علي الظاهري لـ«الاتحاد»: «تدوير» تركز على بناء القدرات التشغيلية في إدارة النفايات محلياً وعالمياً

هالة الخياط (أبوظبي)
قال المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تدوير»، إن عام 2027 سيشهد مباشرة محطة تحويل النفايات إلى طاقة عملها، وتشغيل مصنع فرز ومعالجة النفايات البلدية الصلبة.
وقال الظاهري في حوار مع «الاتحاد»: إن مجموعة «تدوير» في إطار إطلاق هويتها الجديدة، تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى بناء القدرات التشغيلية فيما يخص مختلف أعمال إدارة النفايات، من ضمنها جمع النفايات وتشغيل محطات تحويل النفايات إلى طاقة، وتشغيل محطات إعادة تدوير النفايات بأنواعها كافة كالبلاستيك وزيوت الطبخ وإطارات السيارات والإلكترونيات، ومحطات إنتاج الوقود المستدام من المخلفات.

وأضاف أن استراتيجية «تدوير» المحدثة تسعى إلى التوسع في مراحل بناء القدرات لتكون بداية على مستوى الإمارة، ومن ثم في الدولة، ومن ثم في المنطقة، يليها الوصول إلى العالمية، إلى جانب التركيز في الهدف الأساسي المتمثل في تحقيق معدل تحويل 80% من النفايات، بعيداً عن المكبات بحلول عام 2030، ما يجسد التزامنا بالاستدامة، وتحقيق مبادئ الاقتصاد الدائري. 
وأكد الظاهري، أن الاقتصاد الدائري يعتبر جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية مجموعة «تدوير»، لا سيما، وأن الأبحاث تؤكد أن الاقتصاد الدائري يوفر فرصاً من خلال الحد من الهدر، وتحفيز الابتكار وخلق فرص العمل. كما أن التحول إلى الاقتصاد الدائري يؤدي إلى خلق زيادة صافية قدرها 6 ملايين وظيفة بحلول عام 2030.
وقال: «عملنا في المجموعة يتمثل على الركائز الأساسية التي تحفز قطاع الأعمال والصناعة وأفراد المجتمع على إعادة تقييم سبل معالجة النفايات وإعادة استخدامها وتطوير البنية التحتية، أو عبر بناء الشراكات أو التعليم ونشر الوعي، بما يحدث تغييراً جذرياً في مفهوم النفايات عند الأفراد».

بناء شراكات  
وأشار الظاهري في إطار بناء الشراكات محلياً وعالمياً، إلى أن مجموعة «تدوير» نجحت في إبرام العديد من الشراكات، حيث قامت المجموعة بتوسيع محفظتها وضمت شركاء عالميين لدعم أهدافها.
فعلى سبيل المثال، وقعت المجموعة شراكات كبرى مع مختلف الحكومات: كتوقيعها مع حكومتي أوزبكستان والأردن، وذلك بهدف مواصلة استكشاف اعتماد وتوظيف الحلول الرقمية في ممارسات معالجة وإدارة النفايات ودورها في تعزيز المبادئ الثلاثة (التقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير).

كما تم عقد شراكات مع أبرز الجهات المحلية في القطاعين العام والخاص مثل الدار، ومدينة مصدر، وشركة مياه وكهرباء الإمارات.
وأكد الظاهري، أن التخلص من النفايات بشكلٍ مستدام يتطلب العمل بشكل جماعي، والاستفادة من التقنيات المتقدمة التي يمكننا تسخيرها لتحويل النفايات إلى موارد يمكن الاستفادة منها.

الاستراتيجية المحدثة
وفي إطار الاستراتيجية المحدثة لـ«تدوير» يتم التركيز على توحيد جهود المجتمعات وإشراك ومشاركة المجتمع، حيث لديها فريق مخصص لجمع استفسارات الأفراد وتشجيعهم على التعامل السليم مع النفايات، وتوعيتهم بأهمية الدور الحيوي الذي يلعبه الأفراد في بناء مستقبل أكثر اخضراراً واستدامة. كما يسهم فريقنا الذي يضم نخبة من الخبراء في تمكيننا من نشر رسالتنا المتمثلة في الاستفادة من النفايات باعتبارها مورداً ذا قيمة.

