السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف لـ«الاتحاد»: مهمّتنا إظهار الوجه الحضاري لديننا وقِيمنا.. ولا مجال للتشدّد

عمر الدرعي في حديث مع حمد الكعبي ( تصوير: علي عبيدو )
11 مارس 2024 02:13

حوار: حمد الكعبي 
اعتبر الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن المهمّة الأساسية للهيئة تكمن في إظهار الوجه الحضاري للدين الإسلامي، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال في المجتمع، ودعم اللحمة الوطنية.
وقال: إن الإجماع على محبة الوطن والولاء لقيادته والمحافظة على مكتسباته هو رأسمال الإمارات الحقيقي، معتبراً أن تعهّد هذه المعاني بالرعاية والاهتمام هو الضمانة الأساسية للحماية من الأفكار المتشددة والبغيضة التي لا مجال لها في مجتمع الإمارات. 
وشدّد الدّرعي، في حوار شامل مع مركز الاتحاد للأخبار، على أهمية «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي» في ضبط الفتوى وتنظيم شؤونها على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن الهدف من إنشائه يكمن في بناء نموذج حضاري للفتوى يستجيب للمستجدات، ويُعزز السمعة العالمية للدولة ورؤيتها الإنسانية.
وتعهّد بأن يبذل المجلس جهوداً جبارةً لإيجاد حلول جذرية وواقعية لكثير من التطورات المعاصرة والمستجدات التي تطرأ وتتطلب الفتوى، مع الاهتمام بفئة الشباب، والسعي لتقديم حلول واقعية لإشكالاتهم الفكرية والفقهية، مع الوقوف في وجه التطرف الذي يحاول اختطاف الدين. وكشف عن مشاريع تحولية عدة تعمل الهيئة عليها في الفترة الحالية، وسترى النور قريباً، أبرزها «مؤشر اعتدال» الذي يهتم في أحد أجزائه بمتابعة هموم الشباب وتلمس احتياجاتهم العلمية والفكرية وآمالهم المستقبلية، إضافة إلى تعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات من أجل تأهيل وتدريب مجموعة من الشباب الإماراتي العاملين في الجانب الديني بالهيئة على صناعة المحتوى وتقديمه للجمهور بأسلوب متميز ولمسة إماراتية وطنية بارزة.

واعتبر مشروع «برنامج بالحكمة»، الذي أطلقته الهيئة مؤخراً، إضافة جديدة لمنصات الهيئة التوعوية والثقافية على مختلف وسائل التواصل مع الجمهور، ومكملاً لمبادراتها ومشاريعها التي تستهدف إظهار الوجه الحضاري لديننا الإسلامي وترسيخ قيم التسامح والتعايش ونشر السلام. وأشاد بالحرص الكبير والعناية الفائقة التي يوليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للقرآن الكريم وتعليمه، كاشفاً في هذا الصدد عن 100 ألف نسخة من المصحف الشريف، تمثل الدفعة الثانية ضمن مشروع طباعة المصحف على نفقة سموه، وبمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، والتي سيتم توزيعها محلياً وخارجياً.
وقال: إنّ الدّعم الكبير الذي يوليه سموه للهيئة ومراكز تحفيظ القرآن وحلقات المساجد يعدّ امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع اللبنة الأولى لمراكز تحفيظ القرآن الكريم، والتي تشهد تطوراً وازدهاراً متواصلين حتى أصبحت مؤسسات تعليمية راسخة.
وخلال المقابلة، تحدث الدرعي عن دمج «صندوق الزكاة» مع الهيئة، وعن العمل الخيري والإنساني، والذي اعتبره، بشقّه الخيري والزكوي، مصدراً مستداماً في تنمية المجتمع وتطوير قدراته وتلمّس احتياجاته الضرورية.
