الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي تنثر بذور القرم بالطائرات المسيرة

أبوظبي تنثر بذور القرم بالطائرات المسيرة
27 يوليو 2023 01:40

هالة الخياط (أبوظبي)

تواصل هيئة البيئة في أبوظبي تنفيذها مشروع نثر بذور أشجار القرم باستخدام الطائرات المسيرة في المناطق التي لم تتم زراعتها لضمان نجاح المشروع في تحقيق أهدافه في المستقبل، بعد أن نجحت «الهيئة» العام الماضي بنثر مليون بذرة شجرة قرم في إطار جهود الدولة للتخفيف من آثار التغير المناخي.
ويعتبر استخدام الطائرات من دون طيار لزراعة أشجار القرم وسيلة لها مزايا عديدة؛ نظراً لانخفاض البصمة البيئية لهذه المنهجية، فهي تساهم في تقليل عدد الأفراد المشاركين بالزراعة، وإلغاء الحاجة إلى نقل الشتلات. كما أنها تعتبر وسيلة فعالة من حيث التكلفة؛ لأنها تقلل السعر الإجمالي لزراعة القرم، وتلغي الحاجة إلى إنشاء مشاتل القرم والتكلفة المرتبطة بها، فضلاً عن أهميتها في تسهيل الوصول إلى المناطق النائية والصعبة. كما يتضمن المشروع تنفيذ تجربة لدمج تعلم الآلة خلال مراحل المراقبة في المستقبل.
وتأتي زراعة أشجار القرم بهذه التقنية ضمن مبادرة القرم - أبوظبي، والتي تم الإعلان عنها في فبراير 2022، وتركز المبادرة على أهمية أشجار القرم في عزل الكربون، والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي، وتقوم «الهيئة» بتنفيذ المبادرة بالتعاون مع مجموعة من الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين.
وتدعم هذا المبادرة الهدف الذي أعلنت عنه وزارة التغير المناخي والبيئة خلال مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26) في غلاسكو عام 2021، الذي كشف النقاب عن خطة وطنية لزراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030. 
وتعد مبادرة زراعة أشجار القرم في أبوظبي إحدى أقدم المبادرات العالمية، حيث يعود تاريخها إلى عام 1970. وكان المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، طيب الله ثراه، أول من بدأ برنامج زراعة أشجار القرم، وجهوده أثمرت بزراعة 40 مليون شجرة قرم في الدولة خلال السنوات الـ 10 الماضية.
وأوضحت شيخة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والسياسات البيئية المتكاملة في هيئة البيئة في أبوظبي، أن الدارسات التي أجراها فريق «الهيئة» كشفت عن قدرة أشجار القرم في أبوظبي على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن للهكتار سنوياً، أي ما يعادل 8750 طناً على مستوى الإمارة، وما يعادل كذلك استهلاك الطاقة ل 1000 منزل سنوياً.
وأشارت إلى أنه كجزء من مبادرات «الهيئة» الاستشرافية لتوسيع نطاق برنامج إعادة تأهيل أشجار القرم، تم إطلاق مشروع مبتكر يستخدم تقنية الطائرات من دون طيار لزراعة أشجار القرم، وخلالها تمت زراعة مليون بذرة في أبوظبي باستخدام هذه التقنية الحديثة.
وأوضحت المزروعي أن زراعة مليون بذرة قرم باستخدام طائرات من دون طيار، تأتي ضمن جهود «الهيئة» لدعم مبادرة القرم أبوظبي، ولتكون أول مؤسسة تقوم بزراعة أشجار القرم على نطاق واسع باستخدام المبادئ البيئية التي تعززها تقنية الطائرات من دون طيار.
وسجّلت هيئة البيئة، خلال 2022، معدل نجاح ملحوظاً للزراعة باستخدام هذه التقنية، وبناءً على البيانات التي جمعتها، ستقوم «الهيئة» بإعادة نثر البذور في المناطق التي لم تتم زراعتها لضمان نجاح المشروع في تحقيق أهدافه في المستقبل. كما ساعدت برامج الزراعة على زيادة نطاق أشجار القرم، حيث وصلت الزيادة في مساحات أشجار القرم في أبوظبي إلى أكثر من 35%، وهي نتيجة برامج الزراعة وإعادة التأهيل، فضلاً عن قوانين الحماية واللوائح المنظمة التي تضمن استدامة النظم البيئية. 
وتأتي جهود «الهيئة» في زراعة أشجار القرم؛ نظراً للدور المهم لأشجار القرم كحل قائم على الطبيعة للتخفيف من آثار تغير المناخ، ودعم المبادرة الإماراتية الطموحة لزراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030، وكذلك المساهمة في جهود «تحالف القرم من أجل المناخ» بقيادة دولة الإمارات.
وضمن جهود «الهيئة»، تمت زراعة حوالي 15 مليون شجرة قرم في المناطق الساحلية لإمارة أبوظبي، بما في ذلك جزيرة الجبيل والمرفأ ومواقع مختلفة في منطقة الظفرة.
تمتلك أشجار القرم قوة خارقة لتخزين الكربون، حيث تمتص ما يصل إلى 10 أضعاف من الكربون مقارنةً بالغابات الاستوائية المطيرة.  وتلعب أشجار القرم دوراً أساسياً في النظام البيئي البحري، وتوفر موطناً مهماً يحتضن العديد من أنواع النباتات والحيوانات المائية والبرية، وتشكل حضانة مهمة لمخزون الإمارة من الأسماك وحاجزاً طبيعياً لحماية المناطق الساحلية من الظواهر المناخية القاسية، بالإضافة إلى قيمتها الجمالية التي تدعم السياحة البيئية حيث تقدر قيمتها سنوياً بمئات الملايين من الدراهم، وفقاً لدراسات وأبحاث الكربون الأزرق والخدمات البيئية التي نفذتها «الهيئة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©