الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في مجلس محمد بن زايد.. سيف بن زايد يشهد محاضرة «التكنولوجيا والاتجاهات الناشئة»

سيف بن زايد وزايد بن محمد بن زايد ونهيان بن مبارك وعبد الله المعلا ومروان المعلا يتابعون المحاضرة وفي الصورة عويضة المرر ومغير الخييلي ومحمد خليفة المبارك وكبار الحضور (تصوير حمد الكعبي وعبدالله النيادي)
30 مارس 2023 04:31

منى الحمودي (أبوظبي) 

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المحاضرة التي نظمها مجلس محمد بن زايد لعام 2023 في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، ضمن سلسلة محاضراته الرمضانية، تحت عنوان  «التكنولوجيا والاتجاهات الناشئة.. كيف نتبنى منظوراً مستقبلياً في التفكير؟».
قدم المحاضرة التي شهدها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ زايد بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إلى جانب عددٍ من الشيوخ والمسؤولين، إيمي ويب، خبيرة الدراسات المستقبلية، بروفيسور في كلية «ستيرن» للأعمال بجامعة نيويورك، مؤسس معهد «فيوتشر توداي».
وتناولت المحاضرة موضوع التخطيط للسيناريوهات المستقبلية، وذلك من خلال محاور عدة، منها استشراف المستقبل، من خلال المشاركة في تمرين «بناء العالم»، وكيف سيتطور العالم، ومدى اختلافه عن عالمنا اليوم؟ والاستخدامات المتعددة لأداة «بناء العالم» في مختلف المجالات، بدءاً من الأعمال الإبداعية والشركات، ووصولاً إلى مستقبل الدول، مثل دولة الإمارات، على سبيل المثال، كان لدى الآباء المؤسسين لدولة الإمارات تصور لمستقبل بلادهم منذ البداية.
كما تطرقت المحاضرة لرؤية القادة للمستقبل المنشود، من خلال النظر في الاتجاهات والمعطيات الراهنة، وإدراك القادة احتياجات الناس المستقبلية، وموقع القادة أنفسهم في المشهد العام، حيث يُتوقع من القادة أن يستخدموا أداة «بناء العالم» ليكوّنوا تصوراً حول الاتجاهات والأدلة والسيناريوهات المستقبلية، وأن على القادة أن يحققوا نوعاً من التوازن بين امتلاك رؤية واضحة والتحلي بالواقعية والاستجابة للعوامل والاتجاهات الناشئة، بحيث يستطيعون الوصول إلى المستقبل الذي يتطلعون إليه، كما يجب على القادة استشراف المستقبل ليعرفوا طبيعة الأجيال المقبلة، وكيف يمكن تلبية احتياجاتهم وتحقيق المستقبل المنشود لهم. 
واستعرضت المحاضرة أهمية ابتكار حلول تركز على احتياجات الإنسان في العصر المقبل، استناداً إلى منهج «بناء العالم».

مستقبل الإنسان
قالت إيمي ويب: «علينا أن نركز على مستقبل يدور حول الإنسان، وعند التفكير في المستقبل، علينا الإجابة عن الأسئلة حول من هم الأشخاص الذين سوف يعيشون في دولة الإمارات بالمستقبل، وأين نحن في هذا المستقبل، وأي نسخة سوف تعيش في هذا المستقبل، وماهو شكل هذا العالم الذي نتحدث عنه؟ حيث تساهم النقاشات والحوارات في دفع الإنسان للتفكير حول المستقبل، بعقلية مختلفة، حيث يكون الإنسان في قلب هذا المستقبل».

