عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
استحوذت دولة الإمارات على 69% من إجمالي تمويلات شركات التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب دراسة حديثة لمجلس الأعمال الأميركي الإماراتي. وأرجعت الدراسة ازدهار قطاع التكنولوجيا المالية في الدولة إلى السياسات الحكومية الداعمة والمبادرات المهمة التي أطلقتها المناطق الحرة المالية، وفي مقدمتها سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي.
وبلغت حصة مملكة البحرين من إجمالي تمويلات التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 9%، وتساوت معها لبنان في هذه الحصة من تمويلات التكنولوجيا المالية، ثم مصر بنسبة 7%، تليها الكويت التي استحوذت على 4%، ثم المملكة المغربية بحصة 2% من إجمالي التمويلات الموجهة لهذا النوع من الشركات في المنطقة.
وأكدت الدراسة أن قطاع التكنولوجيا المالية في الإمارات شهد نمواً سريعاً حتى أصبحت الدولة أكبر مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية وللشركات الناشئة العاملة في هذا المجال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشارت إلى الدور المهم للمبادرات السباقة للمناطق الحرة المالية، والسياسات الحكومية الداعمة، والقطاع الخاص الذي يحرص على الشراكة مع الشركات الناشئة المبتكرة في التكنولوجيا المالية، ووجود الشباب البارعين في التكنولوجيا التي تتوق إلى تبني أحدث ابتكارات التكنولوجيا المالية.
وأكدت أن سوق أبوظبي العالمي، ومركز دبي المالي العالمي، استطاعا توفير البيئة الجاذبة للاستثمار والمحفزة على الابتكار في مجالات التكنولوجيا المالية من إطلاق المبادرات المبتكرة والتركيز على تكنولوجيا الـ«بلوك تشين» و«الذكاء الاصطناعي»، والحرص على انخراط القطاع الخاص مع شركات التكنولوجيا المالية.
وتستضيف الإمارات أكثر من 46% من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق دراسة لسوق أبوظبي العالمي بالشراكة مع «ماجنيت». كما أشار تقرير مماثل لمعهد «Milken» مع منهجية مختلفة قليلاً إلى أن الإمارات شكلت موطناً لأكثر من ثلث الشركات الناشئة في التكنولوجيا المالية الإقليمية.
مناطق حرة
وأكدت الدراسة أن اثنتين من المناطق الحرة المالية، وهما سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي لهما إسهامات بالغة الأهمية في النجاحات الكبيرة التي حققها قطاع التكنولوجيا المالية المزدهر، حيث يوفر كل منهما أنظمة بيئية مثالية لشركات التكنولوجيا المالية لتزدهر.
ولفتت إلى أن مركز دبي المالي العالمي من خلال «FinTech Hive» مع صندوق مخصص بقيمة 100 مليون دولار يمنح الشركات إمكانية الوصول إلى برامج التسريع والإرشاد من المؤسسات المالية الرائدة وشركاء التأمين.
وأطلق سوق أبوظبي العالمي «ADGM» شراكة مع «بلغ آند بلاي»، لجلب بعض من أفضل الشركات الناشئة في وادي السيليكون للعمل مع المؤسسات المالية المحلية، وتركز برامج تسريع التوصيل والتشغيل في سوق أبوظبي العالمي على دعم النظم البيئية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ثلاثة قطاعات: التمويل والسفر والضيافة، والرعاية الصحية.
وأكدت أن المؤسسات الحكومية والهيئات التنظيمية، وفي مقدمتها مصرف الإمارات المركزي وهيئة الأوراق المالية والسلع، حرصت على تهيئة البيئة المواتية لدعم صناعة التكنولوجيا المالية الناشئة في الإمارات، حيث استحدث المصرف المركزي مكتباً مختصاً في التكنولوجيا المالية لتطوير اللوائح الوطنية لشركات التكنولوجيا المالية، مؤكداً أن القطاع يشكل رافد نمو رئيساً.
ونوهت بأن الإمارات أطلقت استراتيجية الإمارات للبلوك تشين 2021، التي تهدف إلى تحويل 50% من المعاملات الحكومية إلى سلسلة الكتل في غضون 3 سنوات، ويشمل ذلك خدمات الدفع الإلكتروني، ما يوفر فرصة لشركات التكنولوجيا المالية للمشاركة، وفي عام 2019 بدأت الحكومة في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، وهو أمر له أثره الإيجابي نظراً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي لا حدود لها في مجال التكنولوجيا المالية.
رؤية حكومية
يتجذر احتضان الإمارات للتكنولوجيا في رؤية «الإمارات 2021»، التي تهدف إلى أن تصبح الإمارات المركز الاقتصادي والتجاري لملياري شخص من خلال «الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة»، وأن تصبح «من بين الأفضل في العالم في ريادة الأعمال»، حسب دراسة لمجلس الأعمال الأميركي الإماراتي، أوضحت أن الإمارات أنشأت وزارة للذكاء الاصطناعي، ومؤسسات تركز على التكنولوجيا مثل هيئة أبوظبي الرقمية، ودبي الذكية، ومؤسسة دبي المستقبل، وأطلقت مبادرات مثل «Hub71»، و«منطقة 2071» لدعم رواد الأعمال.
وأشارت الدراسة إلى أنه في أكتوبر 2019، قاد مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي بعثة تجارية لشركات أميركية ركزت على بناء شراكات مع حكومة الإمارات وكيانات الأعمال في هذا القطاع مثل سوق أبوظبي العالمي، ومركز دبي المالي العالمي.
