الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كورونا» يعطل حركة السفن السياحية

تحرص الشركات على تشغيل أنظمة السفن القابعة في الموانئ، للتأكد من جاهزيتها (الاتحاد)
13 يونيو 2020 00:14

حسونة الطيب (أبوظبي)

رغم أنها صمدت في وجه العديد من الأوبئة والأمراض المعدية، لكنها وقفت عاجزة أمام فيروس كورونا الذي تلقت منه صدمة شلت حركتها تماماً.
وترسو الآن 338 سفينة سياحية، التي تشكل مجموع السفن العاملة في القطاع، في موانئ مختلفة حول العالم دون حراك.
وفي غضون ذلك، تعاني كارنيفال، أكبر شركة للسفن السياحية في العالم، من خسائر تقدر بنحو مليار دولار شهرياً لصيانة أسطولها والمحافظة عليه.
وبينما أصدرت الحكومات، أوامر بعدم الإبحار، بقي نحو 32 مليون سائح، كانت الرابطة الدولية لخطوط السفن السياحية في انتظار استقبالهم هذا العام، حبيسي بيوتهم، وفقاً لفاينانشيال تايمز.
وربما يستمر توقف نشاط القطاع حتى شهر أغسطس على أقل تقدير، في حين تحرص الشركات على تشغيل أنظمة السفن القابعة في الموانئ، للتأكد من جاهزيتها وعدم تعرضها للأعطال، حال معاودة نشاطاتها.
ويسعى القطاع، الذي يؤكد أن حجوزات 2021، تكاد تكون عند نفس المستوى الذي كانت عليه في العام الماضي، لبناء الثقة من خلال تدابير صحية جديدة، مع أن العديد من المراقبين، يرون أن العودة للنمو والتعافي، ستكون بطيئة.
ويواجه قطاع السفر والسياحة، ضغوطاً شديدة خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وذلك قبيل حلول فصل الصيف الذي يشكل أهم المواسم السياحية.
ورغم ما يملكه القطاع، من عملاء مخلصين يتوقون للعودة للسفر، بيد أن مخاطر عدوى فيروس كورونا وإجراءات التباعد الجسدي، تشكل عبئاً ثقيلاً على عاتق الشركات المشغلة. ومن ضمن الأمثلة التي تدل على الصعوبات التي يواجهها القطاع، ما يزيد عن 600 ألف من طاقم السفن السياحية، ظلوا عالقين داخلها في انتظار إمكانية العودة لبلدانهم.
وأصدرت المراكز الأميركية للمكافحة والوقاية من الأمراض، حكماً يقضي بالسماح فقط لموظفي السفن السياحية بمغادرتها والتوجه لأوطانهم، في حال ضمان الشركة المسؤولة توفير طائرات خاصة لهم.
وذكرت كارنيفال، أن لديها 32 ألفا من طاقم السفن في انتظار ترحيلهم لأهلهم، بينما أكدت رويال كاريبيان، بأنها أعادت 26 ألفا من بين 77 ألفا، ما زالوا عالقين داخل السفن.
وانتشار الوباء داخل سفينة ديموند برينسيس التابعة لشركة كارنيفال في فبراير الماضي، كان بمثابة أول المؤشرات التي تنذر بالمخاطر التي تحدق بالقطاع، عندما قامت السلطات اليابانية بحجزها قبالة ساحل يوكوهاما. وبحسب بيانات وردت من جامعة جونز هوبكنز، لقي 13 شخصاً من جملة 712 كانوا على متن السفينة، حتفهم جراء انتشار فيروس كورونا.
وفي وقت لاحق، تم إيقاف جراند برينسيس التابعة لكارنيفال أيضاً، قبالة ساحل مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا وعلى متنها 78 راكباً ثبتت إصابتهم بالمرض، بينما أرغمت سفن مثل، ويستردام من شركة الخطوط الهولندية الأميركية، على الإبحار بين الموانئ، لترفض استقبالها دولة بعد أخرى، خوفاً من احتمال نقلها للعدوى.
وأصبح الانطباع الواضح عن هذه السفن في وسائل الإعلام المختلفة، في ظل المساحة الضيقة التي يتشاركها الناس، أنها بؤر متحركة يمكن أن تسهم في انتشار الوباء. وتواجه كل من كارنيفال ورويال كاريبيان والنرويجية، والتي تشكل سفنها 70% من مجموع سفن القطاع، عدة قضايا في المحاكم من قبل مسافرين فقدوا أقرباءهم أو طواقم أصيبوا بالمرض.
ووفقاً لبيانات نشرتها صحيفة ميامي هيرالد والتي تعمل على رصد أخبار القطاع، لم يتعد عدد الذين ماتوا داخل السفن السياحية جراء انتشار كوفيد19، سوى 82 شخصاً فقط.
وفي الوقت الذي بلغ فيه ضحايا فيروس كورونا حول العالم نحو 400 ألف، يرى المسؤولون في القطاع أن سمعته قد شوهت دون مبررات كافية.
وكان القطاع، يتطلع لأن يكون العقد الأول في هذه الألفية، حافلاً بالنمو، حيث كان من المنتظر إبحار 19 سفينة جديدة بتكلفة قدرها 9 مليارات دولار هذا العام.
كما أصبحت السفن أكبر حجماً، حيث تعتبر سفينة سيمفوني أوف ذا سيز التابعة لشركة رويال كاريبيان، الأكبر في العالم بوزن يصل لنحو 228 ألف طن وتفوق حجم تايتنك 5 مرات. تم تطوير الموانئ حول العالم، بغرض استيعاب السفن الكبيرة والعدد الضخم من المسافرين على متونها. وأعلنت جلوبال بورت القابضة، أكبر مشغل لموانئ السفن البحرية في العالم، عن زيادة في عائداتها بنحو 15% في 2019، بينما تخطط مدينة البندقية، لتقليل استقبال السفن الكبيرة.
وبصرف النظر عن إضافة نحو 150 مليار دولار للاقتصاد العالمي، يفضل عدد قليل من الناس السياحة عبر مياه البحار، أقل من 3% من مجموع 1.1 مليار سائح حول العالم في العام الماضي.
وللعودة مجدداً للإبحار في مياه البحار، يترتب على قطاع السفن السياحية، اقناع السياح بتوفير السلامة الكافية وعدم انتقال الفيروس لهم داخل هذه السفن وحجرهم صحياً. وعند هذه العودة، لا يتطلب الأمر سوى اكتشاف حالة واحدة فقط في إحدى السفن، ليتم تعليق القطاع العالمي بأكمله، لذا، من الضروري قبل البدء، التأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©