مشاريع
أكد الظاهري، أهمية مشروع محطة تحويل النفايات إلى طاقة في تحقيق مستهدفات أجندة الطاقة التي حددتها الدولة، مبيناً أنها تعد بمثابة منصة لتحويل النفايات اليومية إلى مصادر مستدامة.
ومتوقع ترسية أعمال البناء لمحطة تحويل النفايات إلى طاقة مع نهاية العام الجاري، وأن يبدأ التشغيل للمحطة في 2027، بما يساهم في تحقيق الهدف المرجو من تحويل 80% من النفايات بعيداً عن المكبات بحلول عام 2030، وإنتاج طاقة نظيفة، ما يساهم في تعزيز تنوع إنتاج الطاقة في الإمارة.

أخبار ذات صلة

رئيس الدولة: الرياضات التراثية تحظى بأهمية تاريخية واجتماعية لدى شعب الإمارات

رئيس الدولة: الاستثمار في الشباب المؤهل أولوية رئيسية

وذكر الظاهري، أن «تدوير» تمكنت من تحقيق خطوات كبيرة من خلال تطبيق نظام الطاقة الشمسية لتشغيل أعمال كسارة الهدم والبناء الموجودة في منطقة الظفرة، حيث أعلنت المجموعة، بالتعاون مع شركائها، أول كسارة لإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء في المنطقة التي تعتمد عملياتها التشغيلية على الطاقة الشمسية بنسبة تتراوح بين 80% -90%، ما يعكس التزام المجموعة باستخدام الطاقة النظيفة والمستدامة.
ويلعب هذا الإنجاز الرئيسي دوراً محورياً في إنقاذ البيئة من الانبعاثات الضارة من خلال تقليل البصمة الكربونية، حيث ساهم المشروع في تعزيز كفاءة نظام الطاقة الشمسية المستخدم في المحطة إلى خفض البصمة الكربونية بمقدار 6.164 طن ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل زراعة 102.733 شجرة، بحسب الدراسات. كما سيحافظ على 2.3 مليون لتر من وقود الديزل على أساس سنوي.
وفيما يخص مشروع مصنع فرز ومعالجة النفايات البلدية الصلبة، أفاد الظاهري بأنه من المتوقع أن يشهد الربع الثاني من العام الجاري اختيار الشريك الفني والمشغل للمحطة، وطرح عقود البناء للمحطة التي ستباشر عملها خلال 2027، بما يساهم في تحقيق القيمة المضافة من النفايات وأفضل استفادة من المواد ذات القيمة من المخلفات. 

صفر نفايات  
وبشأن مستجدات مبادرة صفر نفايات العالمية التي تم إطلاقها خلال مؤتمر الأطراف (كوب 28)، أوضح الظاهري أن هذه المبادرة تأتي أهميتها لتوحيد جهود دول العالم وتعزيزها في مجال إزالة الكربون الناتج عن قطاع النفايات، سيما وأن الدراسات تشير إلى أن 5% من إجمالي الانبعاثات على مستوى العالم هي نتيجة للنفايات.

الذكاء الاصطناعي 
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة «تدوير»، أن الاهتمام بالتكنولوجيا والتحول الرقمي يلعب دوراً كبيراً في قطاع النفايات كما في القطاعات الأخرى، والمجموعة تحاول الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتوفير حلول تدعم جهودها في التقدم برفع الكفاءة التشغيلية وتوفير التكاليف، وتقليل الانبعاثات من أي هدر محتمل أثناء عمليات التشغيل المختلفة.
وأشار إلى أن «تدوير» تستخدم المركبات الكهربائية ذات الفوهات الخلفية لتجميع النفايات (RCV)، وهي وسيلة مبتكرة وصديقة للبيئة تعكس التزامنا في اعتماد وتوظيف الممارسات المستدامة لإدارة النفايات، وتتماشى مع التوجه العالمي لاعتماد الحلول الخضراء. 
وقال: «استطعنا من خلال مشاركتنا في كوب 28 أن نوطد التزامنا ودورنا الفاعل في خفض الانبعاثات وتشجيع اعتماد الممارسات الصديقة للبيئة».