الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء واستطلاعات رأي يتوقعون: عودة الأنشطة الاقتصادية لطبيعتها خلال 3 أشهر

زوار لأحد المراكز التجارية في الدولة (الاتحاد)
29 ابريل 2020 00:23

مصطفى عبد العظيم (دبي)

توقع خبراء واستطلاعات رأي لشركات عالمية، عودة أنشطة الأعمال في دولة الإمارات لطبيعتها، خلال فترة تتراوح بين شهر و3 أشهر فقط من تجاوز أزمة كوفيد-19، التي تسببت في تعرض الاقتصادي العالمي لأسوأ أزمة منذ الكساد الكبير عام 1929.
ولفتوا إلى أن العديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية في الدولة قادرة على التعافي السريع من تداعيات هذه الأزمة. ورجح خبراء أن يقود نجاح التخفيف الجزئي لتقييد الحركة والذي تم تطبيقه منذ عدة أيام، وفقاً لضوابط وشروط محددة، إلى التفاؤل بتسريع وتيرة تعافي القطاعات الاقتصادية خلال الأشهر المقبلة، وصولاً إلى عودتها لطبيعتها خلال سبتمبر المقبل.

تعافٍ سريع
وأظهرت نتائج أحدث استطلاع، أجرته مؤسسة بي دبليو سي، لآراء المديرين وقادة القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط عن فيروس كوفيد-19، توقع 38% من المشاركين في الاستطلاع أن تعود الأعمال لطبيعتها في دولة الإمارات، خلال فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر فقط، وهي النسبة الأعلى على مستوى الشرق الأوسط، التي توقعت التعافي بهذه السرعة. 
ورجح 19% من المشاركين أن يستغرق ذلك فترة من 3 إلى 6 أشهر، بينما توقع 27% منهم أن يستغرق ذلك فترة تتراوح بين 6 و12 شهراً، ونحو 15% كانوا الأكثر تفاؤلاً بإمكانية حدوث التعافي خلال أقل من شهر واحد. 
ووفق نتائج استطلاع لشركة كوليرز إنترناشونال، توقع مستثمرون ومديرو فنادق أن يبدأ القطاع في التعافي التدريجي عقب تجاوز الجائحة، حيث رجح 54% منهم أن تحتاج الفنادق ما بين 6 و12 شهراً، حتي تعود إلى مستويات الإشغال التي كانت عليها في العام الماضي.

جهود حكومية
 وتوقع سودير كومار، الشريك ومسؤول الاتصالات في كريستون مينون، أن تعود أنشطة الأعمال في دولة الإمارات إلى طبيعتها، بشكل كامل، بحلول منتصف أغسطس المقبل، أو مطلع سبتمبر، مشيراً إلى أن العديد من الشركات بات لديها قدر كبير من التفاؤل باستعادة انتعاشها خلال فترة ثلاثة أشهر فقط من تجاوز أزمة كوفيد-19.
وكشف كومار أنه ومن خلال التواصل مع العديد من عملاء الشركة في الخارج، أبدى الكثير منهم تفاؤلاً ورغبة في استئناف أنشطتهم بشكل طبيعي، خلال شهر سبتمبر المقبل، مع عودة الحركة للطيران بشكل آمن، لافتاً إلى أن كثيراً من الشركات العاملة في قطاع التجارة بدأت التخطيط، فعلياً، لتوقيع عقود وصفقات تجارية للفترة المقبلة.

الصحة والغذاء
وفيما يتعلق بالقطاعات التي يتوقع أن تكون الأسرع تعافياً فور تجاوز أزمة كوفيد-19، أشار كومار إلى أنه رغم الأزمة، فإن هناك قطاعات تعمل بشكل جيد، مثل قطاع الرعاية الصحية، والقطاعات المرتبطة بالمنتجات الغذائية، وهو الأمر الذي يتوقع استمراره لفترة طويلة قادمة.
وأضاف أن التجارة ستكون في صدارة القطاعات الأسرع تعافياً، مع عودة حركة الاستيراد والتصدير إلى طبيعتها، وانتعاش سلاسل التوريد مجدداً، وهو الأمر الذي سينعكس بدوره على قطاعات أخرى مثل قطاع الإنشاءات، والاستشارات، والاستثمار.

الصحة والسلامة
من جهته، أشار عبد السلام الكيالي، مدير عام العلاقات الدولية في مجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة، إلى أن فرص التعافي السريع للاقتصاد الإماراتي من تداعيات كوفيد-19 تعد الأعلى في المنطقة، مشيراً في هذا السياق إلى نتائج استطلاع بي دبليو سي، التي أظهرت توقع نحو 38% من المشاركين تعافي اقتصاد الإمارات خلال فترة تتراوح من شهر إلى 3 أشهر فقط، بعد تجاوز جائحة كوفيد-19.
وأوضح الكيالي أن التعافي قد يحدث تدريجياً، ويختلف من قطاع لآخر، متوقعاً أن يستغرق قطاع السياحة والضيافة وقته الكافي للتعافي في مدة قد تصل إلى عام على الأقل، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها حرص الحكومات على مواصلة التقييد بمعايير وسياسات صحية مغايرة لما قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، بما يضمن صحة وسلامة الأفراد والمجتمع، فضلاً عن قرارات الأفراد أنفسهم، فيما يتعلق بالسفر والسياحة، خاصة أن الأوضاع المالية قد لا تساعد الكثير منهم بعد هذه الأزمة. وأضاف أن الأولوية للأفراد ستكون للتعافي الصحي والتعافي المادي بعد أزمة كورونا.
أما على صعيد سياحة المؤتمرات والأعمال، فتوقع الكيالي أن يستمر النمط الذي فرضته أزمة كورونا، والتوسع في عقد المؤتمرات عن بُعد، عبر تقنيات الفيديو والبرامج الحديثة التي أثبتت فعالية في هذه الأزمة، سواء على صعيد استمرارية الأعمال، أو على صعيد تخفيض التكلفة التي باتت الهاجس الأول للشركات في هذه المرحلة.
وأشار الكيالي إلى أن الشركات العاملة في قطاع السياحة والسفر بوجه عام، عليها أن تعمل خلال هذه المرحلة على وضع استراتيجيات للتعافي، والاستفادة من حزم التحفيز التي أطلقتها الحكومة، لضمان استمرارية أعمالها، والاستجابة للمتغيرات التي فرضتها الأزمة.
وقال: إن البنية التحتية لصناعة السياحة والسفر في دولة الإمارات تضعها في قلب خريطة السياحة العالمية، وتدعم قدرتها على عودة عجلة النشاط بوتيرة أسرع مع تحسن الأوضاع العالمية وعودة شهية الأفراد للسفر والتنقل.

الاستثمارات في التحول الرقمي
وفقاً لنتائج استطلاع بي دبليو سي، يعتقد 67 % من المديرين الماليين في الشرق الأوسط أن فيروس كوفيد-19 يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أعمالهم، إذ يتوقع 78% منهم حدوث تراجع في الإيرادات نتيجة لهذه الجائحة، الأمر الذي يدفعهم إلى الحد من التكاليف، ودراسة تدابير احتواء التكاليف، وإرجاء أو إلغاء الاستثمارات، خاصة في النفقات الرأسمالية. 
وأفادت بأن الاستثمارات في التحول الرقمي وتجربة العملاء والأمن السيبراني، تُعد المجالات الأوفر حظاً في الاحتماء من هذا الأثر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©