عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
بينما كانوا يفترشون التراب ويلتحفون السماء ويأكلون مما تلفظه موائد الناس في مكبات النفايات، جاء فيروس كورونا الذي قض مضاجع الآخرين وتركهم يموتون في الشوارع، ليوفر للمشردين المأوى والعناية من قبل العديد من حكومات الدول الغنية خوفاً من نشرهم للعدوى.
ومثل هؤلاء لا تنطبق عليهم أي من النصائح التي تقدمها الحكومات لشعوبها من ضرورة البقاء في البيت والتباعد الجسدي وعدم الخروج إلا للضروريات.
وفي بعض المدن الفرنسية مثلاً، تدعي مؤسسات خيرية، أن بعض الناس تم فرض غرامات عليهم لعدم بقائهم في بيوت لا يملكونها أصلاً. وتتطلب الجهود التي تبذلها الحكومات لمساعدة الناس في هذه الأزمة، مساكن ثابتة، حيث وعدت الحكومة اليابانية مثلاً بتوزيع كمامات قابلة للاستخدام أكثر من مرة على كافة الأسر في بيوتها، ولكنها فشلت في الوصول للمشردين.
وترى المؤسسات الخيرية، التي تعكف على تحسين ظروف إيواء المشردين، أن الوباء يمثل بصيص أمل في تسليط الضوء على هذه الفئة وتخفيف معاناتها.
وذلك لسببين، الأول أنهم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض ومن ثم نقل العدوى، بسبب ظروفهم الصحية وكبر سنهم.
وفي مسح لمؤسسة باثواي الخيرية، التي وجدت 4.3 ألف شخص بلا مأوى في بريطانيا، أن احتمال إصابة المشرد بمرض الأزمة الشعبية، يفوق الشخص العادي بنحو 2.5 مرة وبنحو 34 مرة في الإصابة بالسل، الأمراض التي تسهل من الإصابة بوباء «كوفيد 19».
ويتمثل السبب الثاني في عدم إمكانية تطبيق عملية التباعد الجسدي لفئة من الناس تعيش في مخيمات أو مآوٍ تعج بالازدحام، ما يعني أن الجهود لنقلهم من العراء، ربما تأتي بنتائج عكسية.
وبينما يقدر عدد المشردين في اليابان بنحو، 4.5 ألف، يتجاوز عددهم 600 ألف في أميركا، حيث تسعى الحكومة لتوفير مآوٍ لهم، إلا أنها في حيرة من أمرها بين خياري مخاطر الازدحام وتركهم في العراء، بحسب «ذا إيكونوميست».
ووجدت مجموعة من الباحثين في عدد من الجامعات الأميركية، أنه في حال إصابة 21% من المشردين في أميركا بفيروس كورونا، فإن أكثر من 21 ألفاً سيخضعون للحجز في المستشفيات ويتعرض ما يقارب 35 ألفاً من المشردين للموت.
وتقدر بيانات واردة من بوسطن، معدل الإصابة بالمرض، بنحو 46.3% بين كل ألف مشرد، بالمقارنة مع، 1.9% للأشخاص العاديين.
