الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أم الإمارات.. عطاء وطني رائد

أم الإمارات.. عطاء وطني رائد
21 مارس 2023 01:13

هالة الخياط (أبوظبي)

حظيت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بلقب «أم الإمارات» تقديراً للجهود والمبادرات التي رعتها ووجهت بها لدعم وتمكين الأم الإماراتية، وتفعيل دورها في التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة، وتوفير السبل والآليات كافة اللازمة لحمايتها ورعايتها. 
واقترن اسم الأم بالعطاء المتدفق دون مقابل، وقد حظي شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بأمٍ سخت بعطائها المتجدد وخيرها الذي لا ينضب، ووضعت مصلحة أبنائها الإماراتيين نصب عينيها، ولها بصمتها الإيجابية في شتى المجالات، لتستحق نيل لقب «أم الإمارات». 
ويُشهد لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أنها أول من نشر الوعي بين أوساط النساء، وأول من مهد الطريق نحو العلم والعمل، وأول من دعا المرأة الإماراتية للمشاركة في التنمية وخدمة الوطن في كل المجالات. 
وأعطت «أم الإمارات» الصورة المثلى والمتميزة عن المرأة الخليجية والعربية والإسلامية لما حققته من إنجازات في دعم وتوفير سبل النجاح للعديد من الملتقيات والمؤتمرات المتخصصة ببحث قضايا المرأة في المنطقة والعالم، فكانت وما زالت جهود سموها محلاً للتقدير من قبل العالم أجمع ومنظمات الأمم المتحدة وهيئاتها. 

استحقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، العديد من الألقاب والتكريمات التي نالتها عن جدارة بفضل جهودها لدعم ورفعة الوطن طوال مسيرة استمرت أكثر من 50 عاماً، من بينها «أم العرب»، و«رائدة النهضة النسائية»، و«أم الشيوخ»، و«رائدة العطاء المتجدد»، و«نصيرة الأُسرة»، و«فخر الأمة العربية»، تقديراً لدورها الريادي ومساهماتها الإنسانية والخيرية والاجتماعية، وبصماتها المضيئة لدعم ونصرة وتمكين المرأة، والأم المربية والعاملة، وكان صندوق الأمم المتحدة الإنمائي يعتبرها «بطلة حقوق المرأة».

«أم السلام»
وشهد منتصف الشهر الجاري منح المجلس الاستشاري العلمي العالمي لـ«ديهاد» ومقره سويسرا، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية للعام 2023 ولقب «أم السلام» تكريماً لجهود سموها وتقديراً لدعمها المستمر في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي عالمياً، حيث تؤدي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دوراً رائداً في مجال تقديم المساعدات الطبية ودعم المحتاجين حول العالم، بالإضافة إلى جهودها في دعم حقوق النساء والمساواة بين الجنسين.

سفيرة فوق العادة
وفي عام 2010، أطلق على سموها تسمية سفيرة فوق العادة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تقديراً لجهود سموها في نصرة قضايا المرأة على الصعيدين الإقليمي والدولي ودورها الرائد في مكافحة الأمية، وفي تعليم المرأة. 

شخصية العام للمرأة القيادية 
وفي عام 2014، حصلت سموها على لقب شخصية العام للمرأة القيادية من مجلة فوربس الشرق الأوسط، وحصلت في العام 2015 على لقب شخصية العام الإسلامية من جائزة دبي للقرآن الكريم في دورتها التاسعة عشرة تقديراً لدور سموها في خدمة قضايا المرأة. 
وفي عام 2017 منحتها المنظمة العالمية للأسرة لقب «نصيرة الأسرة». الطفل والأسرة كانت بداية «أم الإمارات» بالاهتمام بالطفل والأسرة، وتقديم الدعم القوي والمساندة للمرأة الإماراتية، لتأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكانة اللائقة، ثم توسعت أعمالها لتصبح رائدة للعمل التطوعي والتسامح الإنساني. واستمرت حتى بعد وفاة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نوفمبر 2004، تبذل جهوداً حثيثة لنصرة المرأة ودعمها، وتمنح أبناءها الإماراتيين بسخاء وحب لا ينضب واضعة مصلحتهم نصب عينيها. 

بصمات إيجابية 
لـ«أم الإمارات» بصمات إيجابية عديدة حفرتها واحدة تلو الأخرى، لتصبح سموها بمرور الأيام، منارة وأيقونة ثمينة غالية تنهل «بنات زايد» من معينها الذي لا ينضب، وتنعم بخيرات دعمها ورعايتها لهن في عصر ذهبي لم تشهده النساء من قبل، لتحقق المرأة الإماراتية أعلى المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بغيرها في الدول الأخرى، وتتبوأ مراتب عالمية متقدمة.  وبفضل إيمان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بقدرات النساء، تعاظم دور المرأة الإماراتية يوماً تلو الآخر، لتتبوأ أعلى المناصب محلياً وإقليمياً وعالمياً، ورغم أنها بدأت بدعم المرأة في الجانب التعليمي ومحو الأمية، امتدت مع الوقت إلى جميع مناحي الحياة لتمكين المرأة، حتى أصبحت لها بصمتها في كثير من المجالات العلمية والبحثية، وحتى في قطاع الفضاء. 