وفي هذا الإطار، كشف عن أن الهيئة تعكف حالياً على إعداد خطط واستراتيجيات لتطوير الموارد الزكوية والوقفية عبر منظومة متكاملة من الاستثمار والحوكمة والشفافية والتوعية. وحول برامج الهيئة لشهر رمضان، أوضح أنَّ برنامج «ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة» يعتبر الأبرز، مشيراً إلى أهميته في تعزيز المشهد العلمي الثقافي الممتد منذ أيام المغفور له الشيخ زايد وحتى اليوم، موضحاً أن البرنامج يضم عدداً كبيراً من الفعاليات الهادفة، التي تحتوي على مؤتمر ومحاضرات دينية وندوات ودروس ولقاءات تلفزيونية وإذاعية، تصل إلى أكثر من 40 فعالية في اليوم الواحد موجهة للجنسين الرجال والنساء، وتتنوع في الفترات الصباحية والمسائية، وبعدة لغات وفي كل مساجد الدولة.
- في شهر رمضان المبارك تتّجه الأنظار إلى خدمات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فماذا أعددتم للشهر الفضيل؟
- بداية، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، وإلى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وإلى أولياء العهود ونواب الحكام، وإلى شعب دولة الإمارات والعالم أجمع، وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سائلاً الله تعالى أن يديم على وطننا وشعبنا الأبي الكريم نعمة الأمان والاستقرار والرقي والازدهار، وأن تعمَّ العالم الرحمة والسلام، والمحبّة والاطمئنان، كما أسأله سبحانه أن يتغمد بواسع رحمته مؤسس دولتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين.
كما يسعدني ويشرفني أن تكون أول مقابلة صحفية أقوم بها بعد ندبي لرئاسة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مع صحيفة عريقة شهدت على مدار عقد من الزمن تطورات مهمة في مسيرة إعلامنا الوطني، إلى أن أصبحت مركزاً مرموقاً ينقل بحرفية رواية دولة الإمارات في رحلة البناء والتنمية، وإبراز إنجازاتها، وقيمها الإنسانية، وتطلعاتها إلى المستقبل.
شهر رمضان المبارك نفحةٌ إلهيةٌ عظيمةٌ، تمنح الإنسان فرصاً متنوعة في شتَّى أوجه الخير ومختلف ميادينه، والفطن من استغلَّ هبوب الخير في طاعة ربه ومرضاته وتحقيق الخير لنفسه وأسرته ووطنه ومجتمعه.
إنَّ للشهر الفضيل مزيةً خاصةً وطابعاً متميزاً في عاداتنا وتقاليدنا الإماراتية الأصيلة، حيث حافظت هذه العادات على رونقها وبريقها، بل إنَّها ازدادت جمالاً وهيبة، فمن عاداتنا الأصيلة: أنَّ المجتمع يبدأ بالاستعداد لشهر رمضان من النصف من شعبان فتجدهم يهيئون «المير الرمضاني»، ويجهزون المجالس الرمضانية ليعمروها بصلة الأرحام والتزاور بين الأهل والأصدقاء، إضافةً إلى موائد الصائمين وصلاة التراويح والتهجد في المساجد.
الهيئة العامَّة للشؤون الإسلامية والأوقاف في موسم الخير ليست كما هي في بقية العام، فمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بطبيعته محبٌّ للخير محبٌّ لطاعة ربه، فتراهم يترقبون بلوغ الشهر الفضيل ليقبلوا على المساجد بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وحضور مجالس العلم والوعظ التي تنفذها الهيئة في المساجد لترسخ ثقافة التسامح والحوار والتثقيف الديني بالحكمة والاعتدال.
لدينا في الهيئة برامج كثيرة متنوعة احتفاءً بالشهر الفضيل، إلا أنَّ برنامج «ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة» يعتبر من أبرز الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الهيئة، وقد ابتدأ هذا المشهد العلمي الثقافي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان من حكمته، رحمه الله، أنَّه يريد للمجتمع أن ينعم خلال شهر رمضان المبارك بموسم الهداية والبركة والنور والمعرفة، ولا أهمّ من إحياء ليالي رمضان بالدروس الدينية الهادفة التي تذكر الناس بأرحامهم وتعزز مكانة الأسرة في المجتمع، وتجعل من الوطن واحة أمن وإيمان، ولهذا كله كان، رحمه الله، يستضيف على نفقته نخبة من العلماء والقراء كل رمضان، وعلى هذا النهج المبارك يسير خير خلف لخير سلف، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فهو يستضيف أيضاً في رمضان للمجتمع وللدولة هذه النخبة من العلماء القادمين من أصقاع مختلفة.
