عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
للمرة الأولى منذ شهرين، ورغم إغلاق الأنشطة الاقتصادية للحد من انتشار وباء «كوفيدـ 19»، التي تم تخفيفها منتصف الشهر الماضي، سجل معدل البطالة في الولايات المتحدة انخفاضاً غير متوقع، ليصل إلى 13.3% في مايو، بعد أن كان 14.7% في شهر أبريل.
وقالت وزارة العمل إن الشركات الأميركية أضافت أكثر من 2.5 مليون وظيفة خلال شهر مايو، بعد أن استعاد العديد من محال التجزئة والفنادق جزءاً من نشاطه الذي كان متوقفاً تماماً منذ منتصف مارس الماضي.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على تويتر «إنه رقم مذهل، إنه مبهج، فلنسمها كما هي. لقد كانت السوق على حق. إنها مذهلة»، قبل أن يضيف بعدها بثلاث دقائق «إنه رقم مذهل بأي امتداد للخيال».
ويحظى عدد الوظائف غير الزراعية بأهمية كبيرة في الولايات المتحدة، كونه يقيس صافي الإضافات إلى الخصومات من عدد الوظائف لدى ما يقرب من 145 ألف شركة أميركية، الأمر الذي يجعلها أكثر دقة من الأرقام الصادرة عن الموظفين أو العاطلين أنفسهم، ويجعل منها الوسيلة المثلى لمعرفة ما للدولة من متحصلات ضريبية مستحقة عن دخول المواطنين. وبعد توقف العمل في أغلب الشركات والمصانع والمحال في الولايات المتحدة، كما في أغلب دول العالم، خلال فترة انتشار الوباء، شرع العديد من الشركات في فتح جزئي لأنشطتها في كل الولايات تقريباً اعتباراً من الأسبوع قبل الماضي.
وتأتي الإضافة غير المتوقعة للوظائف في الشركات الأميركية في الشهر الفائت رغم عزوف الملايين من المتعطلين عن العودة لأعمالهم، كون ما يحصلون عليه الآن من إعانات يفوق في كثير من الأحيان ما كانوا يتحصلون عليه وقت عملهم، الأمر الذي يزيد من احتمالات تسجيل مزيد من الانخفاض في معدل البطالة مع الاقتراب من موعد انتهاء إعاناتها السخية الشهر المقبل. والأسبوع الماضي، اقترح بعض أعضاء الكونجرس من الحزب «الجمهوري» أن تدفع الحكومة الأميركية ما يقرب من ثلاثة أرباع ما تدفعه للمتعطلين، مقابل تعجيلهم بالعودة إلى أعمالهم، ولو لفترة محدودة.
ويقول دونالد جريمس، أستاذ الاقتصاد بجامعة ميشيجان «هذا برنامج سخي جداً، ولهذا يتقدم إليه العديد ممن لم يكونوا ليهتموا بالتقديم فيه في ظروف أخرى». وفي نهاية الأسبوع الثاني من شهر مايو المنتهي، استفاد 21 مليون أميركي من إعانات البطالة المقدمة من حكومات الولايات الأميركية.
