عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
سنابل تتمايل في خيلاء، وأخرى تحني رؤوسها في حياء، الأولى تعاني من الخواء، والثانية تزخر بالامتلاء. القمح من الفصيلة النجيلية ويغطي أكبر مساحة من الأرض في العالم مقارنة مع المحاصيل الأخرى. وبدأت زراعة قمح الخبز قبل أكثر من 1000 سنة في وادي قلات جنوب العاصمة الأردنية عمان، بينما تم اكتشاف قمح ثنائي الحبة في وادي أبوهريرة في سوريا، وعموماً يمكن تتبع زراعة القمح إلى 10 آلاف عام في آسيا.
ومن بين أصنافه التي تفوق 500 نوع، هناك القمح الطري المستخدم في الخبز، والقاسي لصنع المعكرونة والمعجنات الغذائية الأخرى مثل الإسباجيتي، وقمح «كلوب» المستخدم في عمل الكيك والكعك والبسكويت والطحين وغيرها. وإضافة إلى ذلك، يتم استخدام بعض القمح في الصناعة، لإنتاج النشا المستخدم في صناعة المواد اللاصقة والعجينة والشعير والدكستروز والجلوتين المستخدم في صناعة كبسولات الدواء والكحول والصابون وغيرها من المنتجات.
وتبدأ حبة القمح في امتصاص الرطوبة والانتفاخ بعد فترة قصيرة من زراعتها. وبعد أسبوع إلى أسبوعين، يظهر النبات الصغير فوق الأرض، وفي أقل من شهر. ويصبح القمح تام النضج بعد نحو 30-60 يوماً من الإزهار وفق ظروف الجو. وبعد النضج، قد يكون لون الحبوب الناضجة أبيض، أو أحمر، أو أصفر، أو أزرق، أو بنفسجياً، حسب صنف القمح. ويعد القمح، أكثر الأغذية أهمية لما يزيد على ثلث سكان العالم، لأنه يدخل في عمل معظم الوجبات بصورة أو بأخرى، إذ يتم تناول القمح بشكل أساسي في الخبز والأطعمة الأخرى التي تُحضَّر من دقيقه.
ويوفر القمح 20% من البروتين الذي يستهلكه سكان العالم يومياً. ويتم التداول التجاري للقمح، بما قيمته 50 مليار دولار سنوياً حول العالم، حيث يستهلكه نحو 2.5 مليار نسمة موزعين على 89 بلداً.
ومن بين فوائد القمح الصحية أنه غني بالكربوهيدرات التي تشكل 70% من قيمته الغذائية، إضافة للماء والفيتامينات والألياف. ومعظم القمح المستخدم للغذاء، يتطلب معالجة معينة، حيث يتم تقشيره وإضافة الماء إليه، حتى يسهل كسر الحبة. ويكون نحو 72% من القمح المطحون، على شكل دقيق أبيض، يستهلك معظمه لعمل الخبز، بينما تستخدم البقية علفاً للماشية.
ويُعد القمح كذلك، مصدراً لمواد معينة تستعمل لتحسين القيمة الغذائية. كما تجفف سيقان نباتات القمح لعمل قش يمكن أن يجدل إلى سلال وقبعات، وتصنع منه ألواح للصناديق أو يستعمل سماداً. وفي الصناعة تستخدم الأغلفة الخارجية لحبوب القمح في تلميع المعدن والزجاج. ومن نشا القمح، تصنع المواد اللاصقة التي تستخدم في لصق طبقات الخشب الرقائقي (الأبلكاش)، كما يستعمل الكحول الذي ينتج من القمح وقوداً وفي تصنيع مطاط صناعي ومنتجات أخرى.
ومن بين الدول الرئيسة المنتجة للقمح في العالم، كندا والصين وفرنسا والهند وروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة. وبلغ الإنتاج العالمي للقمح نحو 750 مليون طن متري في موسم 2017 و2018. وهذه الكمية يمكن أن تملأ قطار بضائع يمتد حول العالم مرتين ونصف تقريباً. وتستحوذ منطقة البحر الأسود، على 25% من الإنتاج العالمي للقمح، بعد أن كان إنتاجها لا يتعدى سوى 10% في العقد الأول من الألفية الثانية.
وتعتبر الصين، أكبر منتج للقمح في العالم، بنحو 134 مليون طن متري خلال العام 2018، بينما تعتبر روسيا أكبر مصدر للمحصول، بصادرات قيمتها 4,8 مليار دولار في 2018.
