الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كورونا» يترك تداعياته على اثنتين من كبريات شركات الألماس بالعالم

شخص يمسك حجراً من الألماس قبل عرضه في مزاد (أرشيفية)
28 يونيو 2020 01:21

نيويورك (د ب أ)

شراء الألماس غير المصقول، أمر ليس بالسهل، ففي البداية، على المشتري إقناع شركة «دي بيرز»، الرائدة في سوق الألماس، بإضافته إلى قائمة العملاء المختارين، ثم حضور عملية بيع تستغرق أسبوعا، وذلك لـ 10 مرات كل عام، لشراء الكمية التي تحددها «دي بيرز»، وبالسعر الذي تقرره. ويتشابه هذا النظام، بشكل أو آخر، لدى منافستها الروسية، «الروسا»، ما تسبب في إحكام قبضة شركتي التعدين على السوق، إلا أنه بسبب تداعيات «كورونا» على هذه الصناعة، فإن هذه السيطرة بصدد التفكك الآن.
ومؤخرا بذلت شركة «دي بيرز» جهوداً مستميتة، لإثارة اهتمام عملائها حتى لمجرد إلقاء نظرة على مبيعات الألماس لهذا الشهر، وفعلت المستحيل لجذب المشترين، حسب مصادر مطلعة طلبت عدم كشف هويتها.
وقالت المصادر إنه في شركة «الروسا»، هناك 5 مشترين على الأقل فسخوا عقودهم طويلة الأجل، لأنهم لا يستطيعون جني المال في ظل الشروط الحالية للشركة، وطلب المشترون عدم كشف أسمائهم.
ومع غلق متاجر المجوهرات، قدمت «دي بيرز» و«الروسا» تنازلات عديدة في قواعد البيع الخاصة بهما، حيث سمحت للعملاء بفسخ العقود، وعرض الألماس في مواقع بديلة، إلا أنهما رفضتا، بشكل حاسم، خفض الأسعار، في محاولة منهما لدعم السوق، وقد تحول ذلك إلى نقطة شائكة بالنسبة لكثير من المشترين.
وبينما رفضت أكبر شركتين في صناعة الألماس خفض الأسعار بشكل قاطع، يقدم المنافسون المتعثرون الأصغر حجماً، خصومات تصل إلى 25%، ما يعني أن المشترين الذين لديهم طلب محدود، يمكنهم الحصول على السلع التي يحتاجونها من صغار المنافسين.
ويقول آنيش آجاروال، شريك في «جيمداكس» الاستشارية المختصة «تحاول دي بيرز والروسا الحفاظ على القيمة (مبيعات الألماس) بإخلاص»، وأضاف أنهما يحاولان فعل الشيء الصحيح بالتأكيد، إلا أن الوضع الحالي غير المسبوق للاقتصاد، يضيق مجال المناورة أمام المشترين والبائعين. 
ويحتج مشترو الألماس من «الروسا» على تطبيق بنود عقودها بشكل صارم، حيث تلزم العملاء بشراء السلع التي قاموا بتأجيلها، بينما كانت «دي بيرز» أكثر مرونة. وكانت «الروسا» أعلنت أن عقود اثنين من المشترين، من أصحاب العقود طويلة الأجل، في 10 أبريل الماضي، أحدهما شركة «دياكور»، التي تمتلكها عائلة الملياردير شتاينميتس، وإحدى أقوى شركات الوسطاء في تجارة الألماس، بحسب مصادر مطلعة. كما ترك 3 مشترين آخرين شركة «الروسا» الشهر الماضي، بحسب المصادر.
من جانبه، قال إيفجيني أجوريف رئيس المبيعات في «الروسا» «تنال سياسة المبيعات الخاصة بنا دعماً قوياً من جانب عملائنا وأعضاء آخرين في الصناعة»، وأضاف أن «استقرار الأسعار مفتاح الملاءة المالية لكثير من عملائنا، لأنه يمنع انخفاض قيمة أسهمهم»، وأشار إلى أن الروسا لا ترى سبباً لتصحيح الأسعار حتى الآن، مشيرا إلى أن «المسألة ليست الأسعار، لكنها تتعلق بحجم الطلب، الذي عانى كثيراً، منذ بدء الالتزام بالبقاء في المنزل».
في الوقت نفسه، رفض متحدث باسم «دي بيرز» التعليق، وقد رحب عملاء «دي بيرز» إلى حد كبير بإجراءاتها، ولا سيما المتعلقة بالسماح لهم بتأجيل عمليات الشراء من دون أي تبعات جزائية. وعادةً ما يعني رفض شراء الألماس المخصص للعميل، أن يتم تقديم عدد أقل من الأحجار في المستقبل، أو حتى فقدان إمكانية الحصول عليها تماماً.

