عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
في إشارة على استعادة جانب الطلب في الاقتصاد الأميركي لجزءٍ مهم من عافيته، وتحديداً في واحد من أكثر القطاعات تضرراً من فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، والجهود الهادفة للحد من انتشاره، أعلنت شركة دلتا للطيران إعادة تشغيل 100 رحلة على خطوطها، اعتباراً من بداية الشهر المقبل.
وفي بيان نشرته على موقعها، قالت الشركة: إن «جدول الرحلات سيتم تحديده بناءً على طلبات الزبائن، وسيتم اتباع إرشادات مركز مكافحة الأمراض المعدية والحكومة الأميركية في جميع رحلات الشركة، التي ستشهد عودة العديد من الخطوط الرئيسة، محلياً وخارجياً، بعد أن توقفت تماماً بسبب الوباء»، وأوضح بيان الشركة وجود رحلات من المدن الأميركية الرئيسية إلى أغلب العواصم في أوروبا، بالإضافة إلى مدن رئيسة في كندا والصين وكولومبيا والبرازيل.
اقتراض المليارات
ومع إغلاق أغلب المطارات خلال الشهرين الماضيين، تأثرت دلتا، كما كل شركات الطيران حول العالم، بعد تراجع عدد المسافرين بنسبة 95%، فلجأت أغلب تلك الشركات إلى اقتراض المليارات من حكومات بلادها، للوفاء بالتزاماتها مع تراجع الإيرادات، ورغم توقع الشركة احتياجها لشهور طويلة، وربما سنوات، قبل العودة لمستويات التشغيل التي سبقت الجائحة، إلا أن تشغيل بعض الخطوط الكبيرة مثل بادرة أمل لها في أن تكون تلك نقطة الانطلاق لاستعادة النشاط، وتمثل صناعة الطيران في الولايات المتحدة أكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بما تقدر قيمته بنحو 1.7 تريليون دولار، ويعمل بها ما يقرب من 11 مليون عامل.
قطاع السيارات
ولم تكن صناعة الطيران وحدها في محاولات استئناف النشاط الاقتصادي، حيث تزامن إعلان شركة دلتا مع العودة التاريخية لشركات صناعة السيارات الثلاث الأكبر في مدينة ديترويت بولاية ميتشيجان الأميركية للعمل، بعد إغلاقٍ تام، استمر لثمانية أسابيع، في صناعة تمثل ما يقرب من 4% من الاقتصاد الأميركي.
ورغم وجود شكوك لدى عشرات الآلاف من العاملين في شركات فورد وفيات كرايسلر وجنرال موتورز، في إمكانية الالتزام بإرشادات مركز مكافحة الأمراض المعدية في مصانعهم، إلا أنهم تجاهلوا نداءات ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التي كانت تطالبهم، من خلال إحدى محطات الراديو، بالبقاء بمنازلهم وعدم التوجه إلى المصانع، قبل التأكد من استيفائها شروط الحماية الصحية للعاملين.
استعادة الطلب
وفي السياق ذاته، استهلت شركة آبل لصناعة الهواتف الذكية والحواسب الآلية، الأسبوع الذي شهد الفتح الجزئي للولاية الثامنة والأربعين من ولايات أميركا الخمسين، بالإعلان عن فتح ما يقرب من 100 متجر لها حول العالم، أملاً في استعادة الطلب الذي تراجع بصورة كبيرة على منتجاتها خلال الفترة السابقة.
وفي بيان نشرته على موقعها، قالت الشركة، التي كانت من أوائل الشركات التي أعلنت إغلاق متاجرها في بعض المناطق في الصين، كما في العديد من البلدان الأخرى، بعد ظهور الفيروس: إنها ستلتزم «بإجراءات الأمان والصحة، التي أثبتت فعاليتها في بعض المتاجر، التي ظلت مفتوحة بالصين الكبرى خلال الشهور الماضية».
