الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبير الاقتصاديين لدى مركز التنافسية العالمية لـ«الاتحاد»: الإمارات استفادت من قدراتها في احتواء «كوفيد- 19»

كبير الاقتصاديين لدى مركز التنافسية العالمية لـ«الاتحاد»: الإمارات استفادت من قدراتها في احتواء «كوفيد- 19»
18 يونيو 2020 00:11

حوار:  مصطفى عبد العظيم

أكد البروفيسور خوسيه كاباليرو، كبير الاقتصاديين لدى مركز التنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، استفادة دولة الإمارات من قدراتها التنافسية المتقدمة وحلولها ضمن العشرة الأوائل في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية 2020، في احتواء جائحة «كوفيد - 19». وأوضح كاباليرو أن الدول الأكثر تنافسية، هي الأكثر قدرة على التعامل مع التحديات، بفضل ما تتمتع به من مرونة سن السياسات وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، كما هو الحال بالنسبة لأزمة «كوفيد - 19»، لافتاً إلى أن هذه الدول استفادت بالفعل من أدائها المتقدم في العديد من المؤشرات، خاصة تلك المتعلقة بالنظام الصحي عالي الجودة، في أن تتعامل بفاعلية مع جائحة «كوفيد - 19»، بالإضافة إلى سرعة استجابتها لمواجهة الجائحة.
وأشار كاباليرو في حوار مع «الاتحاد»، إلى أن الإمارات كانت من أوائل دول المنطقة التي تطبّق الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وبرامج التعقيم الوطني، لافتاً إلى أن هذه التدابير الاحترازية التي نفذتها الحكومة نجحت بالفعل في الحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تشير البيانات إلى انخفاض معدلات الإصابة اليومية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يدلّ على نجاح جهود الدولة في احتواء الفيروس.

  • خوسيه كاباليرو

وقال البروفيسور خوسيه كاباليرو: إن جائحة «كوفيد - 19»، قد تدفع باتجاه إعادة ترتيب أولويات الحكومات خلال المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بقدرة الحكومات وقابليتها للتكيف مع الظروف المتغيرة، وسرعة وشفافية تنفيذ التغييرات السياسية، بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديد الأولويات المحلية، كتعزيز البنية التحتية الصحية الشاملة، سيؤثر أيضاً على القدرة التنافسية للدول، معتبراً أن العنوانين الأهم اللذين يصفان التنافسية في ظل الوضع العالمي الراهن - تحت وطأة فيروس كورونا - هما: «المرونة التكيفية لسياسة الحكومات»، و«النظام الصحي الفعال».
وأكد كاباليرو، أنه على الرغم من صعوبة تحديد شكل التأثير الكامل لتداعيات أزمة كورونا على تنافسية الاقتصادات، فإن الأكيد في الأمر أن الإغلاقات المختلفة على مستوى العالم ستطال مؤشر الأداء الاقتصادي للدول، ومن المرجح أن تتأثر معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل سلبي بسبب الجائحة، كذلك قد تنخفض مؤشرات الأجور والاستهلاك، ولعلّ إحدى النتائج طويلة الأمد هي إمكانية تأثير عدم اليقين الناجم عن الأزمة أيضاً على مستويات الاستثمار.
وأوضح أنه يمكن لدولة الإمارات المحافظة على قدرتها التنافسية من خلال مواصلة العمل على زيادة مرونة الاقتصاد الداخلي والابتكار والدعم المستمر للشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تعتبر مساهماً كبيراً في زيادة معدلات التوظيف، والاستمرار في منح الحوافز الاستثمارية، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار التحديات المختلفة التي تواجهها القطاعات الأكاديمية بسبب جائحة «كوفيد - 19»، والعمل على ضمان استمرارية جودة التعليم، وذلك للمساعدة على إعداد قوى عاملة متمكنة في وجه التحديات المستقبلية، مؤكداً أن إعطاء الأولوية لتعزيز البنية التحتية الصحية الشاملة، سيسهم بشكل كبير في القدرة التنافسية للدولة.

«كوفيد - 19» والتنافسية 
أما فيما يتعلق بمدى استفادة الدول من تصنيفاتها التنافسية في جهود مواجهة جائحة «كوفيد - 19»، قال كاباليرو: إن النظام الصحي عالي الجودة في الدول الأكثر تنافسية مكّنها - من دون أدنى شكّ - من مواجهة أزمة فيروس «كوفيد - 19» بشكل أفضل، بالإضافة إلى ذلك، يتميز أسلوب الحوكمة في الدول الأكثر تنافسية بمرونة خاصة، فيما يتعلق بسنّ السياسات في ظل الظروف المتغيرة، وهو أمر ساعد تلك الدول أيضاً في التعامل مع الجائحة بشكل أفضل، لذلك فإن الدول الأكثر تنافسية استفادت بالفعل من أدائها المتقدم في عدد من المؤشرات.
وتوقع أن تؤثر أزمة فيروس كورونا على تصنيفات الدول في مؤشرات عدّة من مؤشرات التنافسية، لافتاً إلى أنه وعلى الرغم من أن ذلك، لم يتضح بشكل كامل في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية 2020 الصادر أمس الأول، فإننا سنرى ذلك بوضوح أكبر في ترتيبات العام المقبل، بلا شكّ.
منهجية شاملة 
واستبعد كاباليرو أن تقود جائحة «كوفيد - 19» إلى إحداث تغيير في منهجية تقرير التنافسية، لافتاً إلى أن المنهجية المستخدمة في تقرير التنافسية العالمية شاملة ومبنية على العديد من المؤشرات التي تتجاوز الجوانب الاقتصادية، وبالتالي يعتبر بعضها من العوامل الأساسية في التعامل مع أزمة «كوفيد - 19»، فعلى سبيل المثال، تعد الفعالية والجودة الشاملة للأنظمة الصحية من المؤشرات الرئيسية في ترتيب القدرة التنافسية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن التنبؤ بشكل التقرير في المستقبل البعيد، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى مدى السرعة التي يمكن أن يتغير بها السياق الاجتماعي السياسي والاقتصادي تحت تأثير الوباء.
واختتم كاباليرو، أن أهم درس يمكن استخلاصه من هذه الأزمة، هو أن مرونة الحكومات التكيفية، وشفافية سنّ السياسات والفعالية في تنفيذها، أمور ضرورية لاستدامة القدرة التنافسية، كما أنه على الدول الحفاظ على الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي، للمحافظة على قدرتها التنافسية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©