الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات: نشاط دبلوماسي عربي لإطلاق حقبة جديدة من الازدهار

خليفة المرر خلال ترؤسه جلسة مجلس الأمن (من المصدر)
9 يونيو 2023 02:06

نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات، أمس، أن المنطقة العربية شهدت نشاطاً دبلوماسياً وسياسياً ملحوظاً، بهدف التغلب على الصراعات والانقسامات السابقة وإطلاق حِقبة جديدة من الاستقرار والازدهار، مشيرة إلى توجه الدول العربية نحوَ تحقيق التقارب والتكامل العربي ومَد جسور التعاون مع الشركاء في الشرق والغرب. 
وقالت، في بيان أمام مجلس الأمن بشأن التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إن الدول العربية، تَتَخِذُ خُطُوات شجاعة لتحسين العلاقات مع الدول الإقليمية المجاورة، بالإضافة إلى قيادة جهود وساطة مهمة في الصراعات المستمرة في فلسطين، واليمن، والسودان، وليبيا. وقبيل الحدث الرئيسي الذي نظمته رئاسة دولة الإمارات لمجلس الأمن أمس، التقى معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، مع معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إذ ناقش الطرفان تطورات القضايا على المستوى الإقليمي.
وأكدا أن التعامل مع المنظمات الإقليمية يمكن أن يساعد في معالجة التحديات والاهتمامات في المنطقة بشكل أفضل، فهي تدعم تنفيذ تفويض مجلس الأمن المتعلق بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وسلطت الإمارات في البيان الذي أدلى به معالي خليفة شاهين المرر أمام مجلس الأمن، الضوء على أبرز الجوانب التي تتطلب تكثيفَ العمل بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية خلال المرحلة المقبلة. 
وثمن معالي خليفة شاهين المرر، في البيان، الجهود التي قادَتْها المملكة العربية السعودية، إلى جانب الولايات المتحدة، في تيسير المحادثات بين الأطراف السودانية، لافتاً إلى أن عودة سوريا لشَغل مقعدها في جامعة الدول العربية تشكل فرصةً لتعزيز الدور العربي في حل الأزمة السورية، كما يُكمّل المسار الأممي في هذا الجانب.
وقال معاليه: «في ظِل هذه التطورات، يَحدونا الأمل بأن تستمر الأمم المتحدة، وعلى رأسِها هذا المجلس، في دعم وتشجيع هذه المبادرات والمساعي العربية لبلورَة نظام إقليمي متين ومتوازن، يحقق الاستقرار، ويضع أساساً صلباً لتحقيق نهضة شاملة في المنطقة، فالتحولات الإيجابية المتسارعة تفتح الباب أمام إحداث تحول نوعي في العديد من الصراعات من خلال حلول عملية وواقعية». وأضاف: «ندعو إلى توطيد العلاقات المؤسسية بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك عبرَ تطوير عمل مكتب الاتصال، الذي يضطلِعُ بدورٍ مهم في هذا المجال»، مشيداً كذلك بالتعاون القائم بين الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة في ملفي السودان وليبيا، فيما شجّع على استمرار هذا التعاون وتوسيع نطاقِهِ ليشمل القضايا الإقليمية الأخرى.
خطة جديدة
وأكد على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين المنظمتين في مجال مكافحة الإرهاب، مرحباً بالخِطة الجديدة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة هذه الآفة، والتي تتماشى مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وقال: «نرحب بتبادل الزيارات والمعلومات بين الأجهزة المختصة في المنظمتين، وندعو لمواصلة هذه الجهود». وفي إطار ولاية مجلس الأمن في منع وقوع النزاعات، ذكر معالي خليفة المرر أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيزَ قيم التسامح والأخوة الإنسانية، والتصدي لعوامل النزاع المتمثلة في خطاب الكراهية، والعنصرية، والتعصب، والتطرف. 
