الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجالس «الداخلية» تناقش «المجتمعات الرقمية.. المحتوى والتفاعل»

علي راشد النعيمي وأحمد ناصر الريسي ومحمد جلال الريسي وخالد مبارك المدحاني وسلطان بوعتابة الزعابي خلال الحوار في مجلس البطين (الصور من وام)
31 مارس 2024 02:55

أبوظبي (وام)
برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، عُقدت الحلقة الثالثة والأخيرة من مجالس وزارة الداخلية الرمضانية في دورتها الثالثة عشرة، والتي تأتي بشعار «المجتمع الإماراتي.. جذور أصيلة وآفاق عالمية».
وتناولت الحلقة الثالثة من المجالس التي ينظمها مكتب ثقافة احترام القانون بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة للإسناد الأمني بوزارة الداخلية، موضوع «المجتمعات الرقمية.. المحتوى والتفاعل» في ثلاثة محاور، أولها ثقافة التعامل مع المحتوى التفاعلي، وثانيها المحتوى المسؤول بين الحرية والحدود، وثالثها التفاعل الرقمي الإيجابي.. مسؤولية مجتمعية ومؤسسية.
وفي مجلس وزارة الداخلية الذي استضافه مجلس البطين بالتنسيق مع مجالس أبوظبي بمكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة، تناول الحضور سبل تعزيز الدفاع عن مكتسبات وسمعة الدولة، وتوجيه الجهود نحو زيادة وعي المجتمع بمصادر المعلومات، وتعزيز الاستخدام الآمن للإنترنت عبر المبادرات والبرامج الهادفة والمرتبطة بالموروث الإماراتي. حضر وشارك في المجلس، معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، مفتش عام وزارة الداخلية، ومحمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام»، وخالد مبارك المدحاني، رئيس النيابة الاتحادية للشائعات والجرائم الإلكترونية، والعميد سلطان بوعتابة الزعابي، مدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بالإنابة.
وأوضح معالي علي راشد النعيمي أهمية زيادة الوعي الوطني في استخدام المحتوى الرقمي؛ نظراً لتزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية لبناء مجتمع رقمي أكثر أماناً ومسؤولية، وذلك من خلال توجيه الجهود نحو تعزيز الوعي بأهمية تقييم مصادر المعلومات، بالإضافة إلى حماية البيانات الشخصية وتعزيز السلوكيات الآمنة عبر الإنترنت، كما ينبغي على الجهات المختصة العمل سوياً لتوفير برامج تثقيفية بشكل مستمر تستهدف جميع شرائح المجتمع، بهدف تعزيز الوعي الوطني في استخدام المحتوى الرقمي، وتعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا الرقمية.
التواصل المجتمعي  
أكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، مفتش عام وزارة الداخلية، أهمية مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، حيث تحرص الوزارة من خلالها على التواصل المجتمعي الفعال، وهو ما يؤدي إلى نتائج مثمرة وإيجابية على المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، كونها الركيزة الأساسية في بناء المجتمع، كما أن مجتمعنا محظوظ بقيادتنا الرشيدة لاهتمامها بالأسرة، إيماناً منها بأن الأسرة هي الأساس في نمو المجتمعات وتطورها.
وأشار الريسي إلى أن المجتمع الإماراتي يتمتع بثقافة رقمية عالية، في ظل الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة لدعم مؤسسات الدولة في مواصلة الارتقاء بجودة الحياة الرقمية، وتعزيز ثقة أفراد المجتمع باستخدام التقنيات الرقمية والتكنولوجية بشكل آمن.
وقال: «إن الإمارات سباقة في تعزيز جودة الحياة الرقمية وترسيخ مجتمع رقمي آمن وإيجابي، من خلال حماية البيئة الرقمية التي تعد اليوم المصدر الأول للمعارف والعلوم، بحيث تساهم هذه الحماية في تحصين الأجيال للتعامل مع تحديات المستقبل، وإعداد أجيال قادرة على استيعاب العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، والتعامل معها بوعي ومسؤولية».
