الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

%65 من الشركات العاملة في الإمارات تبنت حلول العمل عن بُعد

%65 من الشركات العاملة في الإمارات تبنت حلول العمل عن بُعد
2 يوليو 2020 01:25

يوسف العربي (دبي)

تبنت %65 من الشركات العاملة في الإمارات آليه العمل عن بُعد خلال فترة سريان الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس «كوفيد- 19»، بحسب بيانات شركة «أي دي سي» لأبحاث الاتصالات وتكنولوجيا والمعلومات، والتي أشارت إلى زيادة نسبة شحنات الأجهزة المرتبطة بأنظمة العمل عن بُعد بنسبة تصل إلى %36 خلال الربع الأول من العام 2020. وأكدت شركات تكنولوجية عالمية أن جائحة «كوفيد- 19» سرعت وتيرة الابتكار، واختصرت 10 سنوات في المدة اللازمة لتنفيذ خطط التحول الرقمي، كما ساهمت في زيادة الوعي التكنولوجي، وقلصت الفجوة الرقمية بين الأفراد.

ريادة عالمية 
وقال أليكسيس ليكانويت، المدير الإداري الإقليمي لشركة «اكسنتشر» لـ«الاتحاد»، إن الشركات استعانت بالتكنولوجيا للتكيف مع التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد- 19 لتصبح التكنولوجيا أهم كثيراً من أي وقت مضى، حيث اختبرت الأزمة مرونة الأنظمة الرقمية وقدرتها على تلبية احتياجات المتعاملين.
وأضاف أن قادة تكنولوجيا المعلومات والأعمال في الشركات والمؤسسات، عملوا على تبني أنظمة متكاملة خلال الاضطراب غير المسبوق، الناجم عن الجائحة، بما يضمن استمرارية الأعمال مع أقل حد من التأثير، من خلال استخدام التكنولوجيا والنظم والتطبيقات والبيانات والحوسبة السحابية، وتحسينات البنية التحتية والشبكات.
ونوه أن أهم التحديات التي واجهتها الشركات في البداية كانت مرتبطة بمرونة العمل، حيث وجدت نفسها في واقع جديد، مع حدوث طفرة في حجم المعاملات، كما حدث لمنصات البيع الإلكترونية، على سبيل المثال، فضلاً عن التغيير السريع في حركة البيانات، ما يصعب معه تكوين قرارات، فضلاً عن التحديات المرتبطة بإنتاجية القوى العاملة بسبب عمل الموظفين عن بُعد، والمخاطر الأمنية الناجمة عن ذلك.
وقال: إن الشركات أدركت سريعاً أهمية معالجة مشاكل مرونة النظم وإرساء أساس آمن للمستقبل، حيث تعمل بسرعة لمواجهة التحدي المباشر، بما يضمن تجاوز الأزمة والخروج منها بشكل أفضل وأقوى.
وشدد على أن أهم ما تتميز به الحلول التكنولوجية، هي زيادة الوعي العام، وزيادة الإقبال على تبني الحلول الرقمية من خلال توفير التكنولوجيا، وتفعيل التعاون المرن عن بُعد، من خلال النشر السريع لأدوات التعاون على مستوى الشركة وبناء الجسور مع العملاء والشركاء والموردين، وضمنت الحلول التكنولوجية تعزيز خطط استمرارية الأعمال، وتجاوز قيود السفر والتركيز على أمن الشبكات والمعلومات.

تعزيز الابتكار 
وأكد ليكانويت،:«لا يزال الابتكار الرقمي يغير بسرعة متنامية أسلوب تصميم المنتجات وإنشائها وبيعها ودعمها، استكمالاً للاتجاه نحو المنتجات الذكية والمتصلة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث بات تأمين استمرارية الأعمال بمثابة خدمة رقمية مع استحداث نماذج أعمال جديدة أخرى».
ولفت أن ما يجري حالياً هو مزيج من إعادة اختراع الأعمال الأساسية، مع تطوير نموذج عمل جديد في نفس الوقت، وهذا يعني إعادة التفكير في منتجات وخدمات التكنولوجيا الفائقة، وتقديمها عبر سلسلة توريد رقمية، ودمج العمليات بالذكاء الاصطناعي والتعاون بين الإنسان والآلة، مع التركيز على إعداد قوة عاملة مدعومة بالأدوات الرقمية المناسبة وتعزيز ثقافة الابتكار بشكل مستمر.
وأضاف أنه من منظور تقني، فإن جائحة كورونا اختصرت 10 سنوات من جهود التحول الرقمي إلى فترة ستة أشهر، متوقعاً أن يؤدي التحول إلى العمل من المنزل خلال الجائحة إلى تطور أدوات التعاون الرقمي، وزيادة الطلب على التكنولوجيا الفائقة من خلال زيادة الاعتماد على الحوسبة السحابية للشركات، أو زيادة استهلاك النطاق العريض.

