عدد اليوم
مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
يعد مسجد الشيخ محمد بن سالم القاسمي، الذي يقع في منطقة رأس الخيمة القديمة من أقدم وأكبر المساجد الأثرية التي مازالت تقام فيها صلاة الجمعة والصلوات الخمس؛ حيث يعتبر تحفة معمارية أثرية فريدة من نوعها تنعكس روعتها في معالم وتفاصيل المبنى وتضفي شعوراً روحانياً لمرتاديه.
وجرى تشييد المسجد في فترة حكم المغفور له الشيخ صقر بن راشد القاسمي الذي حكم في الفترة التاريخية 1777 إلى 1803 ميـلادي، كما مرت على المسجد مراحل عدة من هدم وبناء وترميم عبر سنوات طويلة ؛ وتبلغ مساحة المسجد 3480 متراً مربعاً ويسع نحو 1000 مصل وسمي المسجد التاريخي بعدة أسماء منها المسجد الكبير أومسجد الجمعة ويُطل المسجد التراثي القائم فوق تلة على ساحل الخليج العربي.
وتوضح السجلات التاريخية أن مسجداً كان موجوداً في نفس مكان المسجد الحالي، منذ القرن الـ 16 ميلادي إلا أنه لم يتم العثور على الهيكل بسبب خنادق الاختبارات المكسورة؛ أما فيما يتعلق بمسجد القرن الثامن عشر اللاحق فقد أظهرت التنقيبات أنه دمر أثناء الاحتلال البريطاني 1819 - 1820 وقد بني المسجد الحالي على أساساته .
وجرت الاستعانة في إعادة ترميمه بالعمارة الأصلية المستمدة من البيئة البحرية ويتميز المسجد بوجود 60 عموداً و31 نافذة مقوسة مزدانه بنقوش هندسية جميلة، بالإضافة إلى 3 أبواب كبيرة وقد بني المسجد من أحجار المرجان وصخور الشاطئ والتي تم جلبها من الجزر المجاورة كما زودت الطبقة الخارجية بطبقة خارجية من الجصّ التقليدي الذي تم تطبيقه على شكل طبقات والسقف من الجندل والدعون وسعف النخيل. وخضع المسجد لترميم آخر في عام 1993 بناء على توجيهات المغــفور له الشيخ صقـر بن محمد القاسمي، رحمــه الله، أما الترميم الأخير فكان بأمر من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة في عام 2013.
