الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

3 مقيمين بالإمارات يمثلون بلادهم في «دبي للقرآن»

متسابق تونس أثناء الاختبار أمام لجنة التحكيم الدولية (تصوير: إحسان ناجي)
30 مارس 2023 04:31

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

تشهد الدورة السادسة والعشرون بمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، ظاهرتين تحدثان للمرة الأولى من حيث الكم، الأولى: أن ممثلي الصومال وأفغانستان والجابون (3 دول) هم من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد رشحتهم دولهم للمشاركة في الدورة الحالية لمسابقة دبي الدولية للقرآن بعد أن دخلوا في منافسات مع نظرائهم في دولهم، وتبين أنهم أفضل في الحفظ والأداء، فنالوا شرف تمثيل بلادهم في هذا المحفل الدولي. 
وهذه الظاهرة تؤكد ما تتمتع به دولة الإمارات من اهتمام بالنشء وحفظهم كتاب الله، وتعليمهم تعاليم الدين القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح وقبول الآخر، لتقدم للعالم نموذجاً متفرداً في رعاية جميع أفراد المجتمع، وتوفير كل مقومات النجاح لهم. 
وقد سبق أن رشحت عدد من الدول مقيميها الموجودين في دولة الإمارات، إلا أن ذلك كان مربوطاً بالدرجة الأولى بفترة الإغلاق التي عمت العالم خلال جائحة «كوفيد 19» عامي 2020 و2021. 
أما الظاهرة الثانية في هذه الدورة فهي استبعاد متسابق واحد فقط لعدم إتقانه حفظ كتاب الله كاملاً، وهو العدد الأقل في تاريخ الجائزة على مدار الستة والعشرين عاماً.   فعلى سبيل المثال كان أقل عدد من المرشحين قبل ذلك 3 مرشحين، كما كانت الحال في الدورة الثالثة، ووصل الأمر في إحدى الدورات إلى استبعاد أكثر من 10 متسابقين بسبب عدم اجتيازهم الاختبار المبدئي الذي تجريه لجنة مختصة تابعة للجائزة للتأكد من حفظ المرشح قبل خوضه الاختبارات أمام لجنة التحكيم الدولية. 
وأرجع المتابعون لفعاليات الدورة السادسة والعشرين من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، استبعاد متسابق واحد فقط، إلى اهتمام الدول بإرسال أفضل قرائها الشباب، ولعلمها أنه لن يشارك ممثلها، إلا إذا كان مؤهلاً للمشاركة في أكبر مسابقة دولية للقرآن الكريم بالعالم.

تميز الفلبيني 
وفي سياق متصل، يعتبر المتسابق، طه مانتيكايان دليودين (19 عاماً) من الفلبين أفضل المتسابقين في اليوم الخامس من الدورة الحالية، حيث لم يرتكب أي خطأ في الحفظ، ولم توجه له لجنة التحكيم الدولية أي تنبيه بهذا الخصوص، إلا أنه لم يكن بالقوة نفسها في تطبيق أحكام التجويد. 
ويدرس المتسابق الفلبيني في السنة الثالثة بكلية القرآن والسُنة، وبدأ الحفظ بسن 12 عاماً، وختمه في سنة واحدة، وقد توفي والده صغيراً إلا أن والدته شجّعته، وبدأ بدراسة العلوم العربية والنحو الخاص بالأطفال ثم معاني القرآن باللغة المحلية. 
 وبدأ الحفظ بصفحتين، وقد واجه صعوبات في رحلة الحفظ والتجويد، لكنه تغلب عليها. 

فعاليات المسابقة 
وقد تواصلت فعاليات مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم ليومها الخامس في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي بمشاركة 6 متسابقين، بحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، والدكتور سعيد عبدالله حارب، نائب رئيس اللجنة، وأعضاء اللجنة المنظمة، ورعاة اليوم الخامس. 
وقد تسابق في الحفظ أمام لجنة التحكيم كل من محمد أمير بن محمد من تونس ويقرأ برواية قالون، فيما شارك برواية حفص عن عاصم كل من محمدو دوكوري من مالي، طه مانتيكايان دليودين من الفلبين، ميكائيل تيمبي آبا من البرتغال، حنظلة محمد باتل من مالاوي، ومختار علي محمود من جيبوتي، وأكدوا أن المسابقة تحفز الشباب لحفظ كتاب الله الكريم وتعليمه عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». 
وقدم الدكتور سعيد عبدالله حارب، نائب رئيس اللجنة المنظمة، الدرع التذكارية للجائزة إلى رعاة اليوم الخامس وأعضاء السلك القنصلي الذين حضروا لمؤازرة متسابقي بلادهم في الفعاليات، كل من جيم جوزيف جيمينو، نائب قنصل الفلبين في دبي، كما قدم الدرع التذكارية للجائزة إلى المستشار محمد حسن عبدالرحيم، المحامي العام بالنيابة العامة بدبي، وقدم المستشار محمد حسن عبدالرحيم درعاً مقدمة من النيابة العامة إلى جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تسلمها الدكتور سعيد حارب الذي قدم أيضاً درع الجائزة التذكارية لمؤسسة دبي للإعلام، تسلمها عبدالله السركال مدير قناة نور دبي. 

نماذج قرآنية 
في لقاءات مع المتسابقين، قال المتسابق محمد أمير بن محمد التريكي (22 عاماً) من تونس: «أدرس في أميركا بالسنة الثانية لتخصص التسويق الرقمي وختمت القرآن في الثامنة، وقد حرص والدي، حفظه الله، على تحفيظي، وكان يحضر المشايخ إلى البيت لمساعدتي». 
وأضاف: «شاركت في مسابقات كثيرة، إلا أن مسابقة دبي تبقى حلم كلّ متسابق لتميزها بجوائزها، وتوافر الراحة والخدمات الكاملة والتعرف إلى متسابقين حافظين للقرآن من أنحاء العالم».
أما المتسابق محامادو دوكوري، 19 عاماً من مالي، فذكر أنه يدرس في الثانوية العامة، ويطمح للتسجيل في كلية القرآن، وبدأ حفظ القرآن في عمر 15 وأتمه خلال 5 سنوات، بمعدل صفحة ونصف صفحة إلى صفحتين يومياً، ولفت إلى أنه حريص على التسجيل في المسابقات القرآنية حتى يثبت الحفظ أكثر.
فيما قال المتسابق حنظلة محمد باتل (13 عاماً) من مالاوي، إن له 4 إخوة وأخوات يحفظون القرآن، وقد درس في مراكز تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية، وشارك في مسابقة زامبيا ومسابقات محلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©