وأضاف: «سنتطرق إلى هذه المسألة بشكلٍ مفصل أكثر الأسبوع المقبل، حيث سيَعقِد المجلس وللمرة الأولى جلسةَ إحاطة رفيعة المستوى حول الأخوة الإنسانية، لإبراز الدور الذي يمكن أن تلعبَهُ هذه القيم في تحقيق السلام العالمي».
وشدد على أنه من الضروري أيضاً الاستمرار في دعم جهود تمكين وحماية النساء والفتيات في مختلف المجالات في أرجاء المنطقة العربية، لدورِهِنَّ الفعال في نهضتِها، موضحاً أن دولة الإمارات دعمت مبادراتٍ عديدة لتحقيق هذا الهدف على المستويين الإقليمي والدولي، ومنها استضافة الإطلاق الرسمي للإعلان العربي لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة في ديسمبر الماضي. 
وقال: «نواصل جهودَنا على المستوى الوطني لتمكين المرأة التي باتت تحتل مكانةً متميزة في كافة المجالات»، مضيفاً: نظراً إلى أن الأفراد الذين تقل أعمارهم عن خمسة وعشرين عاماً يمثلون نصف سكان المنطقة العربية، دَعَمَت دولة الإمارات إنشاء مركز الشباب العربي بهدف تطوير قُدُراتِهم ودعم الابتكار والإبداع وتأهيل جيلٍ جديدٍ من القيادات العربية الشابة. وتابع: نُرحب، في هذا الإطار، بتطوير استراتيجية عربية إقليمية حول الشباب والسلام والأمن.
زيادة الكفاءة
وفي ظل توالي الأزمات الإنسانية الطارئة، نوّه معاليه إلى الحاجة المُلِحة إلى توسيع دائرة التعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي، لزيادة الكفاءة والفعالية في تقديم المساعدات، والتغلب على الصعوبات التي تنشأ عن الاستجابة الإنسانية غير المنسقة، وضمان الاستفادة من التجارب الماضية، مثل الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا.
وأفاد معالي الوزير بأن وجهات النظر العربية مهمة ليس فقط في سياق معالجة الأزمات العربية، وإنما أيضاً في مواجهة التحديات العالمية المشتركة ومنها التأثيرات السلبية لتغير المناخ، والتي أصبحت تحدياً مصيرياً يواجه عالمَنا اليوم، بما في ذلك منطقتنا التي تعاني بشدة من الجفاف، مشيراً إلى أن هذا الواقع عزز التزامَ الدول العربية بالمشاركة الفعالة في الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ. 
ومع استعداد الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، قال معالي خليفة المرر: «نتطلع إلى التعاون مع جميع شركائِنا لتحقيق تقدمٍ ملموس في العمل المناخي الطموح، ضِمن منهجية شاملة، مع التركيز على الحلول العملية والبناء على الزخم الذي حققتهُ الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في جمهورية مصر العربية».
ووجه معاليه الشكر إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على إحاطتِه ودورِه المتميز في تعزيز التعاون بين الجامعة والمنظمات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة. كما وجه الشكر لكل من روزميري دِيكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثة رئيس مؤتمر الأطراف (COP27) للشباب الدكتورة أمنية العُمراني، على إحاطتِيهما.
وفي ختام البيان، قال: نؤكد أن دولة الإمارات ستواصل القيام بدورها بفعّالية سواء خلالَ عضويتِها في المجلس أو ما بعد ذلك، لدعم عمل المجلس في التوصل إلى قراراتٍ قادرة على المساهمة في حل هذه القضايا، ونرى أن النتائج الإيجابية التي حققتها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في السنوات الأخيرة هي مثالٌ حي على التقدم الذي يمكن تحقيقُهُ من خلال التعاون المشترك، ولكن علينا مضاعفة جهودنا لتحقيق السلام والاستقرار ودعم التنمية والازدهار الاقتصادي في المنطقة العربية وخارجها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©