الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مديرة العمليات بمعهد المحاسبين الإداريين بالشرق الأوسط لـ «الاتحاد»: الإمارات أنموذج عالمي للعمل عن بُعد

هنادي خليفة
29 ابريل 2020 00:22

 حسام عبد النبي (دبي)

أكدت هنادي خليفة، مديرة العمليات في معهد المحاسبين الإداريين في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند، أن الإمارات تعد مثالاً يُقتدى به عالمياً وإقليمياً في نجاح نظام العمل عن بُعد، إذ إن الدولة تصنف واحدة من أكثر الدول جاهزية لتطبيق هذا النظام، مرجعة ذلك إلى أن الإمارات اعتمدت رقمنة عملياتها في جميع هيئاتها وخدماتها وعملياتها الحكومية منذ ما يقارب عقداً من الزمن، كما تعد الحكومة الذكية ذات المستوى العالمي مثالاً يؤكد البنية التحتية المتقدمة الموجودة في الدولة، إذ توفر جميع المستلزمات لتنفيذ عملية العمل عن بُعد بنجاح.
وقالت هنادي، في حوار خاص مع «الاتحاد»، إن حكومة الإمارات تتخذ قرارات سريعة وعملية لاحتواء أزمة انتشار وباء كورونا المستجد «كوفيد 19»، وتقدم جميع أنواع الدعم لهذا التحول في الأعمال، لتشمل أيضاً متطلبات القطاع الخاص.
ونوهت هنادي خليفة بأن ذلك يتم من خلال رفع الحظر عن بعض التطبيقات التي تمت مقاطعتها سابقاً لتسهيل العمل عن بُعد، ووضع العمليات والإجراءات لدعم مختلف القطاعات، فضلاً عن تعديل القوانين والتشريعات وعرضها بشكل سهل لإرشاد الشركات خلال هذه الظروف، فضلاً عن قيام الدولة بعمل مميز في تمكين ودعم الطلاب والموظفين والشركات والمؤسسات من جميع القطاعات للتأقلم مع هذه المرحلة. 

نمط الأداء
وعن احتمالية تغيير نمط أداء المهام الوظيفية من حيث الموقع والمسؤوليات في المستقبل القريب في ظل نجاح تجربة العمل عن بُعد، أفادت هنادي خليفة، بأن فترة العمل عن بُعد قد تشكل أثراً كبيراً على النظام البيئي في مجال الأعمال والتعليم، فإذا وجدت الشركات في نهاية هذه المرحلة أنها تستطيع تحقيق إنتاجية متساوية أو أكبر للموظفين من خلال العمل عن بُعد، فقد يؤدي ذلك إلى إحداث ثورة في طريقة عملنا وتعليمنا.
وأكدت أن بعض الموظفين زادت إنتاجيتهم عن طريق العمل عن بُعد وسوف يجدون صعوبة في العودة إلى طريقة العمل التقليدية، ولذلك يمكن لأصحاب الشركات أن يقوموا بتعديلات لنظام العمل والبدء في التفكير بساعات عمل مرنة، وهذه الظاهرة لم نسمع بها قبل أزمة كورونا.
وأشارت إلى أن ذلك التوجه يتماشى مع توقعات الباحثين والأكاديميين الذين أكدوا أهمية تخفيض أوقات الوجود بمكان العمل، بحيث يصبح الحضور غير إلزامي، وأن يتم الاعتماد على الأدوات الرقمية للاستمرار في العمل عن بُعد. ولفتت إلى أن نمو التجارة الإلكترونية في السنوات الأخيرة تسبب في إغلاق عدد من متاجر البيع بالتجزئة، ومن المحتمل أن نشهد بعد أزمة كورونا تسارعاً في تطبيق العمل الرقمي لاستمرارية الأعمال، وذلك قد يؤدي إلى الحفاظ على هذا التحول بعد أن يثبت أنه مفيد للأعمال. 

الخروج من الأزمة 
ورداً على سؤال عن الدور الذي يجب على الشركات فعله لتعظيم مواردها أو لتقليل نفقاتها، والنجاح في العبور من الأزمة الحالية، أجابت هنادي خليفة بأن خبراء التمويل يعملون على الحفاظ على ميزانيات قوية وتدفق نقدي ورأس مال فعال، وخصوصاً أن وجود ميزانية وضوابط قوية أمر بالغ الأهمية للنجاح في التغلب على مثل هذه الأزمات، سواء كانت أزمة عام 2008 أو الأوبئة أو حتى الكوارث الطبيعية. وقالت: «يجب على الشركات الحفاظ والاستمرار في التواصل مع عملائها للحد من الآثار المترتبة على جائحة فيروس كورونا، وذلك من خلال إبقاء العملاء على اطلاع بأهمية الخدمات التى توفرها في هذا الوقت».  وأكدت أن الأزمة التي يمر بها العالم حالياً طرحت العديد من التحديات، ولكنها أيضاً قدمت الفرصة لإثبات الكفاءات القيادية الحقيقية من خلال وضع سلامة الموظفين في طليعة القرارات الإدارية.

حماية البيانات
نصحت مديرة العمليات في معهد المحاسبين الإداريين في الشرق الأوسط، الشركات العاملة في الدولة بضرورة حماية البيانات وتقييم كل أداة يتم اعتمادها لضمان التوازن بين إمكانية الاتصال وتكامل البيانات في ظل تطبيق نظام العمل عن بُعد، داعية إلى إنشاء منصات آمنة للعمل عن بُعد لا تعرض أمن البيانات للخطر أو التهديد، وبشكل خاص في الحالات التي يقوم الموظفون خلالها باستخدام شبكات اتصال غير محمية وشبكات افتراضية خاصة (VPN).
وقالت إن أحد أكبر التحديات التي تواجهها أنظمة العمل عن بُعد هو إنشاء اتصالات آمنة في أنظمة الشركة وبياناتها، وبمجرد أن يتم ذلك، تكون الأولوية الثانية هي العنصر البشري، والقدرة على ضمان الإنتاجية المستمرة وسط الظروف الصعبة للعمل من المنزل، مفسرة ذلك بأنه لدى العديد من الموظفين أطفال في مراحل دراسية مختلفة يمارسون التعلم من المنزل من خلال منصات غير مثالية، ما يشكل تحدياً إضافياً يؤثر على عملية التكيف مع النهج الجديد والقدرة على تنظيم يوم العمل بعيداً عن مكان العمل التقليدي، والعمل مع الزملاء من دون التفاعل معهم وجهاً لوجه، واستخدام التقنيات الجديدة، وإدارة سلامة الأسرة، وما إلى ذلك.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©