الجوانب الإيجابية
من جانبه، قال محمد جلال الريسي: «تساهم الثورة الرقمية في تحقيق العديد من الجوانب الإيجابية في حياتنا اليومية، حيث يوفر الفضاء الرقمي فرصاً هائلة للتعلم وتطوير المهارات، وتبادل الآراء والأفكار مع الآخرين بسهولة وفاعلية، بالإضافة إلى ذلك، يعد الفضاء الرقمي مصدراً غنياً بالمعرفة والموارد التعليمية والدورات التدريبية، كما يساهم الفضاء الرقمي في تعزيز التفاعل والتواصل الاجتماعي، وتقديم قنوات للتعبير عن الآراء والمشاركة في الحوارات العامة والنقاشات البناءة، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر تفاعلاً وإيجابية».
بدوره، شدد خالد مبارك المدحاني، على ضرورة الالتزام بمعايير المحتوى الإعلامي المعمول بها داخل الدولة، وتجنب نشر أي محتوى مخالف لقيم ومبادئ الإمارات وما يمس سمعتها، واحترام توجهات وسياسة الدولة على المستوى الداخلي والدولي والموروث الثقافي والحضاري والهوية الوطنية والقيم السائدة في المجتمع، علاوة على عدم نشر أو تداول ما يُسيء إلى الأديان والمعتقدات، والوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، وعدم التحريض على العنف والكراهية، وعدم إثارة البغضاء وبث روح الشقاق في المجتمع، وعدم نشر أو بث أو تداول الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة وما من شأنه التحريض على ارتكاب الجرائم.
وفي المجلس الذي استضافه الدكتور جمعة محمد الحوسني في أبوظبي، وأداره الإعلامي محمد عبدالكريم، أكد المتحدثون ضرورة تعزيز حملات التوعية لمواجهة المخاطر الرقمية، والتأثير الإيجابي في تشكيل سلوك مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتحسين تجاربهم عبر الإنترنت، فضلاً عن تقليل مخاطر الاستغلال والاحتيال الرقمي والتنمر ونشر المعلومات الكاذبة.
وقال حسن أحمد الحوسني، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بيانات: «مع توافر المنصات الرقمية بشكل كبير، نعيش اليوم في محيط متسارع، بما يحتم علينا العمل على صناعة محتوى يترك أثراً مجتمعياً إيجابياً، يعكس هويتنا الإماراتية، ويساهم في تنمية المعرفة وتغذية العقول»، مضيفاً: «نؤمن بأن صناعة المحتوى وظيفة حقيقية، وينبغي علينا أن نستحدثها ضمن الهياكل الحكومية بالدولة».

مجلس العامرة
وفي مجلس العامرة بمدينة العين، والذي استضافه المتعرض سيف بن ميا العفاري، وأداره الإعلامي سعود الكعبي، أشار المتحدثون إلى ضرورة مواصلة المبادرات التثقيفية والحملات الهادفة حول موضوع الحياة الرقمية والمسؤولية المجتمعية، من أجل تعزيز الاستخدامات الصحيحة للفضاء الرقمي، والاستفادة منه وتوظيفه في خدمة المجتمع.
مشاركون 
شارك في المجلس اللواء متقاعد عبدالرحيم يوسف التميمي، عضو هيئة التدريس بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والعميد د. حمود سعيد العفاري، مدير إدارة الشرطة المجتمعية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والعقيد سلطان بن حاذه الكتبي، مدير مكتب ثقافة احترام القانون بوزارة الداخلية، والدكتور عبدالله سليمان الحمادي، الرئيس التنفيذي للابتكار بوزارة العدل.
ضمان موثوقية المحتوى وتأثيره الإيجابي
في المجلس الذي انعقد في عجمان، واستضافه عمر أحمد بن عمير المهيري، وأداره الإعلامي محمد الكعبي، أوضح المتحدثون أهمية تقييم والتأكد من محتوى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان موثوقية المحتوى وتأثيره الإيجابي ومطابقته للمعايير الأخلاقية والقانونية، ولضمان توجيه الرسالة بشكل فعال للجمهور المستهدف.
حضر وشارك في المجلس، مروان عبيد المهيري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ومحمد عبدالمجيد السيخاوي، واعظ ديني في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومحمد خالد الشامسي، متخصص في الأمن السيبراني بالمكتب الإعلامي لحكومة عجمان، وعبدالله محمد الشحي من رابطة رواد التواصل الاجتماعي.