وما يميز برنامج الضيوف لهذا العام أنَّه يضم عدداً كبيراً من الفعاليات الهادفة والتي تحتوي على مؤتمر ومحاضرات دينية وندوات ودروس ولقاءات تلفزيونية وإذاعية، حيث سينفذ البرنامج أكثر من 40 فعالية في اليوم الواحد موجهة للجنسين الرجال والنساء، حيث تتنوع المحاضرات في الفترات الصباحية في المؤسسات، وتتنوع بين المؤسسات والمجالس والمسارح في الفترات المسائية، علاوة على الدروس بلغات عدة في كل مساجد الدولة عقب صلاة الظهر والعصر والعشاء.
- لا شك في أهمية الفتوى لما لها من أثر في الأفراد والمجتمعات، ولقد تمت المصادقة مؤخراً على مشروع قانون بشأن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، فهل لكم أن تحدثونا عن مهام المجلس، ومن أين انطلقتم في إعداد مشروع قانون إنشائه؟
- إنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تُولي منصب الفتوى أهمية كبرى ورعاية خاصة، وهذا الاهتمام والرعاية قد بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان القضاة والعلماء من أئمة المساجد ومشايخ الكتاتيب يقومون بهذا الدور الجليل، إلى أن تمَّ إطلاق مركز الإفتاء الرسمي للدولة في عام 2008 للاستجابة لحاجات الناس في هذا المجال، وضبط الفتوى وتنظيمها، ثمَّ بعدها صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (31) لسنة 2017 بإنشاء «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي».. وقد شهدنا في الأيام القليلة السابقة نقلةً نوعية في مجال مأسسة الإفتاء عندما صادق المجلس الوطني الاتحادي الموقر على مشروع قانون بشأن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، حيث أعطى القانون للمجلس بعداً استراتيجياً في ضبط الفتوى وتنظيم شؤونها على مستوى الدولة، وتسري أحكامه على جميع الجهات المعنية والأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين.
وفي إطار الحرص على بناء مؤسسة وطنية رائدة تراعي احتياجات وخصوصية مجتمع دولة الإمارات، فقد انطلقنا في إعداد مشروع القانون من موجهات أساسية، أهمها المبادئ الخمسون لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والاطلاع على الممارسات المشابهة في قطاع الإفتاء الشرعي عربياً وعالمياً، ودراسة نقاط القوة والضعف لمنظومة الإفتاء الشرعي في الدولة، واستشراف المستقبل، والرغبة في تحقيق أبرز نتائج الأداء، وتبني تطبيق الحلول التقنية الذكية.
والآن، لدى المجلس أهداف سيعمل على تحقيقها، أبرزها ترسيخ مكانة الفتوى وفق الهوية الوطنية للدولة محلياً وعالمياً، وتطوير التوجيهات والسياسات والتشريعات ذات الصلة بالفتوى، وتنظيم شؤونها في الدولة، وتمكين المجتمع الإماراتي بالفتاوى الاستباقية، وبناء نموذج حضاري للفتوى يستجيب للمستجدات، ويُعزز السمعة العالمية للدولة ورؤيتها الإنسانية.
 كما أن المهمة التي سيضطلع بها المجلس بعد صدور القانون غاية في الأهمية والدقة؛ ذلك لأنَّ المجلس سيبذل جهوداً جبارةً لإيجاد حلول جذرية وواقعية لكثير من التطورات المعاصرة والمستجدات المتولدة الهائلة في كل دقيقة، مع الاهتمام بفئة الشباب، والسعي لتقديم حلولٍ واقعية لإشكالاتهم الفكرية والفقهية، مع الوقوف في وجه التطرف الذي يحاول اختطاف الدين.
