عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أجمع مديرو فنادق على أهمية الالتزام بتطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية من قبل إدارات الفنادق والنزلاء على حد سواء، وأكدوا أهمية عدم التهاون في اتباعها تحت أي ظروف، لافتين إلى أن مواصلة التقيد بالبروتوكولات الموُصى بها وتنفيذها بشكل صارم يشكل الخطوة الأولى على طريق تعافي قطاع الضيافة من تداعيات كوفيد-19. وأشاروا إلى أنه على الرغم من صعوبة الأوضاع الحالية، وتأثيرها على أجواء الإقامة الفندقية التي كانت تتسم دائماً بحرية الحركة والتجمعات، إلا أن تفهم الضيوف للوضع الجديد الذي فرضته الجائحة يشكل حجر الأساس لتجاوز هذه المرحلة والتعايش معها وفقاً للضوابط والقواعد الجديدة المرتبطة بالصحة والسلامة.
وأوضح مسؤولو الفنادق أنه منذ استئناف استقبال الضيوف من السوق المحلي، بعد فترة من الإغلاق، تعمل المنشآت الفندقية على إعادة بناء الثقة من خلال اتباع البروتوكولات الصحية التي وضعتها الجهات الصحية والحكومية المختصة، بالإضافة إلى تبنيها معايير أكثر صرامة وضعتها العلامات الأم، وذلك بهدف الاستجابة للتعامل المتغيرات الجديدة.. ولفت مديرو فنادق إلى أنه في الوقت الذي تُبدى فيه الغالبية العظمى من النزلاء تجاوباً والتزاماً باتباع الإجراءات الاحترازية، يحدث بين الحين والآخر، عدم التزام من قبل البعض بتطبيق الإجراءات التي لم يعتد على ممارستها خلال إقامته الفندقية، إما عمداً أو نسياناً، ما يدفع موظفي الفنادق لتنبيههم لذلك.
قوة دافعة
وقال ربيع الزين مدير عام منتجع شاطئ فيرمونت الفجيرة، إنه منذ إعادة تشغيل المنتجع تدريجياً في مايو الماضي بعد توقف استمر لستة أسابيع، تمكنا من اكتساب ثقة النزلاء من السوق المحلي الذي شكل القوة الدافعة للحركة في هذه المرحلة، وذلك عبر اتباع بروتوكول تعقيم وتطهير بالتعاون مع واحدة من أشهر الشركات العالمية المتخصصة، والالتزام بتطبيق التوجيهات الإرشادية الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة وإمارة الفجيرة.
وأوضح أن الامتثال الذي يبديه النزلاء للتكيف مع الواقع الجديد يساعد بشكل كبير في تعزيز قدرة الفنادق على اجتياز هذه المرحلة الصعبة، التي دفعتها للعمل بنصف طاقتها، وفرضت إجراءات غير مسبوقة في مجال الضيافة.
وأضاف الزين أنه على الرغم من ذلك، يحدث أن يتغاضى عدد من النزلاء عن تطبيق الإجراءات ويبدون عدم استعدادهم للالتزام بها، خاصة في مناطق أحواض السباحة والمطاعم، الأمر الذي يتحول لمواجهة بين موظفي الفنادق والنزلاء، مشدداً على ضرورة تفهم النزلاء للأوضاع الجديدة والتقيد بالتدابير لمصلحة الجميع، لافتاً إلى أنه في المقابل أيضاً توجد فئة أخرى من النزلاء تتشدد بشكل كبير في التقيد بالتدابير وتطلب من الموظفين القيام بعملية التعقيم لعدة مرات أمامهم مباشرة وقيامهم هم أيضاً بإجراءات تعقيم إضافية من جهتهم.
التزام النزلاء
بدوره، يشير إسماعيل إبراهيم، المدير العام لفندق رمادا داون تاون أبوظبي إلى أن مستويات التزام النزلاء تختلف من فندق إلى آخر، ففي الوقت الذي قد تشهد فيه الفنادق والمنتجعات الشاطئية حالات من عدم التقيد بالإجراءات الخاصة بالتباعد الجسدي، تشهد فنادق المدينة وفنادق الأعمال مستويات عالية من الالتزام بنسبة تصل إلى 100%، وذلك لاختلاف طبيعة الإقامة.
