي والحضاري والتاريخي للدول، والعادات والتقاليد الأصيلة للشعوب. 
وأشار المدفع، إلى أنه في الوقت الذي يبدو فيه مشهد الاحتفال هذا العام مُختلفاً في ظل التحديات التي يواجهها قطاع السياحة عالمياً إلى جانب المجتمعات التي تأثرت بشكلٍ كبير نتيجة تفشي جائحة «كوفيد-19»، والقيود والتدابير المفروضة للوقاية منها، إلا أنه وفي ظل الرؤية الاستشرافية والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نجحت إمارة الشارقة في تعزيز حضورها على خريطة السياحة العالمية، وإبراز مكانتها كوجهة استثنائية تزخرُ بالمقومات الثقافية والبيئية والتاريخية والتراثية المتميزة، فقد أعلن سموّ حاكم إمارة الشارقة مؤخراً حزمة من المشاريع التنموية والتطويرية في المنطقة الشرقية بإمارة الشارقة، في دلالةٍ واضحة على استمرارية النشاط الاقتصادي فيها. 
وأضاف المدفع: «نشارك اليوم دول العالم احتفالها بـ «يوم السياحة العالمي»، وهي مناسبة تحتفي بها منظمة السياحة العالمية –(إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة)- في كل عام على نطاقٍ دولي واسع، للتوعية بأهمية القطاع السياحي من المنظور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحضاري. 
وشدد المدفع، على التزام هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة مواصلة العمل الدؤوب دعماً لقطاع السياحة المحلي، من خلال إطلاق المزيد من البرامج والمبادرات والفعاليات للترويج للمزايا والمنتجات السياحية التي تزخرُ بها الإمارة، بالتوازي مع تطبيق أفضل الممارسات والتدابير الوقائية لضمان صحة وسلامة جميع سكان الإمارة والسياح القادمين إليها». 

أم القيوين تتمتع ببيئة جاذبة
أكد الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، أن «ملف السياحة» يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، التي تسعى إلى تهيئة بيئة سياحية جاذبة في الإمارة، والترويج للمعالم الأثرية في المنطقة، وتطوير السياحة البيئية بأم القيوين، والارتقاء بمستوى الخدمات الفندقية، ووضع خطط تسويقية وترويجية لأنشطة وفعاليات الإمارة.
وقال الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، في كلمة له بمناسبة يوم السياحة العالمي، الذي يصادف 27 سبتمبر من كل عام: إن إمارة أم القيوين، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وبمتابعة من سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، تولي اهتماماً بالغاً لجعل قطاع السياحة أحد الروافد الاساسية للاقتصاد، مشيراً إلى أن أم القيوين تتمتع ببيئة سياحية جاذبة، وتسعى من خلال المشاريع النوعية بأن تكون نقطة جذب سياحي.
وأشار إلى أن دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، أطلقت عدة مبادرات لتفعيل النشاط السياحي في الإمارة، وتعمل على عدة مشاريع في الوقت الحالي، أبرزها مشروع تطوير المواقع الأثرية مثل موقع الدور الأثري وموقع تل أبرق الأثري، بالإضافة إلى مشروع متحف أم القيوين الجديد، ومشروع حي أم القيوين التراثي، الذي يهدف إلى استغلال المناطق القديمة في المشاريع التطويرية.

