السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات.. ريادة النووي السلمي

الإمارات.. ريادة النووي السلمي
9 أغسطس 2020 02:24

«مرحلة جديدة من الحراك التنموي تشهدها مسيرة نهضتنا.. والقوة الأكبر هي الكفاءات الوطنية».
 صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات بتشغيل مفاعل المحطة الأولى من محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية، كرس ريادة البلاد عربياً في هذا المجال الاستراتيجي، إلى جانب طبعاً دور الإمارات في المنظومة النووية العالمية السلمية. إنجاز سبقه قبل أيام فقط، إنجاز آخر من نوع آخر، تمثل في إطلاق «مسبار الأمل» الإماراتي لاستكشاف كوكب المريخ، وللمساهمة مع المجهود العالمي في سبر أغوار الفضاء. لماذا؟ من أجل خدمة الإنسانية ومستقبلها. فالإنجازان على اختلاف طبيعتيهما، دخلا تلقائياً في حراك دولي عالي الجودة، كبير الأثر، محوري في صناعة مستقبل واعد وواجب للبشرية كلها. وإذا كان الأول (المسبار) أكثر عالمية، فإن الثاني (الطاقة النووية) عالمي بمردود وطني مباشر. فهو إنجاز دولي بمخرجات محلية تحاكي استحقاقات الزمن الآتي.
 والأثر الاقتصادي الإيجابي لتشغيل أولى محطات «براكة» للطاقة.. كبير، ويصطف إلى جانبه الأثر البيئي، الذي تعمل الإمارات في ميدانه منذ عقود، ضمن الجهود الدولية النشطة لخفض الانبعاثات. ومع إطلاق التشغيل الأول، دخلت البلاد في فضاء المنافسة في الاستثمار الدولي لإنتاج الطاقة النظيفة. وهذا يضمن لها المضي قدماً في تنوع مصادر الطاقة، وخفض الاعتماد على الموارد النفطية، ناهيك عن تقليل تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية عبر المنتج النووي السلمي. وهذه المعطيات تعزز بلا شك مكانة الإمارات الاستثمارية في كافة المجالات، وهذا يدخل عملياً في إطار الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها من أجل متطلبات المستقبل واستحقاقاته، وحتى مفاجآته. إنه مسار من المسارات الضرورية لتعزيز كيان اقتصاد مستدام يليق بدولة، لم تترك مساحة حتى للصدف.
 العملية من الناحية النظرية بسيطة، وهي إنتاج الحرارة داخل المفاعل بشكل آمن، لتوليد البخار، الذي يستخدم بدوره في دوران التوربينات لإنتاج الكهرباء، لكن كان وراءها عمل لا يتوقف، واستراتيجية لا تتأخر، وحرص على الإنتاج والنجاح لا يلين. والخطوة الأولى هذه، هي بحد ذاتها تمثل «منصة» صلبة لتشغيل المفاعلات الأخرى في مرحلة لاحقة، ورفع مستوى إنتاجها بعوائدها المخطط لها. فالطاقة النووية، أثبتت في الواقع كفاءتها على مدى عقود، لتصبح جزءاً أصيلاً من توازن الطاقة العالمية. ومع تشغيل المفاعل الأول في «براكة»، وفق أعلى معايير الجودة والأمان، صارت الإمارات محوراً رئيسياً في ميدان يتسع نطاقه يوماً بعد يوم، ويثبت أهميته في «كيان» الطاقة العالمي، ولاسيما النظيفة منها، المساندة لكل تحرك يحمي البيئة من الأذى. فالمفاعلات النووية النشطة في إمداد العالم بالطاقة، تتيح تجنب انبعاث 700 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.
 ستكون حصة الطاقة النظيفة في أبوظبي 50% بحلول العام 2030. وتكلفة إنتاج الكهرباء ستتراجع بمعدلات لافتة في الأعوام القليلة المقبلة، فضلاً عن أنها تبقى أقل تكلفة بالنسبة للمستهلك. يضاف إلى ذلك، أنها ستعزز النمو الاقتصادي الحاضر، ضمن نهضة اقتصادية وطنية في كل الميادين. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©