الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كيرستي كاليوليد الرئيسة السابقة لإستونيا لـ«الاتحاد»: متفائلون بـ«كوب 28».. ونتطلع لشراكات مع الإمارات

كيرستي كاليوليد الرئيسة السابقة لإستونيا لـ«الاتحاد»: متفائلون بـ«كوب 28».. ونتطلع لشراكات مع الإمارات
12 ديسمبر 2023 02:36

مصطفى عبد العظيم (دبي)

أكدت كيرستي كاليوليد، الرئيسة السابقة لإستونيا، تفاؤلها بمخرجات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» التي تختم أعمالها اليوم برئاسة دولة الإمارات، مشيرة إلى توقيع بلادها عدد كبير من المبادرات المهمة خلال المؤتمر.
ورداً على سؤال حول بناء شراكات مستقبلية مع الإمارات، قالت الرئيسية السابقة لإستونيا: لدينا بالفعل تقنيات رائعة، ونأمل أن نبني شراكات مع دولة الإمارات، لاسيما في مجال التكنولوجيا.
وقالت: إن ما يتم التوصل إليه في مؤتمرات المناخ، ما هو إلا تمهيد الطريق أمام الجميع لتحمل مسؤولياته تجاه حماية الكوكب، فالأمر لا يتعلق فقط بالحكومات، أو بالهيئات المتعددة الأطراف، أو الأمم المتحدة فقط، بل علينا نحن جميعاً كأفراد في مجتمعاتنا أيضاً. 
وأضافت كاليوليد التي تمثل أيضاً الوفد الإستوني في COP28 في حوار مع «الاتحاد» على هامش «كوب28» إنها لمست الأثر الواقعي للتغيير خلال مؤتمر الأطراف، مشيرة إلى أن المستقبل سيعتمد على الشراكة بين القطاعات المختلفة، والتعاون بين القطاعين الخاص والعام لتحقيق الاستدامة.
وأعربت الرئيسية السابقة لإستونيا، عن تطلع بلادها لبناء شراكات مع دولة الإمارات في العديد من المجالات ولاسيما في مجال التقنيات، حيث تمتلك إستونيا خبرات رقمية ريادية في مواجهة التحديات البيئية عبر استثمارها الذكي في التكنولوجيا، مشيرة إلى أنه لدى أوروبا قناعة كبيرة، بأنه من خلال العمل مع دول الخليج وجميع الدول الأخرى المسؤولة، يمكننا أن نجعل التكنولوجيات النظيفة رخيصة الثمن بالسرعة الكافية لإنقاذ الكوكب.
أهداف مناخية
وحول مشاركة إستونيا في Cop28، قالت كيرستي كاليوليد: ثمّة أمران مهمان أودّ تسليط الضوء عليهما فيما يتعلق بهذه النسخة من مؤتمر الأطراف، أولهما أن أوروبا وفيها الاتحاد الأوروبي الذي يشكّل أكبر منطقة اقتصادية ممتدة في العالم، حددت لنفسها أهدافاً مناخية، وتقع على عاتق الاتحاد الأوروبي مسؤولية نقلها إلى بقية العالم، ليمضي الجميع في خطوات متماسكة ومتناغمة نحو كوكب أفضل. وهذا لأن أوروبا لديها الطموح، فقد تمكنت من تفجير فقاعة التكنولوجيا الخضراء للسماح بتطور تقنيات مناخية جديدة ستصبح في المستقبل فعالة من حيث التكلفة. 
وأضافت أنه يمكن لبقية العالم، وخاصة الدول الناشئة والنامية، تكييفها على أساس التكلفة بالفعل، مؤكدة: «نتطلّع إلى انضمام دول الخليج إلينا في أوروبا، والعمل معنا في فقاعتنا الخضراء، جنباً إلى جنب مع عملنا مع الشركاء والحلفاء الآخرين في الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا وأستراليا، وكل من يعطي هذا الأمر أولوية في أجندته». 
وأوضحت رئيسة إستونيا السابقة: «نحن نفعل ذلك عبر حثّ البلدان على احترام فقاعتنا الخضراء، ونطبقها هذا العام عبر مبادرة ثاني أكسيد كربون بلا حدود، وذلك للتأكد من أننا نتعامل أيضاً بشكل مسؤول وعادل مع الواردات».
التكنولوجيا النظيفة
