الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الرعاية النفسية.. مفتاح الإبداع والتميز الوظيفي

الرعاية النفسية.. مفتاح الإبداع والتميز الوظيفي
26 مارس 2023 02:40

هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

تحرص دولة الإمارات على تعزيز الرعاية والصحة النفسية للموظفين، وذلك لتحقيق الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية، والتأكيد على قيم المواءمة بين الأهداف الوظيفية والطموحات الشخصية، وتعزيز الوعي المؤسسي بأهمية الصحة النفسية والمعنوية للموظفين، بوصفها مفتاحاً للإبداع والتميز الوظيفي. وفي هذا الإطار، تعمل دائرة الموارد البشرية في رأس الخيمة على تعزيز العمل الحكومي المشترك، ورفع جودة الحياة والرعاية النفسية للموظفين، عبر مبادرات تسهم في تحقيق السعادة والرفاه الوظيفي.

وقال الدكتور محمد عبداللطيف، مدير عام دائرة الموارد البشرية: «إن الدائرة وقعت مع مستشفى إبراهيم بن حمد عبيدالله، اتفاقية شراكة لتقديم خدمات الرعاية النفسية للموظفين، حيث تحرص الدائرة على دعم برنامج الصحة المتكامل، وتوفير خدمات الدعم النفسي، وتشكل الاتفاقية مساراً فريداً في منظومة السعادة الوظيفية التي تتبناها الدائرة، حيث تتوسع مجالاتها لتركز على رفاه الموظفين بشكل شامل بما ينعكس إيجاباً على أدائهم واندماجهم الوظيفي والحياة الاجتماعية».
وذكر أن أبرز أهداف الاتفاقية دعم الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، والهدف الاستراتيجي للدائرة في تعزيز برامج جودة الحياة الوظيفية عبر أنظمة صحة وسلامة مهنية بمواصفات عالمية، وتوفير بيئة عمل تراعي جوانب الصحة الجسدية والنفسية، وتقديم البرامج التوعوية على مستوى الجهات الحكومية في رأس الخيمة، وإجراء المسح الميداني لاستطلاع الرأي المتعلق بالصحة النفسية للموظفين بهدف رفع جودة حياة الموظف أثناء مسيرته المهنية.

برنامج متكامل
قال الدكتور يوسف الطير، مدير عام مستشفى إبراهيم بن حمد عبيدالله: «إن الاتفاقية تهدف إلى دعم برنامج الصحة المتكامل، منها خدمات الدعم النفسية للموظفين، لإسهاماتها في زيادة إنتاجية الموظف، ورفع كفاءة العمل ومستويات جودة الحياة في بيئة العمل وتحقيق الرفاه الوظيفي والتوازن في تأدية الواجبات الوظيفية والحياة الاجتماعية عبر تعزيز الجانب الصحي النفسي، والحد من التحديات».
وأشار إلى أن الصحة النفسية الجيدة تمكن الموظف من مواجهة ضغوط العمل والاستمرارية في العطاء، والمساهمة في إنتاجية المؤسسة والمجتمع، عبر التركيز في جانب تحقيق الرفاهية النفسية والعاطفية والاجتماعية في العمل، ويتطلب ذلك اهتماماً من المختصين في الموارد البشرية، بهدف التخلص من التحديات والانتكاسات، وتقديم مستوى عالٍ في المهام عبر الإدارة السليمة للتوتر والعقبات، لكي لا تؤثر على الإنتاجية، بعد أن يكون الموظف قد تلقى المعرفة المناسبة في مجال الصحة النفسية، لافتاً إلى أن الصحة النفسية تحقق المواءمة بين الأهداف الشخصية والمؤسسية الوظيفية، وتوفر الرعاية الصحية عبر الاستشارات والدعم، للحد من ضغوط العمل، والتقليل من مخاطرها.

وأكد الدكتور يوسف الطير أهمية أن تعتني المؤسسات بالصحة النفسية للموظف، ما يؤدي إلى فرص تحسين الإنتاجية بعد تخطي الأزمات النفسية، والتركيز على الاستراتيجيات التسعة المتمثلة في التأكد من أن مكان العمل آمن، خاصة الموظفين العاملين لفترات طويلة عبر إيجاد بيئة مناسبة والاهتمام بالمرافق، ومنها: الأثاث والألوان المناسبة والإضاءة والعبارات التحفيزية، وغيرها.
وأضاف: «كذلك تثقيف الموظفين في مجال الصحة النفسية، وتطوير القيادة والدعم الإداري، وتحسين المهارات لإدارة الصحة النفسية، ومعرفة ضغوط العمل التي قد تسهم في سوء الحالة النفسية للموظف في حال خروجها عن حدود المعقول عبر دراسة أسبابها، وتقسيم مهام العمل بالتساوي، وتقديم التشجيع».
ولفت إلى أهمية إيجاد مختصين في المجال النفسي لتنظيم المحاضرات والاستشارات، وكذلك التعرف على الأعباء الملقاة على الموظف بحيث لا تكون كثيرة أو منخفضة، وأيضاً تعزيز التواصل بين الموظف والمدراء بشتى الوسائل، وكذلك العمل على تحقيق الأمان الوظيفي في بيئة العمل، وتحقيق التوازن بين أعباء المؤسسة والحياة الشخصية.

سياسات «الإمارات»
 قال الدكتور عصام سماحة، أخصائي وخبير الطب النفسي في المستشفى السعودي الألماني: «إن الصحة النفسية هي حالة العافية التي يحقق من خلالها الفرد نجاحاته الذاتية، ويستطيع مواكبة ضغوط الحياة العادية، والقدرة على العمل الإيجابي، والمساهمة المجتمعية، والقدرة على العودة إلى طبيعته بعد التعرض إلى الأزمات النفسية، والتوافق الاجتماعي الذاتي، والشعور بالرضا والسعادة والاستقرار».
وأشار إلى أن 10 أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي «للصحة النفسية»، وتحتفي الإمارات بهذه المناسبة لبيان أهميتها على صحة الأفراد، مع تعزيز الجهود الدولية، وفي مايو 2017، اعتمد مجلس الوزراء السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، عبر 5 أهداف استراتيجية، هي تعزيز فعالية الجوانب القيادية في مجال الصحة النفسية، وتطوير نطاق خدماتها، والتعاون لتنفيذ سياسة الصحة النفسية، وتعزيز الوقاية من الاضطرابات النفسية لأفراد المجتمع، وتحسين نظم المعلومات وإجراء البحوث، ذاكراً أن الإمارات ضمت الخدمات النفسية العلاجية إلى مظلة التأمين الصحي لأهمية صحة الموظف النفسية، مشيراً إلى أن السياسات دعت المؤسسات إلى تعزيز جوانبها، لتأثيرها في تحسين كفاءة الموظف، عبر الندوات، لبيان مفهومها وأسبابها، وأهمية الفحص الدوري، وغيرها.

دليل الصحة النفسية 
أطلقت وزارة تنمية المجتمع «دليل تعزيز الصحة النفسية الإيجابية في مكان العمل»، والذي أعدته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية مع الوزارة، لتحقيق أهداف «الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031»، وتعزيز الصحة النفسية، وبناء بيئات عمل صحية وإيجابية، تماشياً مع السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©