عدد اليوم
ريم البريكي (أبوظبي)
دعا خبراء اقتصاد، أولياء الأمور، إلى المبادرة في توجيه أطفالهم وتنمية معرفتهم في قطاع الاستثمار والمال والأعمال مبكراً، مشيرين إلى أن مرحلة الطفولة تُعد من أبرز المراحل العمرية المثالية للفهم والتعلم واكتساب المعلومات المهمة.
ووصف هؤلاء أهمية البدء في تعليم الأطفال لغة الاقتصاد والمال والأعمال في أعمار صغيرة، ليكون في مقدورهم مستقبلاً الانطلاق بمشاريع استثمارية أكبر، تعود بفوائد كثيرة على الفرد والمجتمع، وتسهم في تنمية اقتصاد الدولة.
ورأى المختصون أن أهم النصائح التي يمكن توجيهها للمستثمرين الصغار هي دراسة المشاريع التي تتلاءم مع فئاتهم العمرية، وطموحاتهم المستقبلية، بالإضافة لتنمية قدرتهم على الإبداع في المشاريع المتبناة من قبلهم، وتعزيز شغفهم الكبير باستثماراتهم.
التعليم والمهارات
وأكد حامد الحامد مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية رواد الزراعة مؤسس مجموعة غراسيا، أن التجارب العملية التي يمكن أن يستمدها الطفل بداية من المنزل ثم المدرسة كثيرة، وهناك مهارات يستفيد منها الطفل، كتعليمه الإجراءات القانونية التي يحتاج إليها أي مشروع والتراخيص التجارية، والتسويق التجاري للمشروع، وصناعة العلامة التجارية المختصة، إدارة الوقت، والتعامل مع الآخرين كل هذه الأمور. وقال: إذا استطعنا تعليمها للطفل سوف يأخذ أول «حصة» معرفية من المنزل، ثم يأتي التنسيق مع المدارس والجامعات لتكملة هذا الدور وتغذية النشء بالمهارات قبل انتقاله للميدان العملي في المستقبل.
تطبيق عملي
وأضاف الحامد: فيما يتعلق بالتطبيق العملي لهذه الإجراءات، ومن منطلق خبرتنا في قطاع الزراعة، قمنا في مجموعة غراسيا بإنشاء أول حاضنة لريادة الأعمال الزراعية، التي تقوم بالجانب التطبيقي بعد الانتهاء من الدراسة النظرية ومساعدة النشء على إعداد مشاريعهم في تلك الحاضنة.
ونوه إلى استقطاب عدد كبير من طلاب المدارس في البرنامج، كما نظمت غراسيا العديد من الورش التدريبية والمحاضرات للطلاب، ومن دافع الحرص والاهتمام بالنشء تم بناء واحات زراعية لربطها بالمناهج التعليمية، ونشر الثقافة الزراعية.
الاعتماد على النفس
وأشار الحامد أن من النصائح المهمة التي يمكن تقديمها بهدف إعداد جيل مهتم بريادة الأعمال الاستثمارية في قطاع الزراعة تتمثل في التركيز على شمولية احتياجات الطفل من مهارات، وطعام، ومعرفة وعلم، ولابد أن تكون جميع هذه الأمور في بوتقة متكاملة لبناء مستقبل شامل صحي ومستدام لأطفالنا. ووجه الحامد النصح لأولياء الأمور إلى الاهتمام بتأهيل الطفل على المهارات اللازمة لريادة الأعمال وتغير «الوظيفة» واستبدالها بريادة الأعمال والاعتماد على النفس في إنشاء المشاريع الاستثمارية وتطويرها، بما ينعكس إيجاباً على مستقبلهم وتحقيقهم للدخل، وتجنيبهم البطالة بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية.
وشدد الحامد على ضرورة أن يبدأ أولياء الأمور بتطبيق تلك المعارف والمفاهيم على أنفسهم بداية وثم نقلها لأطفالهم وتعليمهم إياها، كما لابد من رسم مسار واضح لجميع الأبناء وتحضيرهم بشكل مدروس وتسليحهم بالمعرفة، مشيراً إلى أن المستقبل يحتاج لمهارات كثيرة ومتطوره يتعلمها الأطفال حول قطاع الاستثمار والتجارة والعمل الخاص.
تعزيز أهمية الاستثمار
من جانبه، قال أحمد سعيد الكندي الخبير في تطوير المشاريع المتوسطة والصغيرة إن تعليم الأطفال الثقافة المالية أصحبت ضرورية في ظل الحياة العصرية التي نعيشها.
وأضاف أن افضل عمر لتعليم الأطفال هو دخولهم المدرسة من السنة الأولى بتخصص مصروف يومي أو شهري لهم، واصطحابهم مع الوالدين أثناء شراء مستلزمات المنزلية الشهرية، وجعل الطفل هو من يقوم بدفع المبالغ للبائع حتى يتعرف على قيمة الأوراق النقدية.
وأشار إلى أن تعليم الأطفال الثقافة المالية مبكراً يسهم في تعزيز أهمية الاستثمار على المدى البعيد، ويسهم في تنشئة جيل واعد من رواد الأعمال المتمرسين والقادرين على إدارة مشاريعهم بشكل أفضل.
