الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تغييرات كبيرة بقطاع الطيران بعد انتهاء رحلة كورونا

طائرة تخضع للتعقيم (أرشيفية)
4 يوليو 2020 00:26

حسونة الطيب (أبوظبي)

يتأهب قطاع الطيران العالمي، لتغييرات جذرية لا تخلو من ارتفاع الأسعار وصفوف الانتظار الطويلة، لإتمام إجراءات السفر، ولاستعادة ثقة المسافرين، بعد تكبده خسائر باهظة بسبب فيروس كورونا. من بين الإجراءات، فحص الحرارة والتباعد في مقاعد صالات السفر وداخل الطائرة وتوفير الكمامات والمعقمات عند نقاط دخول المسافرين، بحسب فاينانشيال تايمز. 
وفي مطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس، بدأت العلامات الارشادية للتباعد الجسدي، من ضمن الأشياء العادية الجديدة، فضلاً عن المسافات الفاصلة بين مقاعد صالة انتظار المسافرين والكمامات والمعقمات المتوفرة عند جميع المداخل.

هواء نقي 
ويقول شاشانك نجام، الرئيس التنفيذي لشركة سيمبلي فلاينج الاستشارية «كما هو الحال في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، كان من الضروري على شركات الطيران، التأكيد للمسافرين بأن طائراتها خالية من الأسلحة التي تهدد سلامتهم، لينبغي عليها الآن، التأكيد بأنها خالية من فيروس كورونا».
وتصر معظم شركات الطيران والمطارات، على وضع الكمامة سواء للمسافرين أو العاملين داخل المطارات، بجانب توفير المعقمات والنظافة الكاملة لكابينة الطائرة. ويبذل قطاع الطيران، جهوداً كبيرة لطمأنة الناس بسلامة وأمان السفر الجوي.

ويقول جيم هاس، مدير تسويق المنتجات في شركة بوينج، إن الهواء داخل الطائرة خالٍ من الفيروسات، نتيجة استخدام فلاتر «هبة» في كافة الطائرات الحديثة والتي تعمل على تنقية الهواء، بذات الجودة التي يكون عليها في غرف عمليات المستشفيات.
واتخذت بعض المطارات مثل هونج كونج، خطوات أكبر بالكشف على القادمين للتأكد من عدم إصابتهم بالمرض. وربما يتم في المستقبل القريب، تضمين جواز المناعة، كإجراء احترازي مؤقت، بجانب الشهادة الصحية، التي لا تقل أهمية عن تأشيرة الدخول. كما من المتوقع، عدم تقديم بعض خطوط الطيران للوجبات وأدوات الترفيه والصحف والمجلات ومنع الاصطفاف للدخول للحمامات.

ممرات آمنة
ويجيء ذلك، في وقت تأمل فيه العديد من شركات الطيران، العودة للتحليق في الأجواء مجدداً في يوليو الجاري، بعد 3 أشهر من التوقف، انعدمت فيها العائدات وفقد العديد من العاملين وظائفهم. لكن يبدو أن مسار العودة، محفوف بالكثير من الغيوم والضباب.
وقامت المفوضية الأوروبية، بنشر خطة في مايو الماضي، تضع تصوراً للتنسيق المشترك لفتح الحدود تدريجياً، عندما تسمح الظروف الوبائية بذلك.
واقترحت بريطانيا وإسبانيا، إجراء حجر لمدة 14 يوما على القادمين، ما يعني قفل الطريق أمام المسافرين الدوليين، بينما أنشأت أستراليا ونيوزيلندا، ما يعرف بممرات السفر الآمن، بين المناطق التي تمكنت من احتواء الفيروس.
ويساور القلق العديد من مدراء شركات الطيران، حيث يقول ويلي والش، المدير التنفيذي لشركة آي أيه جي، المالكة لشركة الطيران البريطانية، :»يبدو واضحاً أن فترة التعافي ستأخذ فترة أطول من أي حدث شهده قطاع الطيران العالمي في الماضي. نأمل في أن نرى تعاوناً مشتركاً في المستقبل».
وفضلاً عن التدابير الصحية، تعتقد العديد من خطوط الطيران، أن خفض الأسعار، هو الطريق الأمثل لإنعاش الطلب. وتعتقد شركة ويز للطيران الهنغارية، أن الطلب موجود بالفعل، حيث عاودت شركة الطيران منذ بداية مايو الماضي، بسعة ركاب تتراوح بين 70 إلى 75%.

عروض مغرية
ويتوقع بعض خبراء القطاع، ازدحام الأجواء في المستقبل القريب بالطائرات، نتيجة لعروض السفر المغرية للقضاء على مخاوف المسافرين. وتقدم شركة فرونتير أيرلاينز الأميركية للطيران الاقتصادي مثلاً، عرضاً للمسافرين على متن طائراتها، بدفع 39 دولارا مقابل إخلاء المقعد المجاور. لكن وبمجرد استقرار الأوضاع، تعود هذه الشركات لرفع الأسعار، حتى تتمكن من تسديد ما عليها من ديون ودعم ميزانياتها. 

وتراجعت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، عن إصرارها بالتزام شركات الطيران، بتطبيق إجراء التباعد الاجتماعي داخل مقصورات الطائرات. وفي حين تلتزم بعض شركات الطيران، بتطبيق إجراء التباعد الاجتماعي خلال الأشهر الأولى، يجلب ذلك المشاكل لأخرى.
وتعرضت شركتا يونايتد وأميركان أيرلاينز، لانتقادات بسبب نشر أحد الركاب لصور طائرات تتبع لهما، مزدحمة بالركاب. وأعلنت يونايتد، عن إخلاء مقاعد الوسط، لكنها لا تضمن جلوس الركاب بالقرب من مقاعد خالية على متن كافة رحلاتها.
وأكدت إياتا، أن أي خطوة بشأن المسافة الاجتماعية على الطائرات، ستؤدي لتحول أساسي في الاقتصاد من خلال خفض عامل الحمولة القصوى إلى 62%، أقل بكثير من متوسط عامل تعادل الحمولة عند 77%. وينجم عن ذلك في النهاية، ارتفاع في أسعار التذاكر، بنسبة ربما تصل لنحو 54%، بالمقارنة مع أسعار 2019، وذلك فقط لتغطية التكاليف، وفقاً لإياتا. 
وتواجه المطارات هاجساً مشابهاً. وفي حين يمكن تطبيق الإجراء في بعض المطارات، لكن ينتج عن تطبيقه في كافة العمليات التشغيلية، تقلص سعة المطارات بنسبة تتراوح بين 20 إلى 40%. كما أن صفوف الإجراءات الأمنية، سيزيد طولها بنسبة كبيرة. ويتطلب صفا لطائرة بسعة 189 راكباً مثلاً، مسافة بطول 380 متراً.
لكن وبعد عودة الطائرات للتحليق في الأجواء، لا يزال عدم اليقين ماثلاً حول هيكل سوق الطيران على المدى الطويل. ويترتب على المطارات وشركات الطيران، إعادة تقييم حجم عملياتها، في وجه تعاف بطيء وصعب، الذي ربما يستغرق 3 سنوات للعودة لمستويات ما قبل كوفيد19.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©