زيادة الطلب 
من ناحيتها، أكدت نورهان عبد الله، كبير محللي الأبحاث في مؤسسة «أي دي سي» لأبحاث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في ردها على أسئلة لـ «الاتحاد»، أن 65% من الشركات العاملة في الإمارات اعتمدت آليه العمل عن بعد خلال فترة سريان الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس «كوفيد- 19».
وأضافت عبد الله، أن البيانات المتوافرة لدى الشركة أظهرت نمو شحنات المنازل من الأجهزة المرتبطة بأنظمة العمل عن بعد بنسبة تصل إلى 36% خلال الربع الأول من العام 2020، نتيجة لسياسات العمل والتعلم عن بعد.
وكشف تقرير صدر عن مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب بعنوان «الشركات الأكثر ابتكاراً في عام 2020»، أن استدامة التفوق تتطلب وضع استراتيجية ابتكار واضحة ورفدها بالاستثمارات المناسبة، والاستفادة من مزايا الحجم، وضمان أن نظام الابتكار يتصف بالمرونة والذكاء، كي يتمكن من رصد أفضل الفرص واغتنامها بسرعة، سواء كانت هذه الفرص تلوح في مجال عمل الشركة، أو في مجالات مجاورة أو بعيدة.
من جانبه، قال رامي رفيق، مدير مفوّض وشريك في بوسطن كونسلتنيج جروب الشرق الأوسط، إن قطاعات المواد الكيميائية والسلع الاستهلاكية والسلع المعمرة تتصدر جهود الابتكار في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تشير البيانات إلى أن الشركات التي نجحت في اعتماد نظم أعادت معها تصميم طريقة تنفيذ أعمالها، حققت زيادة في العائد على حقوق المساهمين.

رواد أعمال: الجائحة هددت التقليديين وكافأت المبتكرين 
أكد رواد أعمال أن جائحة كورونا أحدثت تغييرات في طريقة التفكير سعياً إلى التكيف مع الوضع الراهن، كما أنها كافأت المبتكرين الذين استثمروا في عمليات التحول الرقمي، وهددت - على نحو جدي - الشركات التي تقاعست عن ذلك.
وقال محمد شبيب رائد الأعمال: إن جائحة كوفيد- 19 أحدثت تغييرات في طريقة التفكير سعياً إلى التكيف مع الوضع الراهن، وهددت الشركات التي لا تطبق نماذج أعمال مرنة ومتينة، كما أظهرت الأزمة أهمية المستثمرين المتميزين من أصحاب الكفاءات.
وأوضح أن مستوى التحول في رقمنة خدمات القطاع العام في دول مجلس التعاون الخليجي، يعد «الأفضل على الإطلاق»، حيث تعتمد استراتيجيات تحول رقمي طويلة الأمد، متوقعاً أن تقود تقنيات الواقع المعزز وشبكات الجيل الخامس والطباعة ثلاثية الأبعاد التغيير الهائل المرتقب في حياتنا خلال السنوات المقبلة.
وقال إدواردو أسبيلاجا: إن الشركات جنت ثمار إنفاقها الرأسمالي على عملية التحول الرقمي، حيث اقتصر التحول الرقمي فيما مضى على الجهات التي سارعت إلى تبنيه في مرحلة مبكرة، لكن ما إن أطلت الأزمة، حتى رأينا أنها تقلص الفجوة الرقمية بين الأفراد، وتدفع مختلف الشرائح العمرية لاستخدام الحلول الرقمية لإنجاز المعاملات اليومية. وألقى أسبيلاجا الضوء على سبعة تطورات رئيسية أحدثتها الأزمة، بدءاً من تمكين الكوادر البشرية للعمل عن بُعد، وتعزيز التعاون، والتفاعل الافتراضي الموسع مع العملاء».

ريادة إماراتية في مجال الابتكار وأنظمة التعلم عن بُعد
أكدت شركة «اكسنتشر» العالمية أن قوة البنية التحتية الرقمية في الإمارات وتنفيذ العديد من المبادرات الحكومية الطموحة، عزز مفهوم الابتكار الرقمي وضاعف أهميته. وقالت إن الإمارات أدركت أهمية الابتكار في وقت مبكر، وكانت أول دولة تعين وزيراً الذكاء الاصطناعي (AI)، مع إطلاقها للعديد من المبادرات الحكومية الرامية لتعزيز الابتكار الرقمي، والتقدم التكنولوجي، والمدن الذكية بما يسهم في الارتقاء بجودة المعيشة والعمل.
وأضافت أن البنية التحتية الرقمية فائقة التطور في الإمارات شكلت الممكن الرئيس لاستمرارية الأعمال والتعلم عن بُعد، كما أن تضافر جهود شركتي الاتصالات في الدولة ومبادرتهما في الإعلان عن مجموعة من الباقات الجديدة لدعم المواطنين والمقيمين، ساهمت بدورها في تحفيز العملاء على تبني حلول المستقبل ومواصلة أعمالهم وتعليمهم من المنزل خلال جهود مكافحة الجائحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©