الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عويضة المرر رئيس دائرة الطاقة أبوظبي لـ«الاتحاد»: 312 مليار درهم استثمارات أبوظبي في قطاع الطاقة خلال 20 عاماً

عويضة المرر
25 أغسطس 2020 00:13

أبوظبي (الاتحاد)

تخطت استثمارات إمارة أبوظبي في قطاع الطاقة، خلال العقدين الماضيين، أكثر من 312 مليار درهم (85 مليار دولار)، وذلك دون احتساب الاستثمارات في الوقود والجوانب التشغيلية، بما يشير إلى أن أبوظبي استثمرت على مدى العشرين عاماً الماضية بمعدل 15.6 مليار درهم سنوياً، وبما يعادل 1.3 مليار درهم كمتوسط شهري للاستثمار في قطاع الطاقة، بحسب معالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي.
وقال في حوار مع «الاتحاد»، أمس: «توزعت الاستثمارات بين 84.5 مليار درهم (23 مليار دولار) لبناء محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه، وحوالي 136 مليار درهم (37 مليار دولار) استثمارات في شبكات النقل والتوزيع والإمداد، إضافة إلى 89.6 مليار درهم (24.4 مليار دولار ) كلفة إنشاء محطة براكة للطاقة النووية السلمية».

كشف معالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي عن توفر فرص عديدة بالإمارة للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والبديلة، وكذلك لقطاع مشاريع خفض الانبعاثات في المنشآت الصناعية، من خلال تقنية التقاط الكربون وتخزينه، مشيراً إلى أن أبوظبي تعمل حالياً على إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم، بتقنية التناضح العكسي في مجمع الطويلة للماء والكهرباء.
ويتوقع اكتمال بناء المحطة خلال العام 2022، لتتمكن من إنتاج نحو 200 مليون جالون، بما يعادل 909200 متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، حيث تشكل نسبة المياه المحلاة في أبوظبي 4% من مجموع المياه المحلاة على مستوى العالم، وتعمل محطات التحلية التسع بطاقة إنتاجية إجمالية، تصل إلى نحو 910 ملايين جالون بريطاني يومياً.

البنية التحتية
وقال رئيس دائرة الطاقة أبوظبي: «شهد الاستثمار في البنية التحتية لقطاع الماء والكهرباء تطوراً ملحوظاً في العقدين الأخيرين، حيث بلغت تكلفة بناء محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه المنجزة أو المعلن عنها منذ عام 1999، مثل مشروع نور أبوظبي، ومحطة الفجيرة F3، ومشروع الظفرة للطاقة الكهروضوئية، ومشروع الطويلة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، حوالي 23 مليار دولار أميركي حسب الأسعار الاسمية، بالإضافة إلى 37 مليار دولار أميركي استثمارات في شبكات النقل والتوزيع والإمداد» .
وأشار إلى أن حجم الاستثمار في بناء المحطات والشبكات، قد بلغ حوالي 60 مليار دولار منذ 1999، دون احتساب الاستثمارات في الوقود والجوانب التشغيلية، إضافة إلى إلى ذلك 24.4 مليار دولار أميركي تكلفة إنشاء محطات براكة للطاقة النووية.
وأفاد رئيس دائرة الطاقة أبوظبي، بأنه على الرغم من الجهود الحثيثة والناجعة لإدراج الطاقة النظيفة والمتجددة لإحداث التنويع الاقتصادي، بما يتماشى مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، فإن قطاع النفط والغاز يبقى العمود الفقري لاقتصاد الإمارة. 
وبحسب مركز الإحصاء بأبوظبي، ساهم قطاع النفط والغاز معاً بحوالي 50% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2019.

جذب الاستثمارات
وأطلقت الدائرة منصة إلكترونية تحمل اسم «منصة أبوظبي لخدمات الطاقة»، وبجانب خدماتها الإلكترونية المتعددة، يتم توفير قاعدة بيانات مفصلة قادرة على تزويد الدائرة بمؤشرات حول الوضع الحالي لقطاع الطاقة، ومؤشرات تطور القطاع، وهو ما يمنح المستثمرين فرصة للتعرف على فرص القطاع ومؤشراته، وتحديد أولويات استثماراته في القطاع.
كما أن مبادرة «السندات الخضراء»، التي تم الإعلان عنها في شهر يناير من هذا العام بالتعاون مع سوق أبوظبي العالمي، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، والتي تعد خطوة هامة لخلق نظام للتمويل المستدام في الإمارة. 
وتعمل الدائرة حالياً لتطوير آلية العمل، والسعي نحو خلق إطار تنظيمي للسندات الخضراء والتمويل المستدام، وتوظيف الأموال الناجمة عن السندات الخضراء لدعم المشاريع المستدامة داخل الإمارة وخارجها، حيث يتزايد التركيز عالمياً على تحفيز التمويلات والاستثمارات في المشاريع الخضراء.

