الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الغاف.. وجه «كوب 28» الأخضر

(تصوير: أشرف العمرة)
6 ديسمبر 2023 01:20

آمنة الكتبي (دبي) 

تزين شجرة الغاف مدينة إكسبو دبي، التي تستضيف «كوب 28»، وتغطي مساحات واسعة، شارحة بشموخها لزوار المنطقة الخضراء اهتمام الإمارات، قيادة وشعباً، بحماية البيئة والحفاظ عليها، وتشجيع ودعم الزراعة، والتوسع في نشر الرقعة الخضراء، منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اهتم بزراعة الأشجار عموماً، والغاف خصوصاً، وأصدر توجيهاته بمنع قطعها في جميع إمارات الدولة، كما أمر باستزراع غابات جديدة منها.
وترتبط الغاف التي توجد بكثرة في صحراء الإمارات بتراث وتاريخ المنطقة، لفوائدها في حياة الأجداد، بخلاف قيمتها الثقافية الكبيرة في الدولة لاقترانها بهوية الإمارات وتراثها، حيث استخدم الإماراتي قديماً أخشابها وأوراقها وظلها.
وتعد شجرة الغاف مكوناً أساسياً للنظام البيئي في البلاد، إذ تمتص ما يقرب من 35 كجم من ثاني أكسيد الكربون الضار يومياً، ثم تطلقه على شكل أوكسجين، وتسهم هذه الشجرة القوية، المقاومة للجفاف والمانحة للحياة، في الحفاظ على استمرارية الحياة في الظروف الصحراوية القاسية، ما يسمح للعديد من أنواع الحيوانات بالعيش والتكاثر مع ضمان استقرار التضاريس الصحراوية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وهناك 10 استخدامات لشجرة الغاف، حيث تحتوي حاضنات البذور وأوراق شجرة الغاف على مستويات عالية من البروتين والألياف والكالسيوم، ما يجعلها مصدراً غذائياً عالي القيمة للمواشي والحياة البرية، كما اعتاد القدماء على تناول أوراق وحاضنات بذور الغاف الرقيقة لقيمتها الغذائية العالية.
كما تعد أزهار شجرة الغاف مصدراً لطعام النحل في جميع أنحاء البلاد، إذ يتم إنتاج عسل أحمر اللون فريد من نوعه من هذه الأزهار، ولجأ بعض سكان المنطقة عند نقص الغذاء، إلى طحن لحاء الشجرة الحلو وتحويله إلى دقيق لصنع الكعك، ويستخدم خشب أشجار الغاف، الذي يشتهر بجودته العالية، كحطب وفحم، ومادة قوية ومستدامة لبناء المنازل والأعمدة، والأثاث، والحظائر، والقوارب. واستخدم البدو جلد اللحاء في الدباغة، واستخدمت أوراق الغاف، في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض مثل آلام الأسنان والإسهال الشديد، بينما استخدمت حاضنات البذور في الطب التقليدي لعلاج مرض إعتام عدسة العين، كما ساعد لحاء الشجرة في علاج الروماتيزم، ولدغات العقارب والثعابين. واستخدمت أشجار الغاف على نطاق واسع في علاج الاضطرابات الجلدية وتنقية الدم، 
وتعمل الأشجار كمصدات للرياح، وتسهم في تثبيت الكثبان الرملية، وتحسين خصوبة التربة، ونمو نباتات المحاصيل تحت ظلالها، ويعد وجود شجر الغاف مؤشراً على وجود مياه جوفية، وتبني العديد من الطيور أعشاشها على أشجار الغاف، بما في ذلك بومة النسر الصحراوي، والصقور طويلة الأرجل، بينما تعشش الطيور الأخرى في ثقوب على طول الجذع والأغصان، وتستخدم طيور أخرى الشجرة كمربض للوقوف.
وتمتاز شجرة الغاف بتحملها حرارة الصحراء وجفافها وقلة الأمطار، فهي شجرة قوية تمتد جذورها حتى 50 متراً تحت الأرض، وطولها يصل إلى 28 متراً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©