- ما مشروعاتكم في تمكين الشباب للعمل في الهيئة؟ وما الأدوار المرجوة منهم؟
- لا شكَّ في أن تمكين الشباب الإماراتي يعتبر من المحاور المهمة لدى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وذلك لدورهم الفاعل في دعم جهودها وخططها في تحقيق التنمية المستدامة، والاستقرار الفكري في المجتمع، والقيام بدورها في تحقيق رؤية الخمسين لمستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنَّنا في الهيئة لن نجد من هو أكثر كفاءةً وقدرةً من أبناء الوطن على فهم واقع المجتمع وتلمس احتياجاته الحالية والمستقبلية وتقديم النصح الديني بالحكمة والموعظة الحسنة.
لدينا في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ثلاثة قطاعات رئيسية نعمل على تنميتها وتطويرها بشكل متوازن، وهي: الشؤون الإسلامية، والعمل الخيري بشقيه الوقف والزكاة، إضافة إلى الخدمات المساندة التي تقدم الدعم للهيئة في تحقيق خططها ومشاريعها الاستراتيجية، وإنَّ حضور الشباب الفاعل ضمن هذه الملفات يشكل أولوية في الاستفادة من طاقاتهم الإيجابية وأفكارهم الخلاقة.
وهناك مشاريع تحولية عدة نعمل حالياً في الهيئة على إنضاجها وتطبيقها وسيلمس المجتمع، بإذن الله، في القريب العاجل أثرها وأهميتها، والتي منها «مؤشر اعتدال» والذي يهتم في أحد أجزائه بمتابعة هموم الشباب وتلمس احتياجاتهم العلمية والفكرية وآمالهم المستقبلية، كما سيكون هناك تعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات من أجل تأهيل وتدريب مجموعة من الشباب الإماراتي العاملين في الجانب الديني بالهيئة على صناعة المحتوى وتقديمه للجمهور بأسلوب متميز ولمسة إماراتية وطنية بارزة، بالإضافة إلى مشروع «برنامج بالحكمة» والذي سنتحدث عنه بعد قليل، وغير ذلك من المشاريع والبرامج المتنوعة.
- قبل أيام، أعلنتم إطلاق «برنامج بالحكمة» والذي يقدم دروساً شرعية ومحاضرات دينية وثقافية يلقيها نخبة من العاملين في الخطاب الشرعي، فماذا عن موقعكم في خريطة الإعلام المحلي؟
- أطلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف «برنامج بالحكمة» الذي يستهدف تقديم سلسلة علمية من الدروس الشرعية والمحاضرات الدينية والثقافية في المساجد، حيث يعدُّ هذا البرنامج إضافة جديدة لمنصات الهيئة التوعوية والثقافية على مختلف وسائل التواصل مع الجمهور، ومكملاً لمبادراتها ومشاريعها التي تستهدف إظهار الوجه الحضاري لديننا الإسلامي وترسيخ قيم التسامح والتعايش ونشر السلام.
ويشارك في هذا البرنامج نخبة مميزة من المواطنين والمواطنات المؤهلين العاملين في الخطاب الشرعي، ويقدمون سلسلة من الدروس العلمية في التفسير والسيرة النبوية والمحاضرات في القيم والأخلاق تحت عناوين مختلفة تلبي احتياجات المجتمع وتواكب متطلبات الحياة، وتم اختيار الزمن المناسب لتنفيذها لتمكين كل شرائح المجتمع من الاستفادة منها.
وبخصوص الحضور الفاعل على خريطة الإعلام المحلي فلا شكَّ في أنَّ لدينا طموحاً كبيراً في تطوير هذا الحضور وزيادة فعاليته، حيث سيكون لدينا، بإذن الله، صناع محتوى وأقلام إماراتية هادفة، بالإضافة إلى الحضور الفاعل في المجتمع عبر المؤسسات والمناسبات المختلفة.