موقع «أمازون»
وذكرت قصة عن بناء العالم بدأت في الثمانينيات لرجل اعتقد أنه سيكون فيزيائياً نظرياً، وكان مهووساً بالفضاء، أراد الخروج واستكشاف الكون؛ لذلك التحق بجامعة برينستون، وسرعان ما قرر أنه لا يستطيع مواكبة الطلاب الآخرين. لذلك قام بتغيير دراسته الرئيسية لعلوم الحاسوب، وكان ولا يزال مهتماً بالفضاء، فجأة ظهر شيء جديد تماماً يسمى «الإنترنت»؛ لذلك بدأ في التفكير في كيف يمكن أن يبدو العالم مختلفاً، وكيف يمكن أن يتباعد، وكيف يمكنه تشكيل مستقبل الاتصالات، وكيف يمكن أن يشكل مستقبل التجارة، وكيف يمكن أن يشكل المستقبل من الفضاء؟ لذلك في عام 1994، بدأ بسؤال: ماذا لو تحدى الوضع الراهن، ماذا لو كان التسوق في المستقبل على هذا «الإنترنت»؟ فكرة جديدة تماماً لم تكن موجودة في ذلك الوقت. واحتاج حينها إلى اسم لهذا المتجر، واستقر على «أمازون»، تيمناً بنهر الأمازون الذي يثبت أنه استراتيجية جيدة، حيث، يتكون هذا النهر من 20% من المياه العذبة في العالم، وفيه ثلث جميع أنواع الحشرات والنباتات والحيوانات المعروفة، وهو ضروري حرفياً لدعم الحياة البشرية على هذا الكوكب. 
 وتابعت: «كانت هذه بداية موقع (أمازون دوت كوم)، الشركة التي لم تكن مجرد شركة ولن تكون أبداً مجرد متجر لبيع الكتب عبر (الإنترنت)؛ لأن جيف بيزوس صنع نسخته الخاصة من بناء العالم الاستراتيجي مسبقاً». وأشارت إلى أن موقع «أمازون» تحدث عن الذكاء الاصطناعي في عام 1995، حيث ذكروا أنهم قاموا ببناء أداة نموذجية لبناء دور فعال، حيث لا يكفي أن تقوم بالعصف الذهني، ويجب أن يكون لديك نوع من قواعد التقييم، لافتةً إلى تركيز «أمازون» على المستهلك، حيث تعمل الشركة بلا كلل على الأتمتة والكفاءات؛ لذا تُعد «أمازون» واحدة من أكثر الشركات قيمة وتأثيراً في العالم اليوم، ليس لأنها بدأت كعمل تدريبي، ولكن بسبب بناء العالم الفعال الذي خلق الرؤية وتمكين السيناريوهات المستقبلية التي تؤدي في النهاية إلى التخطيط الاستراتيجي والقرارات الذكية.
وأوضحت إيمي ويب أن نظرية «بناء العالم» تركز على التخطيط حول الأشياء التي تؤثر على المستقبل، والتي لا نعرفها في الوقت الحالي، والمعلومات التي يمكننا معرفتها في الوقت الحاضر ثم نختصر ذلك في الشكل الذي قد يبدو عليه المستقبل. وهي روايات تصف نتائج مختلفة حول الاتجاهات والسيناريوهات الكلية والسيناريوهات الاستراتيجية التي يجب أن تقود عملية صنع القرار.

إيمي ويب
خبيرة الدراسات المستقبلية ومؤسس معهد «فيوتشر توداي»
خبيرة رائدة عالمياً في «علم الدراسات المستقبلية الكمية» وفي مجال التكنولوجيا. رئيس تنفيذي مؤسس لمعهد «فيوتشر توداي»، المتخصص في مجال استشراف المستقبل ووضع الاستراتيجيات التي تساعد القادة والمؤسسات على الاستعداد للمستقبل.
تعمل أستاذة للاستشراف الاستراتيجي في كلية «ستيرن للأعمال» بجامعة نيويورك، وزميلة زائرة في كلية سعيد للأعمال بجامعة أكسفورد.
ألفت العديد من الكتب التي لاقت رواجاً، مثل كتابها الشهر «ذا جنيسيس ماشين».