مزيج الطاقة
وأضاف المرر: تمثل الطاقة النووية بشكل عام واحدة من أهم عناصر مزيج الطاقة، التي تهدف استراتيجية الإمارات للطاقة تطبيقه بحلول عام 2050، حيث ستساهم الطاقة النووية بنسبة 6% من مزيج الطاقة الذي يضم الطاقة النظيفة، والغاز، والفحم النظيف. 
وقال: «تشكل المحطة وقدرتها الكبيرة على إنتاج الطاقة ضماناً لاستدامة إمدادات الطاقة في الدولة في المستقبل، وستشكل قفزة نوعية في تطوير قطاع الطاقة، وتعزيز قدرته الإنتاجية لتوليد الكهرباء، وإمدادها إلى مختلف أنحاء الدولة».

تحلية المياه
ولفت إلى أن أبوظبي تمتلك واحدة من أكثر قطاعات تحلية المياه تطوراً على مستوى العالم، وتعد تقنية تحلية المياه العمود الفقري للقطاع في الإمارة، من خلال 9 محطات تحلية رئيسية، تعزز أمنها المائي، وتمد مختلف القطاعات الحيوية والسكنية بالمياه.

توظيف السياسات والتشريعات
قال معالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة أبوظبي، إن الدائرة تعمل مع مختلف الجهات المرخصة في الإمارة، من أجل زيادة كفاءة خدمات الكهرباء والمياه لكل القطاعات، من أجل ضمان استمرارية أعمال تلك القطاعات وعدم تأثرها.
وأوضح، أنه بعد كورونا تسير الدائرة وفق خططها الموضوعة مسبقاً، والتي تهدف إلى تنفيذ السياسات الخاصة بتطبيق أحدث التقنيات الحديثة في إدارة منشآت المياه والطاقة، وتعزيز التوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة، وضمان استمرارية العمل في المشاريع قيد التطوير، وعلى رأسها مشاريع الطاقة المتجددة، مع الالتزام الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية، حرصاً على صحة وسلامة الموظفين داخل الدائرة وكافة منشآت قطاع الطاقة في أبوظبي.
وأضاف: شكلت أزمة كورونا فرصة لتعزيز جاهزيتنا في أوقات الأزمات والطوارئ، والتمكن من تقديم خدماتنا التي تمثل صمام الأمان لعمل كافة الأنشطة الحياتية الأخرى.

ترشيد الاستهلاك
تمثل استراتيجية إمارة أبوظبي، لإدارة جانب الطلب، وترشيد استخدام الطاقة 2030، ركيزة أساسية في مساهمة الدائرة لتطوير قطاع الطاقة، في إطار رؤية مستقبلية للقطاع من كافة الجوانب، وتضم الاستراتيجية 9 برامج، يتم إدارتها من جانب جهة واحدة أو أكثر من الجهات الحكومية المحددة التي تتولى تنفيذ هذا البرنامج.
وقال معالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة أبوظبي: «تم الانتهاء من المشروع التجريبي الأول من نوعه في الإمارة، لإعادة تأهيل المباني لسبعة مبان حكومية، وفقاً لنموذج التعاقد على أداء كفاءة الطاقة، بهدف تحقيق وفورات كهرباء لا تقل عن 30 %»، إضافة إلى إطلاق مبادرة «مسجدي» على مستوى الإمارة، حيث تم إعادة تأهيل 1500 مسجد، وتزويدها بصنابير وضوء موفرة للمياه».
كما تم البدء في تنفيذ المشاريع التجريبية، للاستفادة من أنظمة الريو خفض الطلب على المياه في مناطق الزراعات التجميلية، وبدء تطبيق تعليمات تبريد المناطق لدعم التنفيذ والتشغيل الفعّال لمحطات تبريد المناطق على مستوى الإمارة.
وقد ساهمت هذه المبادرات في تحقيق وفورات كهرباء بواقع 5.670 جيجاواط ساعة ووفورات مياه بواقع 214 مليون متر مكعب خلال عام 2019، ما يعني تحقيق وفورات تكلفة على المدى القصير، بواقع 1.21 مليار درهم إماراتي، ومنع انبعاث 2.9 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وأطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي حملة «استخدمها صح»، لترسيخ سلوكيات ترشيد استهلاك المياه والكهرباء في المجتمع، وتوجيه وتعزيز تلك السلوكيات لكل الأفراد داخل المنازل.

التوسع في الخدمات الذكية
أكد معالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة أبوظبي، أن الدائرة تعمل خلال الفترة المقبلة لتوسيع تطبيق الخدمات الذكية الخاصة بالدائرة وكافة الخدمات التي يقدمها القطاع للمستهلكين، حيث أصبحت الدائرة تقدم 100% من خدماتها – ومجموعها 33 – إلكترونياً، بينما تقدم شركات توزيع الماء والكهرباء 110 خدمات.  ويبلغ إجمالي الخدمات المقدمة من الدائرة وشركات التوزيع 143 خدمة، 76% منها رقمية وتطمح الدائرة خلال الفترة المقبلة، إلى تحويل 15% إضافية من تلك الخدمات إلى المنظومة الرقمية. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©