الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات وتركيا.. تعاون في مواجهة التغيرات المناخية

الإمارات وتركيا.. تعاون في مواجهة التغيرات المناخية
20 يوليو 2023 02:09

شعبان بلال (القاهرة)

تبذل دولة الإمارات جهوداً مكثفة على الصُعُد كافة من أجل مواجهة فاعلة لآثار وتحديات تغير المناخ، خصوصاً بعد أن أصبحت التداعيات تمثل خطراً على الكوكب، وفي إطار استضافة الدولة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في نوفمبر المقبل، تقوم بتوسيع شراكاتها الاستراتيجية مع الدول والمنظمات الدولية المعنية كافة. 
ويوضح خبراء أن الشراكة بين الإمارات وتركيا تدعم فرص التنمية ومواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها، إذ أن تركيا تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بتغير المناخ مثل معظم دول العالم. 
ويرى الخبير الدولي في المناخ، أستاذ الموارد المائية الدكتور محمد داوود، أن تركيا واحدة من ثلاث دول في منطقة البحر المتوسط وغرب آسيا الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية مع نهاية القرن الحادي والعشرين، بحسب تقرير البنك الدولي الصادر في العام 2022، بسبب العوامل والظروف الطبيعة والديموغرافية مثل الزيادة السكانية وتعرض بعض مناطقها للسيول وحرائق الغابات والجفاف، إضافة إلى النسبة المرتفعة لمساهمة القطاع الزراعي في الاقتصاد القومي التركي.  
وأشار داوود إلى أن من بين العوامل الأخرى التي تزيد من تأثيرات تغير المناخ في تركيا، اعتماد وسائل المواصلات بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وعلى توليد الطاقة على الفحم، والإسراف في استخدام الطاقة في مشاريع البناء والتعمير.

طموحات مشتركة 
وذكر الخبير الدولي أن التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين من شأنه تعزيز نهج الدولتين تجاه قضية التغيرات المناخية، وستشارك تركيا في الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) العام الحالي والتي تستضيفها دولة الإمارات في إكسبو دبي، والطموح كبير من البلدين، لدعم مسيرة العمل المناخي العالمي، ومواجهة التحديات والقضايا المرتبطة بملفات الانبعاثات الكربونية والتنمية المستدامة. 
وذكر داوود أن من أهم الطموحات الوصول إلى صفر انبعاثات، ومكافحة تأثير المخلفات على البيئة، والعمل على إعادة تدويرها والاستفادة منها، بجانب برامج الاستثمار في الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والاقتصاد الأخضر والاستدامة، وغيرها الكثير من المجالات المؤثرة في الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية. 
ولفت داوود إلى حرص الدولتين على تعزيز التعاون المشترك ضمن إطار العمل مع المنظمات الدولية والمتعدد الأطراف، بما يسهم في دعم الجهود الإماراتية التركية في ملف مكافحة آثار تغير المناخ، والتواصل والتنسيق وتبادل الخبرات الثنائية، ومواصلة تشجيع الاستثمار لتلافي تداعيات التغيرات المناخية. 
وأضاف الخبير الدولي أن الإمارات تشهد مرحلة جديدة ومتطورة من العمل على تحقيق أعلى معدلات عالمية في الحفاظ على البيئة، وتقليل الاعتماد على المواد التي تؤثر عليها مثل البلاستيك واستبداله بمواد قابلة للتحلل، للحد من التلوث، وحفظ التوازن للحياة البرية والطبيعية.
وأشاد داوود في هذا الصدد بالمبادرة استراتيجية التي أطلقتها الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050، ومبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، بمشاركة أكثر من 35 دولة بهدف البحث والتطوير في مجال الزراعة بالنظم المتقدمة والري الحديث، لتعزيز كفاءة استخدام المياه، وزيادة الإنتاج الزراعي، وتحقيق أمن المياه والغذاء. 
وتعمل دولة الإمارات خلال رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 على الاستجابة للحصيلة العالمية للتقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس بطريقة عملية وفعالة.

العمل الجماعي
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي التركي، عضو جمعية رجال الأعمال الأتراك، الدكتور يوسف أوغلو إن التعاون والشراكة بين الإمارات وتركيا تعزز العمل الجماعي العالمي على مواجهة تغير المناخ، وتركيا ترحب بالشراكات الاستراتيجية مع الإمارات، والاستفادة من خبراتها المتقدمة. 
وأوضح أوغلو لـ «الاتحاد» أن استضافة دولة الإمارات قمة المناخ COP28 تعزز من روابط التعاون الثنائي والإقليمي والاستراتيجي بين تركيا والإمارات لمواجهة التحديات المناخية، والاتجاه بشكل كبير إلى استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، والوصول إلى هدف صفر انبعاثات كربونية، خاصة أن دولة الإمارات حققت طفرات في تحقيق الاستدامة والتكيف مع تغير المناخ خلال الفترة الماضية.  ولفت إلى أن الإمارات وجهت دعوة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحضور قمة المناخ نهاية العام الجاري، والتي من المتوقع أن تتخذ خطوات عملية بعيداً عن الأقوال أو الوعود، تساهم بشكل كبير في التوصل لحلول، وتنفيذ الالتزامات الدولية لمواجهة تغير المناخ.

خبرات الإمارات 
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي التركي جيواد غوك أن قضية المناخ تمثل أولوية بالنسبة للدولتين، وأن الإمارات لديها تجارب وخبرات متميزة في مواجهة تداعيات تغير المناخ، ونفذت مشروعات معتبرة لتحقيق الاستدامة واستخدام الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، وهو ما يمكن أن تستفيد منه تركيا عبر الشراكة الثنائية. وقال غوك لـ «الاتحاد» إن تركيا من خلال موقعها تواجه تحديات وتداعيات التغير المناخي، خاصة انخفاض وارتفاع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة، والزيادة السكانية، وتدوير النفايات وخفض نسبة الوقود الأحفوري والتحول الأخضر، وذلك يتطلب تعاوناً دولياً. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©