أصحاب الرؤى
قالت إيمي ويب: «في دولة الإمارات، تعرفون بالفعل أهم أذكى أصحاب الرؤى وأفضل المخططين الاستراتيجيين الذين عاشوا في أي مكان على وجه الأرض؛ لأن هؤلاء هم الآباء المؤسسون لدولة الإمارات، حيث استخدم هؤلاء الأشخاص أداة بناء العالم، فقد تخيلوا عالماً في المستقبل ينبثق من العالم الحالي، ويختلف عما كان موجوداً في ذلك الوقت، وهو مجتمع موحد ومتناغم من أجل السلام، ويعتبر بؤرة للأعمال وللحكم، حيث توجد اللغات المختلفة، وهناك اندماج في المجتمع ورؤية طويلة المدى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولا يوجد أي نموذج في العالم الحديث باستثناء ما نراه في دولة الإمارات».
وأضافت: «يجب أن يؤدي البناء الفعال إلى رؤية تجبر الناس على رد فعل يؤدي إلى استجابة عاطفية، والهدف من القيام بذلك تحدي الوضع الراهن هو أن تستمر في النمو والازدهار».
وذكرت أنه خلال عملها مع المديرين التنفيذيين في أفضل شركات وحكومات العالم، لا سيما في السنوات القليلة الماضية، لا يريد القادة تحدي أفكارهم الحالية، وهو أمر خاطئ، خصوصاً أن العالم الخارجي يتغير بشكل جذري، وأسهل طريقة لمعرفة ذلك هي من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو تحدث عنه الكثير من الناس خلال الأشهر القليلة الماضية، وعلى وجه الخصوص شيء يسمى روبوت «Chat GPT»، الذي هو عبارة عن شبكة عصبية يمكنها تعلم وفهم السياقات في البيانات

كيفية عمل الأنظمة
ولفتت إلى أنه من المفيد فهم كيفية عمل الأنظمة؛ لأنها تؤثر على عمل القادة، حيث عليهم البدء بفكرة تُعرف باسم موجه، وهي في الحقيقة مجرد تعليمات، باعتبارها جملة تقدمها إلى نموذج ينتج عنه نتيجة بعد ذلك، مستعرضةً مثالاً من الرعاية الصحية باعتبار أن مستقبل الصحة، وعلم الجينوم هو محور تركيز كبير في الإمارات، وذلك عبر الاستفادة من البيانات الصحية دون المساس بقيود الخصوصية في السجل الصحي الإلكتروني، والوصول للبيانات في ثانية واحدة والحصول على رؤى وتحليل مدروس دون الكشف عن أي معلومات شخصية.
وأشارت إلى أن هذا المثال هو أحد الأمثلة حول مميزات الذكاء الاصطناعي للقادة لتجنب إنفاق الكثير من الأموال، حيث هناك أنماط كثيرة مشابهة لهذا المثال، أي الوصول لنتيجة أو دليل أولي في مدة لا تتجاوز الثانيتين ولم تكلف أي مبلغ، مشيرة إلى أن القادة بحاجة إلى أن تكون لديهم خبرة تقنية في مجال الذكاء الاصطناعي، باعتباره جزءاً كبيراً من العمل المستقبلي، وهو جزء من المستقبل الذي يجب أن نقوم به لبناء العالم، وذلك من خلال تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على رؤية المستقبل، والمساعدة في اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة لتحقيق النتائج التي نريدها.

الاتجاهات الناشئة
وأكدت إيمي ويب أهمية البدء بالتصنيف والتفكير بالاتجاهات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية، والتي يحدث بها تغيير بسرعة كبيرة. وذلك عبر اختيار الأمور التي يجب التصرف حيالها الآن، وما الذي يجب أن نتخذ قراراً بشأنه في مرحلة ما، ثم أخيراً، ما الذي سنرصده في المستقبل؟ وأنه وعلى القادة الاستمرار في إعطاء الأولوية لهذه الأنواع من القرارات، وعدم تجاهل العلوم الناشئة، وعمل السيناريوهات بالتفكير أو التخطيط لها بدمج التقنيات لرؤية الواقع واستكشاف المساحات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©