.. ويغير عادات التسوق في أميركا
بعد شهرين من العزلة المنزلية التي فُرضت على ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة، بات واضحاً أن وباء «كورونا» نجح في فرض تغييرات كبيرة على السلوك، كان آخرها ما تمت ملاحظته من تغير عادات الأميركيين الخاصة بالتسوق. وفي حين عانت محال التجزئة الأميركية، قبل ظهور الفيروس من تغير أذواق المستهلكين، وعزوفهم عن التوجه إلى الشراء من المحال مع بزوغ نجم شركات البيع من خلال الإنترنت، جاء الوباء ليسرع هذا التغيير، ويعجل إعلان إفلاس شركات كبيرة وذات تاريخ في السوق الأميركية. 
وفي الأسابيع القليلة الأولى من ظهور الإصابة الأولى بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، أعلنت شركتا «جي كرو» و«نيمان» ماركوس العريقتان إفلاسهما، وقررت سلسلة محلات «نوردستروم» إغلاق 16 من متاجرها بصورة دائمة، ومؤخراً أعلنت شركة مايكروسوفت نيتها إغلاق كل متاجرها في أميركا وحول العالم، والاكتفاء ببيع منتجاتها عبر الإنترنت.
ومع تحول الشركات الأميركية نحو السماح بالعمل من المنزل لنسبةٍ أكبر من موظفيها، قل الطلب على الملابس الرسمية للرجال والنساء، كما قل الإقبال على الملابس الخاصة بالاحتفالات، بعد منع تجمعات الأفراح والمآتم، وانصرف الناس من الجنسين عن صالونات الحلاقة ومراكز التجميل، التي كانت تستحوذ على نسبة غير قليلة من ميزانية الأسر الأميركية، بعد أن اعتادوا الاستغناء عنها لأكثر من 10 أسابيع. 
وفي حين مثلت نسبة تسوق البقالة من خلال الإنترنت أقل من 5% من إجمالي المشتريات قبل أزمة الوباء، اقتربت النسبة من 90% خلال الأسابيع الأخيرة. ورغم أنه من من غير المتوقع استمرار نسبة التسوق عبر الإنترنت عند هذا المستوى المرتفع، إلا أنه من المؤكد أن جزءاً منها سيبقى. 
ولا يقتصر تغير سلوك المستهلكين تجاه تسوق البقالة على تفضيل عدم النزول والطلب «أونلاين»، وإنما ظهر اتجاه جديد في الطلبات نفسها، حيث بات واضحاً التحول نحو المنتجات التي تستخدم في إعداد الطعام في المنزل، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة، كنوع من التحوط خوفاً من انتشار الأمراض، ولتوفر الوقت للمحبوسين في منازلهم، حيث أصبح تشارك أفراد الأسرة في إعداد الطعام من فقرات الترفيه القليلة المسموح بها خلال أيام «الحبس المنزلي» الطويلة.  ويقول فيفك سانكاران، الرئيس التنفيذي لسلسلة محلات البقالة الكبيرة «ألبرتسونز»، ثاني أكبر سلاسل محلات البقالة في الولايات المتحدة إن «الناس يأكلون أكثر في منازلهم هذه الأيام»، معبراً عن عدم قلقه من تغير عادات الشراء لأن المتسوقين في النهاية «سيشترون المزيد من منتجاتنا من اللحوم والأسماك ومواد الخَبز».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©