الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رمضان.. شهر تتنزل فيه البركات

رمضان.. شهر تتنزل فيه البركات
2 ابريل 2023 02:48

يبارك الله سبحانه تعالى في شهر رمضان في أرزاق الناس كما في حديث سلمان الفارسي، رضي الله عنه: «شهر يزداد فيه رزق المؤمن»، وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة»، وقال الله عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).
والبركة: «هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، والمبارك هو ما فيه ذلك الخير».
ورمضان هو شهر البركة لثبوت البركة فيه كثبوت الماء في البركة، ففيه أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، وبارك في تلك الليلة فجعلها ليلة القدر، فقال جلا جلاله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، 
فجعل الله تعالى بركة تلك الليلة أفضل من ألف شهر، وهو شهر يبارك الله تبارك وتعالى به في ثواب الأعمال، ففي الحديث: «من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه».
وهذه الزيادة نوع من البركة التي يتحسسها المسلم، ويتلمسها في طعامه وشرابه ونفسه وماله، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أكلة السحر أكلة مباركة، كما أن وقت السحر وقت مبارك، ففي الحديث القدسي: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل الله عز وجل في كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر»، (متفق عليه)، وعلى المسلم أن يغتنم شهر رمضان لأنه شهر مبارك، خاصة وقت السحر، وهو من الأوقات المباركة التي ينبغي استغلالها بالطاعات.

رمضان والتآلف الأسري
إلى ذلك، فقد فطر الله تعالى البشر على التآلف الأسري، وجعل في البيوت المودة والرحمة والألفة، قال جل في علاه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
وتتجلى مظاهره في شهر رمضان بالتقارب والانسجام بين أفراد الأسرة على أساس من المودة والمحبة والاحترام، والاهتمام والتعاون فيما بينهم على أمور الدنيا والآخرة، وقيام كل فرد من أفراد الأسرة بمسؤولياته تجاه الآخر، فالزوج يحسن إلى زوجته، عملاً بقوله تعالى: (... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف ِ...)، «سورة النساء: الآية 19»، ويبذل خيره لأهل بيته اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم  فقد كان ألين الناس وألطفهم في بيته، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»، والزوجة تتودد إلى زوجها، وتتشارك مع زوجها في تربية الأبناء، ويتناصح الأخوة فيما بينهم على أساس من المحبة والإيثار والتعاون على البر والتقوى.
كما تتجلى صورة هذا التآلف في شهر رمضان، حيث تجتمع الأسرة على مائدة الإفطار، في جو من المحبة والحنان، يشكرون الله تعالى على ما أنعم عليهم من نعمة الصيام والطعام، ويرددون عند الإفطار الدعاء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله إِذَا أَفْطَرَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
ويستثمر الوالدان هذا التآلف الأسري أيام شهر رمضان في تفقد أحوال أولادهم، ومشاركتهم في تلاوة القرآن الكريم، وتذكيرهم بأحداث السيرة النبوية، وسرد قصص الصالحين وكيفية الاستفادة منها، وتدريبهم على اكتساب الأخلاق الحسنة وترسيخ قيم التقوى والتسامح والتعاون ومساعدة المحتاجين، وأن شهر رمضان شهر الصبر وثوابه الجنة، وشهر البرّ الجود، عملاً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم  فقد «كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ».
وأنّ التآلف الأسري هو المودة والألفة بين أفراد العائلة، ويتعزز في شهر رمضان حيث يستثمر الوالدان الأجواء الإيمانية والعادات الرمضانية في التقرب من أبنائهم ومشاركتهم همومهم وآمالهم، ليكون شهر رمضان منصة انطلاق نحو تحقيق السعادة الأسرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©