الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التعليم في مواجهة عنف الأزمة

التعليم في مواجهة عنف الأزمة
27 سبتمبر 2020 00:45

«وباء كورونا تسبب في أكبر اضطراب في العملية التعليمية في التاريخ»
 أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة

التداعيات الناجمة عن تعطل التعليم حول العالم بفعل تفشي وباء «كورونا» المستجد كبيرة، وهي جزء أصيل من تلك التي نالت من الاقتصاد العالمي ككل، حسناً، تمت إعادة فتح المدارس والجامعات في عدد من الدول مع بداية الموسم الدراسي الحالي، إلا أن ذلك لا يزال ناقصاً على صعيد حسم مسألة التعليم، هل سيعود إلى المقار التعليمية؟ أم سيصبح عن بُعد إلى الأبد؟ على اعتبار أن الوباء أحدث متغيرات لم تتوقعها جهة في هذا العالم، فكيف لا يفعل ذلك في ميدان حيوي محوري تفاعلي مستقبلي كقطاع التعليم؟ غير أن هذه النقطة (رغم أهميتها) تبقى مثار اجتهادات بين جهتين، الأولى تعتقد بتعليم تفاعلي مباشر، وترى الثانية أهمية تعليم تفاعلي لكن عن بُعد.
 لكن بالنظر إلى عمق المشكلة من الناحية التعليمية والاقتصادية، تظهر المصيبة بحجم أكبر، فملايين التلاميذ تأثروا بإغلاق المدارس، ويواجهون في الوقت الراهن مخاطر عدم العودة مجدداً إلى مدارسهم، مع ضرورة الإشارة إلى أن إجراءات الإغلاق التي فُرضت في أبريل الماضي، أبعدت أكثر من 1.6 مليار طالب وطالبة عن مدارسهم وجامعاتهم، أو ما يوازي 90% من المجموع الكلي للطلاب على مستوى العالم، لنترك جانباً الخلافات المتعاظمة بين غالبية الحكومات في العالم وبين نسبة كبيرة من الأهالي حيال العودة إلى المدارس والجامعات، هذه مسألة بالإمكان حلها بالتفاهم الواجب من الطرفين، لكن التداعيات الاقتصادية للأزمة الصحية، يمكن أن تؤدي إلى إفقار ما بين 90 و117 مليون طفل إضافي، مع تأثر القدرة على دخول المدارس، بحسب الجمعية العالمية الخيرية «أوكسفام».
 ووفق الجهات الدولية المعنية، قد يترك نحو 10 ملايين طفل مدارسهم بسبب الضغوط الاقتصادية، التي ستحتم إجبار الفتيان على دخول سوق العمل، والفتيات على الزواج المبكر لإعالة أسرهم، لا مبالغة هنا، في ظل وجود إمكانية أن تخلف الأزمة عجزاً يصل إلى 77 ملياراً في ميزانيات التعليم في الدول النامية والأشد فقراً بحلول 2021، هذا يعني أن أهداف الأمم المتحدة التي يدعمها العالم أجمع، بحصول الأطفال على التعليم بحلول العام 2030 ستتراجع ولسنوات عدة أيضاً، بعد أن حققت بالفعل في العقدين الماضيين قفزات نوعية، الأمر الذي سيزيد من ثقل العبء الناجم عن التردي المعيشي والتنموي في غالبية البلدان، وخصوصاً الآسيوية والإفريقية منها. 
المشاكل التي يواجهها قطاع التعليم حول العالم تتعاظم، وليست محصورة فقط في جدلية التعليم عن بُعد أو قرب، علماً بأن الغالبية العظمى من التلاميذ لا يملكون حتى أجهزة كمبيوتر شخصية في بلدان متقدمة ثرية! فكيف الحال بالدول الناشئة؟ المشاكل الكبرى، تبقى محصورة في مستقبل التعليم بعد «كورونا» من جهة الوصول إليه، بصرف النظر عن الأدوات والوسائل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©