الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غابات الأمازون.. حارس طبيعي للمناخ

غابات الأمازون.. حارس طبيعي للمناخ
26 نوفمبر 2023 01:15

أحمد مراد (القاهرة)
تشكل غابات الأمازون الممتدة على مساحات شاسعة في أراضي 9 دول في قارة أميركا الجنوبية واحدة من أهم الغابات الموجودة على الكرة الأرضية، حيث يعتبرها العلماء «رئة الأرض» و«الحارس الطبيعي» لمناخ الكوكب، وتؤدي دوراً رئيساً في الحد من تداعيات التغير المناخي التي تطال غالبية دول العالم.
%6 من الكرة الأرضية
تغطي غابات الأمازون نحو 6% من سطح الكرة الأرضية، وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 5 ملايين كيلو متر مربع، وتمتد في أراضي 9 دول في قارة أميركا الجنوبية، وهي: البرازيل، وبيرو، وكولومبيا، وفنزويلا، والإكوادور، وبوليفيا، وغيانا، وسورينام، وغيانا الفرنسية. ويقع في البرازيل النصيب الأكبر من مساحة غابات الأمازون بنسبة تصل إلى 60%، وتضم بيرو 13%، وكولومبيا 10%، والنسبة الباقية توجد في الست دول الأخرى.
ويُقدر العلماء عمر غابات الأمازون بنحو 55 مليون سنة، وعاش البشر فيها منذ أكثر من 11200 سنة.
وتتمتع غابات الأمازون بمناخ مستقر، وتوصف بأنها من أكثر غابات العالم استقراراً في المناخ، ولا تزيد درجة الحرارة فيها على 27 درجة مئوية. 

%20 من الأكسجين
يعتبر الكثير من العلماء غابات الأمازون بمثابة «رئة الكرة الأرضية»، وتكفي الإشارة إلى أنها تنتج نحو 20% من الأكسجين الذي يتنفسه مليارات البشر حول العالم.
وتمثل غابات الأمازون نموذجاً عالمياً للتنوع البيئي والبيولوجي، حيث تضم نحو 400 مليار شجرة تنتمي إلى 16 ألف نوع مختلف، إضافة إلى 40 ألف نوع من النباتات المختلفة.
وبحسب تقديرات العلماء والباحثين، فإن مع كل كيلومتر واحد في غابات الأمازون يوجد أكثر من 90 ألف طن من النباتات الحية. كما تُعد غابات الأمازون موطناً لأكثر من 200 نوع من الطيور، و420 نوعاً من الثدييات، ويعيش فيها ما يقارب 2.5 مليون نوع من الحشرات المختلفة.
ويشكل القطع الجائر للأشجار تهديداً خطيراً يواجه غابات الأمازون، إذ إنه في خلال العقود  الأربعة الماضية تم قطع نحو 20% من أشجارها.
%50 من الغابات المطيرة
تشكل غابات الأمازون مصدراً رئيساً ومهماً للمياه النقية في العالم، حيث تضم 5 أنهار أشهرها نهر الأمازون الذي يُعد أكبر نهر في العالم من حيث الحجم، والثاني عالمياً من حيث الطول، ويحتوي على 17 رافداً.
كما يوجد نهر آخر يُعرف بـ «نهر ريو حمزة»، وهو يتدفق على عمق 2000 متر تحت نهر الأمازون، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفه «فاليا حمزة»، وهو أحد الباحثين في المرصد الوطني البرازيلي، وبحسب اعتقاد العلماء فإن هذا النهر يمتد بنفس طول نهر الأمازون البالغ حوالي 6 آلاف كيلومتر. ولكنهم يعتقدون أن عرضه يبلغ حوالي 200 مرة أضعاف عرض نهر الأمازون
وتتساقط الأمطار على غابات الأمازون طوال العام، وهو ما يجعلها واحدة من أهم الغابات المطيرة في العالم، وتكفي الإشارة إلى أنها تمثل أكثر من نصف الغابات المطيرة على كوكب الأرض.

%25 من المستحضرات الصيدلانية
تمثل غابات الأمازون مصدراً مهماً للمكونات التي تدخل في تصنيع العشرات من الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والطبية، فهناك أكثر من 120 دواءً تم تصنيعها من مصادر مشتقة من النباتات الموجودة في غابات الأمازون.
كما تشير إحدى الإحصائيات إلى أن ربع المستحضرات الصيدلانية الطبية المستخدمة اليوم تحتوي على مكونات أساسها من غابات الأمازون. علماً أن 70% من النباتات التي تم تحديدها على أنها نشطة ضد الخلايا السرطانية معظمها موجودة في غابات الأمازون.
تداعيات
تلعب غابات الأمازون دوراً مؤثراً وفاعلاً في حماية كوكب الأرض من تداعيات التغير المناخي، وهو ما يجعل الكثيرين من العلماء يعتبرونها «حارس طبيعي» لمناخ الأرض في ظل وجود العدد الهائل من الأشجار المنتشرة فيها، إضافة إلى كتل غازات الدفيئة التي تخزنها الكتلة البيولوجية لغابات الأمازون.
وتُعد غابات الأمازون من أكبر أحواض الكربون في العالم، حيث تخزن ما يزيد على 150 مليار طن متري من الكربون، وهو ما يكافئ مقدار انبعاثات الوقود الحفري عالمياً لمدة تزيد على 10 سنوات. علماً أن نحو نصف المخزون الكربوني في غابات الأمازون كامن في التربة، أما النصف الآخر فيكمن في أشجارها التي تحتوي على نحو 20% من إجمالي الكربون الذي يحتجزه الغطاء النباتي في مختلِف أرجاء كوكب الأرض.
كما تتصف غابات الأمازون بأنها «صانعة مناخها»، إذ تُولد بعض أمطارها، وتحتفظ ببرودة الجو في أرجائها، وتحافظ على ثبات درجات الحرارة واستقرارها في الإقليم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©