تنفذ الهيئة مشروع «طبع المصحف الشريف» وتوزيعه على نفقة صاحب السمو رئيس الدولة.. كيف تنظرون لهذا الدعم السخي وأثره؟
- على نفقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، طبعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف 100 ألف نسخة من المصحف الشريف، وهي تعدُّ دفعةً ثانيةً ضمن مشروع طباعة المصحف على نفقة سموه، وسيتم توزيعها، بإذن الله تعالى، محلياً وخارجياً.
إن دلَّ هذا الأمر على شيء فإنَّما يدلُّ على الحرص الكبير والعناية الفائقة التي يوليها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، للقرآن الكريم وتعليمه.
كما لا ننسى دعم سموه الكبير للهيئة ومراكز تحفيظ القرآن وحلقات المساجد، استمراراً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي وضع اللبنة الأولى لمراكز تحفيظ القرآن الكريم، التي تشهد تطوراً وازدهاراً متواصلين برعاية سموه حتى أصبحت مؤسسات تعليمية راسخة.
- بعد دمج صندوق الزكاة مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، كيف تنظرون إلى العمل الخيري والإنساني في الإمارات؟ وكيف يمكن أن تساهموا في ريادة هذا القطاع؟
- عندما نتحدث عن العمل الخيري بشقيه الزكوي والوقفي، فإنَّما نتحدث عن مصدر مستدام في تنمية المجتمع وتطوير قدراته وتلمس احتياجاته الضرورية، ومع توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في تمديد عام الاستدامة ليكون 2024 عاماً جديداً نحتفي به في الاستدامة، «فإنَّ الهيئة لتدرك أهمية دورها في العناية بالوقف والزكاة، وترسيخ مكانتهما محلياً وعالمياً».
- لقد وافق المجلس الوطني الاتحادي في جلسته الرابعة من دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثامن عشر لسنة 2024 على مشروع قانون بشأن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وعندما نتحدث عن دمج الوقف والزكاة في مؤسسة وطنية واحدة «فلا أشك في أنَّ ذلك سيشكل مصدر قوةٍ كبيرة لبوتقة ستجمع بين طياتها معاني إنسانية نبيلة سامية تقدم إسهامها الطيب في مجالات متنوعة».
إنَّنا في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف نعمل على إعداد خطط واستراتيجيات لتطوير الموارد الزكوية والوقفية عبر منظومة متكاملة من الاستثمار والحوكمة والشفافية والتوعية، بالإضافة إلى التركيز على الإسهام الفاعل للعمل الخيري في مجال الصحة والتعليم وتوجيه هذه الأموال لتلبية الاحتياجات الداخلية للمجتمع.
- يضج العالم بأحداث كبيرة وفتن عظيمة، فهل من كلمة توجهونها إلى مجتمع الإمارات، مواطنين ومقيمين؟
- إنَّ نعمة الأمن والاستقرار والتطور والرخاء التي نعيش بها في ظلال هذه الدولة المباركة وتحت الرعاية الحكيمة للقيادة الرشيدة «تستوجب منَّا شكراً وحمداً لله ليزيدنا توفيقاً ونجاحاً، كما أن اللحمة الوطنية بين أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، والإجماع الوطني على محبة الوطن، والولاء لقيادته، والالتزام بمبادئه وقيمه، والمحافظة على مكتسباته، واستفراغ بذل الجهد لتطوره وصناعة مستقبله، وحضوره القوي في مؤشرات التنافسية العالمية، هي رأس مالنا في المحافظة على وطنٍ مستقر مزدهرٍ ومجتمع متماسك وأسرة سعيدة.
وإذا أردنا أن نشكر الله حقاً على نعمة الأمن والاستقرار والازدهار فلا بدَّ لنا من تعهد هذه المعاني بالرعاية والاهتمام حتى نحافظ على المكتسبات الوطنية التي حققناها، كما أنَّ نشر التسامح والتعايش وحب الخير لجميع النَّاس بغض النظر عن جنسهم وعرقهم ودينهم، هو الضمانة الأساسية التي تمنع المخربين وأصحاب المصالح الضيقة من التسلل للمجتمع، وغرس أفكارهم المتشددة والبغيضة لتعكير صفو المجتمع وتماسكه والتفافه حول وطنه وقيادته».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©