وأوضح أن الإجراءات الصارمة التي تلتزم بها الفنادق، بالتعاون مع الجهات المختصة وكذلك الشركات التي تقوم بالحجز لموظفيها أو ضيوفها في الفنادق، أسهمت بشكل قوي بناء الوعي المشترك بأهمية التقييد بكافة التعليمات والتدابير الوقائية خلال الإقامة لمصلحة الجميع، مشيراً إلى بعض الشركات تطلب من إدارات الفنادق إبلاغهم في حال خالف أي من موظفيهم المقيمين في الفندق للبروتوكول الصحي المتبع.
وأشار إبراهيم إلى أن المتابعة المستمرة والتفتيش المتواصل من قبل الجهات المختصة في أبوظبي على الفنادق للتأكد من التزامها الصارم بتطبيق التدابير الاحترازية، يضع الفنادق أمام تحد كبير للمحافظة على أدائها، والاضطلاع بمسؤوليتها لتجاوز هذه المرحلة والعودة لطريق التعافي، لافتاً إلى أن حصول الفنادق على شهادة الأمان Go Safe التي تصدر من قبل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، يعكس مدى حرص الفنادق على ضمان صحة وسلامة الضيوف والموظفين التي تعد أولوية قصوى.
وأوضح أن الشهادة تعتبر حالياً المرجع الرئيس في تطبيق التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، عبر إرساء سلسلة من المعايير العالمية التي من شأنها ضمان صحة المجتمع، حيث نواصل الالتزام في الفندق بتطبيق تدابير الوقاية والصحة والنظافة الصارمة، وإجراءات التباعد الجسدي، واستحداث نقاط قياس درجة الحرارة، بالإضافة إلى حملات تعقيم دورية، وإجراء اختبارات كوفيد-19 لجميع الموظفين.
الحركة التشغيلية
من جهته، قال مدحت برسوم، المدير العام لفندق كابيتول دبي، أن إدارات الفنادق تركز كل جهودها على استعادة الثقة بالقطاع وعودة الحركة التشغيلية تدريجياً وصولاً لمرحلة التعافي من تداعيات هذه الجائحة، مشيراً إلى أن الخطوة الأولى باتجاه التعافي المأمول تبدأ بالحرص على التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية المُتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ولفت إلى قيام الفنادق خلال الفترة الماضية بتهيئة بنيتها التشغيلية للتعامل مع الوضع الجديد، والاستعداد بشكل جيد للتأقلم مع المتغيرات غير المسبوقة في تاريخ القطاع، والتي وضعت شعار «الصحة والسلامة أولاً»، في صدارة أولويات التشغيل، الأمر الذي أسهم في عودة الحركة إلى الفنادق بدعم أساسي من السوق المحلي.
وشدد برسوم على أنه من أجل مواصلة الطريق نحو التعافي، نطلق شعار «التعايش مع الوضع الحالي»، ويجب أن يتجسد التعايش في صورة حرص دائم على الالتزام بتطبيق البروتوكولات المتبعة في الفنادق، وكافة القطاعات الأخرى، من قبل جميع الأطراف، سواء النزلاء أو مشغلي الفنادق.
وأشار إلى أن تفهم ضيوف الفنادق للإجراءات الاحترازية، وخاصة فيما يتعلق بتطبيق التباعد الجسدي في المطاعم والمسابح والاستقبال، يسهل كثيراً من مهمة موظفي الفنادق الذين تم تدريبهم على سبل توجيه النزلاء والضيوف وإقناعهم بضرورة الامتثال للإجراءات للحفاظ على سلامتهم وسلامة الجميع، منوهاً بالدور الرقابي الذي تقوم به الجهات المختصة في متابعة مدى التزام القطاع بتطبيق التدابير ومخالفة المنشآت غير الملتزمة، الأمر الذي يعكس رغبة وحرص جميع الجهات على عبور هذه المرحلة بسلام.