وقالت: «علاوةً على ذلك، نمتلك تجربة إيجابية في العالم الرقمي، وهي تتمثّل في القانون العام لحماية البيانات وقواعد حماية البيانات في أوروبا، والتي أصبحت معايير عالمية بحكم الأمر الواقع، ولدينا القناعة، في أوروبا، بأنه من خلال العمل مع دول الخليج وجميع الدول الأخرى المسؤولة، يمكننا أن نجعل التكنولوجيات النظيفة رخيصة الثمن بالسرعة الكافية لإنقاذ الكوكب.
مسؤولية الجميع 
ولفتت كيرستي كاليوليد إلى أن الأمر الثاني الذي يجب التركيز عليه هو الإنسان نفسه، فلا شيء يتغير إلا حين يبدأ الإنسان من نفسه، أي أن يعالج كل شخص نفاياته بمسؤولية، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالحكومات، أو بالهيئات المتعددة الأطراف وأن المسؤولية لا تقع على عاتق الأمم المتحدة فقط، بل علينا نحن كأفراد في مجتمعاتنا أيضاً.
مبادرات 
وحول توقعاتها لنتائج هذه النسخة من المؤتمر، قالت: «لقد وقعنا على عدد كبير من المبادرات، وشاركنا العديد من الدول في عدد من المبادرات، لكن التغيير الحقيقي لا يتوقّف على ذلك فقط، إن التغيير الحقيقي هو حين نقرن الأقوال بالأفعال، على سبيل المثال، حين تحول الشركات اعتمادها من العلب البلاستيكية إلى الزجاجات، حيث تمتلك عبوات زجاجية في نموذج معاد تدويره عالمياً.
وفيما يتعلق بالسياسات التي تتبعها إستونيا لحماية المناخ، قالت كيرستي كاليوليد: تستفيد إستونيا من خبراتها الرقمية الريادية في مواجهة التحديات البيئية عبر استثمارها الذكي في التكنولوجيا، وتشهد البلاد «مرحلة تحوّل مزدوجة»، حيث يتم دمج التقنيات الرقمية بمهارة مع المبادرات البيئية؛ مثل: تحويل رماد الصخر الزيتي إلى كربونات كالسيوم خالية من الانبعاثات، وإنتاج الإسفلت من بقايا الخشب، كما نلتزم بدعم الأشخاص الأكثر عرضة لتغير المناخ؛ حيث نقوم بتمويل حلول التكنولوجيا الخضراء في البلدان النامية، ونرصد كل عام 1.5 مليون يورو لتلك البلدان.
شراكات مع الإمارات
وفيما يتعلق ببناء شراكات مستقبلية مع دولة الإمارات، قالت الرئيسية السابقة لإستونيا: «لدينا بالفعل تقنيات رائعة، ونأمل أن نبني شراكات مع دولة الإمارات، لاسيما في مجال التكنولوجيا، فعلى سبيل المثال، لدينا شركة Zero Terrain الإستونية التي ابتكرت وسيلة فعالة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث تعمل على تقليل 450 كجم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل 1 ميجاوات ساعة يتم توليدها، ولدى الشركة 10 مشاريع رائدة تعمل حول العالم، ويمكن لهذه المشاريع أن تقدم فرصاً كبيرة لشراكات مع دول كبيرة».
الأثر الواقعي للتغيير
أعربت كيرستي كاليوليد عن تفاؤلها بمخرجات مؤتمر الأطراف COP28 قائلة: أنا متفائلة جداً؛ لأنني لمست أيضاً الأثر الواقعي لهذا التغيير، وقد تم بالفعل اختبار القوانين مع بعض الشركات الكبرى.
بالتأكيد، من المكلف اقتصادياً واجتماعياً تحقيق ما تطمح له الحكومات، وسيكون من الضروري أن نجد المساندة من القطاع الخاص، وربما يحدث ذلك في العقود المقبلة. نحن الآن في مرحلة يشهد فيها القطاع الخاص مرحلة توليد الأفكار الجديدة والمجدية، ونتطلع إلى ازدهارها، فالمستقبل سيعتمد على شراكة بين القطاعات المختلفة، والتعاون بين القطاع الخاص والعام لتحقيق الاستدامة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©