محمد المبارك: السياحة محرك أساسي للنمو 
قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «تعد السياحة محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي والاجتماعي على حد سواء، وعملنا في السنوات الماضية على تطوير وتعزيز البنية التحتية السياحية في إمارة أبوظبي لتواكب الخطط الاستراتيجية القائمة على اقتصاد المعرفة، حيث واكب ذلك العمل على تطوير القوى العاملة وتشجيع المزيد من الموارد البشرية للانخراط في هذا المجال». 
وأضاف معاليه: هذا العام يحتفي العالم بيوم السياحة العالمي تحت عنوان «السياحة والحياة الريفية» باعتبار أن السياحة توفر التماسك والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمناطق الأكثر ضعفاً. غير أننا في هذا العام واجهنا تحدياً أكبر من تفعيل المناطق البعيدة سياحياً، فقد ألقت جائحة كوفيد-19 بظلالها على القطاع السياحي الذي واجه خلال الفترة الماضية تحديات استثنائية تطلبت منا مواجهتها وإيجاد الحلول المبتكرة التي تنهض بالقطاع السياحي، مع المحافظة على الصحة والسلامة العامة لمجتمع إمارة أبوظبي.
وقال: «في نفس الوقت كانت فرصة لتطوير العديد من المبادرات والبرامج التي تدور حول التراث الثقافي الغني في الإمارة، والذي يعمل فيه طيف واسع من المتخصصين من أجيال مختلفة، إلى جانب مجموعة الوجهات السياحية الاستثنائية التي أغلقت أبوابها أمام الجمهور وفقاً للتدابير الاحترازية التي تم اتباعها للحفاظ على سلامة المجتمع، فكان البديل التوجه إلى الوسائط الرقمية للحفاظ على التماسك الاجتماعي في وقت صعب».
وأكد المبارك أن أبوظبي نجحت في تقديم نموذج وقائي يحتذى به عالميًا، وكانت من أوائل المدن التي استضافت أحداثاً عالمية وسط الأزمة الصحية الضاغطة، من خلال تبني مفهوم «المنطقة الآمنة» والتي مكنت من إقامة فعاليات «جزيرة النزال» من يو أف سي لبطولات القتال المختلطة، والتي أصبحت سريعاً نموذجاً عالمياً يحتذى به لإقامة الفعاليات دون تسجيل أي إصابة.
وأضاف: «حالياً نعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية وشركائنا في القطاع الخاص على إطلاق مجموعة من المبادرات لدعم القطاع السياحي، من خلال تعزيز ثقة المستهلك بالخدمات والوجهات السياحية التي توفرها الإمارة، وترسيخ مكانتها كوجهة آمنة في ظل الظروف الراهنة، وذلك بمشاركة جميع أطياف المجتمع. واليوم وباتت الإمارة على مشارف فتح أبوابها بشكل كامل أمام الزوار، نكثف الجهود لتأمين بيئة خالية من تبعات كوفيد-19، ونمنح الزوار تجربة فريدة مع المحافظة على صحتهم وسلامتهم بالدرجة الأولى».

  • سعود الحوسني
    سعود الحوسني

سعود الحوسني: تعزيز ثقة المستهلك 
 قال سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «يأتي يوم السياحة العالمي هذا العام والقطاع يواجه تحديات لم يشهدها من قبل، التحدي الأكبر بالنسبة لنا كان دعم وتنشيط قطاع السياحة في الإمارة مع المحافظة على صحة وسلامة المقيمين والزوار في ظل الأزمة الصحية العالمية، وحصدت أبوظبي في هذا السياق إشادة دولية لسرعة استجابتها وجهودها الحثيثة لاحتواء انتشار جائحة كوفيد-19، والتي ترجمت بسلسلة من المبادرات التي قمنا بإطلاقها وأفضت إلى نتائج إيجابية ملموسة، عززت ثقة المستهلك بالوجهات والمنشآت السياحية والتجارية، وانعكست إيجابًا على مؤشرات القطاع في الإمارة».
وأضاف: «يعود هذا النجاح إلى التعاون الوثيق الذي جمع القطاعين الحكومي والخاص والتزام شركاء دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي من العاملين في قطاع السياحة بالامتثال إلى كافة الإرشادات والتدابير الاحترازية التي فرضتها حكومة أبوظبي والمبادرات التي أطلقتها الدائرة. ومع فتح أبواب الإمارة أمام الزوار من جديد، لابد من مضاعفة الجهود لضمان صحة وسلامة الجميع، وترسيخ مكانة العاصمة كوجهة آمنة، واضعين نصب أعيننا أننا نشرك كل فئات المجتمع في ذلك، بما فيهم العاملون في مجال الصناعات الإبداعية والثقافية والحرف التراثية، إذ تشكل ممارساتهم عنصراً جاذباً لشرائح مختلفة من السياح، وفي نفس الوقت توفر نوعاً من الاستدامة لاستمرار الأعمال الإبداعية».
وأكد الحوسني، أن أبوظبي تتميز ببيئات طبيعية متنوعة، وضمنها نمت مجتمعات مميزة ولكل منها تراث ثقافي غني، حيث نعمل حالياً على تطوير الوجهات السياحية ضمن هذه البيئات لتعكس التنوع والغني الثقافي، مما يجعل هذه المجتمعات متماسكة اجتماعياً وفي نفس الوقت توفر لها التنمية الاقتصادية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©