الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سبايس إكس» تستعد لإطلاق رواد إلى الفضاء

صاروخ فالكون 9 لسبيس إكس في مجمع الإطلاق بفلوريدا (رويترز)
26 مايو 2020 01:20

واشنطن (أ ف ب)

في البداية، كان الجميع يشككون، إلا أن شركة «سبايس إكس» التي يملكها إلون ماسك تحدت التوقعات، ويأمل صاحبها في أن يصنع التاريخ الأربعاء المقبل عن طريق نقل رائدين من «ناسا» إلى الفضاء، في أول رحلة مأهولة من الأراضي الأميركية منذ 9 سنوات. وسيكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب من بين المشاهدين في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، حيث سيتابع عملية الإطلاق التي حصلت على الضوء الأخضر رغم أشهر من الإغلاق بسبب جائحة كوفيد ـ 19.
وسيكون بإمكان الجمهور مشاهدة عملية إطلاق مركبة «كرو دراجون» بوساطة صاروخ من طراز «فالكون 9» نحو محطة الفضاء الدولية عبر البث المباشر احتراماً لتدابير التباعد الجسدي. 
بدأ برنامج «كومرشل كرو بروغرام» التابع لوكالة الفضاء الأميركية والذي يهدف إلى تطوير مركبات فضائية خاصة لنقل الرواد الأميركيين إلى الفضاء، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.  لكن خلفه يعتبر الأمر رمزاً لاستراتيجيته لإعادة تأكيد الهيمنة الأميركية على الفضاء، وأمر ترامب «ناسا» بالعودة إلى القمر عام 2024، وهو جدول زمني ضيق لكنه أعطى الوكالة الفضائية حمناساً كبيراً.
وفي الأعوام الـ 22 الأولى لإطلاق المكونات الأولى لمحطة الفضاء الدولية، اقتصر إرسال الطواقم إليها على المركبات الفضائية التي طورتها «ناسا» ووكالة الفضاء الروسية. 
واستخدمت وكالة «ناسا» مركباتها المجنحة الضخمة بالغة التطور التي نقلت العشرات من الرواد إلى الفضاء لمدة 3 عقود. 
لكن كلفتها الباهظة البالغة 200 مليار دولار لـ 135 رحلة، إضافة إلى حادثتين قاتلتين وضعت حداً لهذا البرنامج. 
وكان آخر هبوط للمركبة «أتلانتس» في 21 يوليو 2011. وبعد ذلك، تعلم رواد الفضاء الأميركيون اللغة الروسية وسافروا إلى محطة الفضاء الدولية في صاروخ «سويوز» الروسي من كازاخستان في شراكة نجت من التوترات السياسية بين واشنطن وموسكو. إلا أن هذا الترتيب كان مؤقتاً. 
فأوكلت ناسا إلى شركتين خاصتين هما «بوينج» و«سبايس إكس» مهمة تصميم مركبات فضائية وبنائها لتحل محل المكوكات. 
وبعد 9 سنوات، أصبحت شركة «سبايس إكس» التي يملكها إلون ماسك، رجل الأعمال الجنوب أفريقي الذي أسس أيضاً «باي بال» و«تيسلا» في عام 2002، جاهزة.
وفي الساعة 4:33 بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي (20:33 بتوقيت جرينتش)، من المقرر أن ينطلق صاروخ «فالكون 9» من منصة الإطلاق «إيه 39» وفي مقدمها مركبة «كرو دراجون». 
ومنحت الوكالة الأميركية للفضاء شركة «سبايس إكس» عقودا تبلغ قيمتها أكثر من 3 مليارات دولار منذ عام 2011 لبناء المركبة الفضائية. 
وستحمل المركبة الفضائية رائدي فضاء مخضرمين، هما روبرت بنكن (49 عاماً) ودوجلاس هيرلي (53 عاماً) . 
وبعد 19 ساعة، ستلتحم المركبة بمحطة الفضاء الدولية حيث ينتظرها ثلاثة رواد، اثنان منهم روسيان والثالث أميركي. 
ووفقاً لتوقعات كيب كانافيرال، لا تزال الأحوال الجوية غير مؤاتية مع احتمال 60% أن تكون الظروف سيئة. 
أما نافذة الإطلاق التالية فستكون السبت 30 مايو. 
واحتاج التحضير لعملية الإطلاق إلى 5 سنوات إضافية عما كان مقرراً، لكن حتى مع هذه التأخيرات، تغلبت «سبايس إكس» على «بوينج». 
فقد فشلت رحلة «بوينح» التجريبية لمركبة «ستارلاينر» بسبب مشكلات خطيرة في البرامج وتوجب إعادة بنائها. 
وقال سكوت هوبارد المدير السابق لمركز «إيمز» التابع لناسا في «سيليكون فالي»، المدرّس حالياً في جامعة ستانفورد: «كانت قصة نجاح حقيقية». 
وأوضح هوبارد الذي التقى ماسك قبل إنشاء «سبايس إكس» حيث يعمل ضمن الفريق الاستشاري للسلامة «كان هناك شك كبير» مضيفاً «أخبرني مسؤولون في شركات كبرى مثل لوكهيد وبوينج خلال أحد المؤتمرات أن القائمين على سبايس إكس لا يدرون ما الذي يجهلونه». 
منذ عام 2012، تقوم شركة «سبايس إكس» بتزويد محطة الفضاء الدولية بالمؤن لحساب «ناسا» بفضل نسخة من مركبة الشحن «دراجون». 
وهذه المهمة المأهولة التي أطلق عليها «ديمو 2» حاسمة لواشنطن من ناحيتين، الأولى هي توقف «ناسا» عن الاعتماد على الروس، والثانية هي إيجاد سوق للرحلات «في مدار منخفض» تكون متاحة للسياح ورجال الأعمال.
إلا أن إلون ماسك يهدف إلى ما هو أبعد من ذلك. فهو يبني صاروخاً ضخماً سيطلق عليه «ستار شيب» للتنقل حول القمر أو حتى للسفر إلى المريخ وجعل البشر في نهاية المطاف «من الأنواع الحية التي تستطيع العيش في أكثر من كوكب».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©