عدد اليوم
لمياء الهرمودي (الشارقة)
تربع مسجد الشارقة الكبير على عرش المساجد في الإمارة ليتفرد بتصميم معماري متقن، وليكون نموذجاً وعلامة فارقة للفن الإسلامي الحديث من حيث ما تعكسه عمارته البديعة من فنون النحت والأعمال الخشبية، واستخدام الرسم بالخط العربي في تكوين لوحات تشكيلية إبداعية، إضافة إلى التصميم الإبداعي الأساسي للمسجد والذي يحتوي على 81 قبة ما بين متوسطة وكبيرة، ومنارتان بارتفاع 75 متراً، فيما بلغ ارتفاع القبة الرئيسة 45 متراً بقطر بلغ 27 متراً، ما جعله تحفة معمارية فريدة من نوعها وجعل منه ذلك مقصداً هاماً للسياحة الثقافية في الدولة. وافتتح المسجد في الجمعة الأولى من شهر رمضان عام 1440 والموافق 10 مايو 2019، إذ استغرق بناؤه خمس سنوات، وبلغت تكلفته الإجمالية نحو 300 مليون درهم، وتصل مساحته الكلية إلى 2 مليون قدم مربعة مع الحدائق الخارجية، كما يحتل المسجد موقعاً استراتيجياً حيوياً. ويتسع المسجد من الداخل والخارج لنحو 25.5 ألف مصل، موزعين على أكثر من مساحة، ففي داخل المسجد هناك مساحات لاستقبال نحو 5 آلاف مصل، منهم 610 للنساء، أما الرواق الأمامي والأروقة الجانبية، فترحب بأكثر من 6 آلاف مصل، في حين تتكفل الساحة المفتوحة باستقبال ما يقارب ال 13.5 ألف مصل. يشتمل المسجد على 6 بوابات ومداخل منها 4 مداخل عامة، منها مدخلان للنساء، وواحدة لكبار الشخصيات وواحدة للحافلات بالإضافة إلى وجود عدد 8 مصاعد كهربائية لخدمة المصلين والزوار، ويوجد في المسجد منطقتين مخصصتين للوضوء، بهما 352 ميضأة، إلى جانب اثنتين خارجيتين، كما تتوزع 6 مواقع لماء السبيل في منطقة المواقف الخارجية.
ويعتبر المسجد معلماً سياحياً وثقافياً يجذب الزوار إليه من مختلف الثقافات والأديان، لذلك تم توفير ساحات وممرات مخصصة لغير المسلمين، كما تم توفير متحف ومحل للهدايا وكافيتريا وساحات مفتوحة للزوار وممشى مطاطي خارجي حول سور المسجد، وحديقة إسلامية تحتوي على عدد من النوافير والشلالات. وذلك ليتسنى للزوار الإطلاع على فنون النحت والأعمال الخشبية، واللوحات التي تحمل رسومات الخطوط العربية. كما يضم المسجد قاعة لعرض المقتنيات لفريدة من نوعها بالإضافة للمصاحف من العصور الإسلامية المختلفة، وعدد من المسكوكات التي أصدرت خصيصاً بمناسبة افتتاح المسجد.