وأكد مروان المهيري، أن دولة الإمارات وضعت تشريعات مرنة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وسمحت لمستخدميها بالتعبير عن آرائهم والمشاركة في النقاشات التي تدور فيها، وفي الوقت ذاته حرص المشرع الإماراتي على تحقيق الموازنة بين التشريعات والتطور الرقمي الهائل، حيث وضع تشريعات وعقوبات صارمة لسوء استغلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث الواعظ محمد عبدالمجيد السخاوي، عن أهمية الكلمة في تكوين شخصية الإنسان، فالكلمة تعكس تفكير الشخص وقيمه ومعتقداته، وتعبر عن شخصيته وطبيعته وأخلاقه، علاوة على ذلك، تؤثر الكلمة على الآخرين وعلى العلاقات الاجتماعية، وأكد المجتمعون في المجلس الذي استضافه سليمان محمد الكيزي، وأداره الإعلامي مانع محمد النقبي في رأس الخيمة أهمية تحليل المصادر والتحقق من موثوقيتها لتجنب نشر المعلومات الخاطئة أو غير الموثوقة. حضر وشارك في المجلس العميد سيف راشد الزحمي، من القيادة العامة لشرطة الفجيرة، والمقدم الدكتور حمدان سهيل الحفيتي، نائب مدير مكتب ثقافة احترام القانون بوزارة الداخلية، والرائد الدكتور حمد محمد الزيودي، من القيادة العامة لشرطة الفجيرة، والدكتور عبيد صالح المختن، من مؤسسة أفتار لتقنية المعلومات، وناصر محمد جاسم الزعابي، من وزارة تنمية المجتمع، وحسن أبو العينين، من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

المجلس النسائي: دور الأسرة حيوي
في المجلس النسائي الذي استضافته ميثاء عبدالله سالم بن يوخة، وأدارته الإعلامية أميرة محمد بأم القيوين، أكدت المتحدثات أهمية دور الأسرة في متابعة الأبناء أثناء استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي لحمايتهم من الأخطار التي قد تواجههم في العالم الرقمي، بما في ذلك التحرش والإيذاء وتعريضهم لمحتوى غير مناسب، كما يجب على ذويهم تحديد الخيارات المناسبة لعمرهم، ومراقبة الأنشطة التي يقومون بها عبر «الإنترنت».
حضر وشارك في المجلس شيخة عيسى العري، عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، والدكتورة أسماء حمدان السعدي، من جامعة الشارقة، وفاطمة يعقوب آل علي، مستشار إدارة الفتوى بوزارة العدل، والأستاذة هدى محمد الهاشمي، عضو سابق في مجلس أم القيوين للشباب، وتنفيذي تطوير الأعمال في شركة الغرير لحلول المرافق، وشيخة سالم الدويش، مدير وحدة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة بالقيادة العامة لشرطة عجمان. وأكدت المتحدثات في المجلس النسائي الذي استضافته مريم ماجد بن ثنية، النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، أهمية توجيه الشباب نحو السلوك الصحيح في الحياة الرقمية، والتركيز في حملات التوعية والتثقيف للجهات المعنية على الوعي الرقمي والسلامة عبر «الإنترنت» لتعزيز التوجيه والحماية من المحتوى الضار. وحضر وشارك في المجلس منى خليفة أحمد حماد، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وسارة محمد أمين فلكناز، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ولمياء أحمد الزعابي، رئيس قسم الوقاية من المخدرات بوزارة الداخلية، وبخيته أحمد الرميثي، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للتعايش«مركز منارة»، ومنال إبراهيم حاجي، مديرة إدارة الإعلام الأمني بالقيادة العامة شرطة دبي. وتحدثت منى خليفة، حول أهمية الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة الرقمية«2021» في الحفاظ على الأجيال القادمة، والتي تهدف إلى تعزيز مجتمع رقمي آمن في الدولة، وهوية إيجابية ذات تفاعل رقمي هادف، وتساعد على طرح محتوى إعلامي إيجابي وصحيح يثق فيه الجميع، كما أنها خطوة أساسية نحو بناء بيئة إعلامية تعتمد على المصداقية والمسؤولية، ويمكن للمحتوى الإعلامي أن يساهم في تعزيز الوعي والتثقيف ودعم القيم الإيجابية في المجتمع.
وأضافت أن مركز منارة يلعب دوراً كبيراً في حماية الجيل الناشئ ووقايته من الانجراف نحو خطاب الكراهية الذي يستهدف استهواء الأطفال والشباب، حيث يتبنى المركز مبادرات شبابية تعزز التواصل بشكل مستمر، وتمكن الشباب من إنتاج محتوى إبداعي ومؤثر، يعكس قيم وعادات وتقاليد الدولة، ويحقق التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©