اهتمامات علمية
أدركت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أهمية العلم، لذا عمدت إلى دراسة القرآن وتفسيره وأصول الفقه والحديث النبوي الشريف، كما شغفت بدراسة مختلف مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، واهتمت بالبحث في التاريخ والسياسة وأصول الدبلوماسية. 
وتتسم شخصية سموها بالتواضع ورحابة الصدر وقبول الآخر انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الإسلام دين الوسطية والتسامح، إلى جانب تمتعها بعزيمة ثابتة وقوية وحب لا محدود للعمل الخيري والتطوعي داخل الإمارات وخارجها. وتم منح سموها شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة الجزائر في الجمهورية الجزائرية عام 2005، ولأول مرة في تاريخ أم الجامعات الجزائرية والتي يمتد عمرها إلى ما يزيد على قرن ونصف قرن من الزمن من منح هذه الرتبة العلمية لأول سيدة. 
وحصلت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على درجة الزمالة الفخرية من الكلية الملكية البريطانية لأطباء وجراحة النساء والولادة. وتسلمت سموها هذه الدرجة الرفيعة من الدكتورة ماجي بلوت، نائبة رئيس الكلية الملكية البريطانية لأطباء جراحة النساء والولادة في 2009، وهي تمنح عادة لكبار القيادات والشخصيات في العالم الذين يقدمون خدمات جليلة لمجتمعاتهم وللأسرة بشكل خاص. 
كما مُنحت سموها شهادة الدكتوراه الفخرية في التربية من جامعة دانكوك في كوريا الجنوبية، وذلك تقديراً لدور سموها في مجال دعم المرأة والارتقاء بمكانتها بشكل خاص ودعم العمل الاجتماعي والتعليم بشكل عام في 2012. 
ومنحت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك درجة الدكتوراه الفخرية في تنمية المجتمع في 2013، وذلك تقديراً لجهود سموها المتميزة في دفع المؤسسات التعليمية وتطويرها لإنسان الوطن العربي.  تبنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، العديد من المبادرات والمشاريع المختلفة التي من شأنها تمكين المرأة محلياً وإقليمياً ودولياً، ومن أبرزها أسست ورأست أول جمعية نسائية في أبوظبي وهي جمعية نهضة المرأة الظبيانية في 1973، وتأسيس الاتحاد النسائي العام في 1975 لتنسيق جهود وأهداف الجمعيات النسائية في مختلف أنحاء الدولة، وانتخبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة للاتحاد النسائي العام الذي انضم إلى الاتحاد النسائي العربي في العام ذاته. 

تعليم المرأة
من المبادرات والاستراتيجيات التي انبثقت عن توجيهات سموها وكان لها الأثر الكبير في نهضة دولة الإمارات والمرأة ورعاية الطفل في الدولة، كانت استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1975، ورعاية مشروع المسح الوطني لخصائص الأسرة المواطنة 1998، ورعاية مهرجان الإعانة لشعب كوسوفو في 1999، وهو نشاط خيري كان ريعه لصالح شعب كوسوفو وتخفيف معاناته الإنسانية. 

رعاية المرأة اللاجئة والطفل
تم تأسيس صندوق الشيخة فاطمة لرعاية المرأة اللاجئة والطفل بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين عام 2000، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات عام 2002، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم). 
كما تم إطلاق برنامج المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2006 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وإطلاق برنامج المرأة والتكنولوجيا في الإمارات بالتعاون مع شركة ميكروسوفت. وفي عام 2008، تبرعت سموها بقطعة أرض، وتم بناء مركز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر، وتأسيس دار الشيخة فاطمة للطالبات المسلمات في كولمبو بجمهورية سيريلانكا في 2009. وفي العام ذاته، تم إطلاق مشروع «اعرفي حقوقك» لتوعية المرأة بحقوقها. 

الرياضة 
شهد القطاع الرياضي اهتماماً ورعاية قصوى من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حيث رعت أول سباق للفروسية للسيدات على مستوى العالم، ورعت الدورة الثانية لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 2011. 

اللاجئون 
تبرعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بعشرة ملايين دولار أميركي للأطفال اللاجئين السوريين ضمن مبادرة القلب الكبير للأطفال اللاجئين، والتبرع بعشرة ملايين درهم لدعم اللاجئين السوريين في حملة قلوبنا مع أهل الشام عام 2013.
وخلال فبراير الماضي وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة - التابع للهلال الأحمر، بتقديم 10 ملايين درهم لدعم حملة «جسور الخير» التي أطلقتها الهيئة لدعم الجهود الإنسانية والعمليات الإغاثية الجارية حاليا لصالح المتأثرين من الزلزال في كل من سوريا وتركيا.
وتأتي توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في هذا الصدد، تعزيزا للدور الذي تضطلع به دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، للحد من التداعيات الإنسانية التي خلفتها كارثة الزلزال على حياة الآلاف المتضررين على الساحتين السورية والتركية.
كما تأتي التوجيهات السامية تجسيدا للمواقف الإنسانية الأصيلة لسموها في مثل هذه الأزمات والكوارث، ما جعلها رمزاً للعطاء الإنساني اللامحدود على مستوى الإمارات والعالم وباتت عنواناً للعمل الإنساني إقليمياً ودولياً، ومن أكبر الداعمين والمانحين للمساعدات الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©