الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسجد الفاروق .. قصة الجمال والجلال

مسجد الفاروق تحفة معمارية إماراتية (تصوير: أفضل شام)
29 مارس 2023 02:09

سامي عبد الرؤوف (دبي)

مسجدُ ومركز الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، هو صَرحٌ إيمانِيٌّ رُوحي في مدينة دُبَي، لينقل رسالة إنسانية إسلامية عنوانها الهداية والمحبة والسلام، وينشر قيم التسامح ويكون مركزاً للعلم. يتميّز هذا الصرح بجمالياته الروحية والمادية، فيجمع بين سموّ الرسالة وروعة الهندسة المعمارية على أرض السماحة والمحبة، حيث تعانق مآذنُه الأربع السماء، وتشعّ أرجاؤه وزواياه بأضواء الإيمان. تأسس المسجد عام 1986م، وشُيِّد المسجد على قطعة أرض تبلغ مساحتها 8620 متراً مربعاً، ومساحة بناء تبلغ 3850 متراً مربعاً، ويتوسطه 4 أعمدة ضخمة، مزخرفة بشكل جميلة للغاية، ويتسع لنحو 2000 مصل.
ومسجدُ ومركز الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ليس مكاناً للعبادة فحسب، بل هو نقطةُ جذْبٍ لكل طاقات الشباب مِن الجنسين، من خلال تنظيم المحاضرات والندوات.
ويعقد المسجد أيضاً جلسات تثقيفية وعملية، وقد هيأتْ إدارةُ المسجد مختلف الطاقات والإمكانات لتحقيق رسالة الإسلام في التسامح والمحبة التي لطالما عُرِفت بها المساجد عبر التاريخ، حيث تشكّل مقصداً لطلاب العِلم والراغبين في معرفة متعمقة عن الدين الإسلامي. يرحّب المسجد بالزوار، ويقصده الزائرون والسائحون من كل بقطاع العالم ممن يزرون مدينة دبي، لما يتميز به من فنون جمال العمارة والتصميم، فهو يجمع في جمالياته وفنونه وزخارفه بين 3 عصور، هي: الأندلسي والفاطمي والعثماني.  ويعد مسجد الفاروق خليطاً بين نموذجين شهيرين من العمارة الإسلامية، حيث يشبه المسجد الأزرق (مسجد السلطان أحمد) في تركيا من الخارج، فيما يشبه القصر الأحمر في غرناطة بإسبانيا، بالإضافة إلى بعض التصاميم من العصر الفاطمي. يَضمُّ مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قاعة الصلاة للرجال، ومُصَلّى النساء والمكتبة، المجلس، وقاعة التدريس، والإدارة. ولم يقتصر دَور مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- منذ إنشائه في عام 1986م، على إقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والعيدين فحسب، بل إنه يُقدِّم رسالة سامية، ليكون منارةً ثقافية وحضارية، ومركزاً إسلامياً للتحاورِ الإنساني، وإبرازِ دور المسلمين في الحضارة العالمية، وتأكيدِ عظمة الإسلام. وأصبح مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قِبلَة السائحين والأجانب، ومَعلماً سياحياً، ومركزاً إسلامياً وثقافياً، تتسابق أفواج السائحين على زيارته والتجولِ في ثناياه، وقد خُصص برنامجٌ يومي من الجولات الميدانية في أروقته، يقودها فريقٌ من المرشدين على أعلى مستويات التدريب والكفاءة. يقدم الشيخ فارس المصطفى إمام وخطيب مسجد الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خاطرة دعوية إرشادية لطلاب المدارس والزوار، يشرح لهم فيها سماحة الإسلام ومكارم الأخلاق ورفيع الأذواق والقواسم المشتركة مع أصحاب الشرائع السماوية.
ويقوم المرشدون بتسليط الضوء على جوانب الإبداع المعماري والهندسي للمسجد ومَرافقِه الأساسية، من مصلى للرجال ومصلى للنساء، ويَضُم مكتبةً فيها ما يزيد على ثلاثة آلاف عنوانٍ باللغتين العربية والإنجليزية في شتى العلوم الإسلامية، ويَضم قاعةً للمحاضرات وقاعةً للدراسة ومكتباً للإدارة.
ويَحرص المرشدون الثقافيون بمسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على إطْلاعِ السائحين والزوار خلال الجولة على بدايات تأسيس المسجد وتاريخه والأساليب المعمارية التي استُخدمت في بنائه، والزخارف الإسلامية المرسومة والمنقوشة على جدرانه، وتعريفهم بآداب دخول المسجد والمفاهيم العامة لدور المسجد في حياة المسلم. 
كما يتم تعريف السائحين، بتعاليم الإسلام السمحة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©