السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أدب الأطفال.. أساس تنمية المواهب

أدب الأطفال.. أساس تنمية المواهب
15 مارس 2023 03:00

فاطمة عطفة (أبوظبي)

كان لحكايات الأمهات والجدات أثر كبير في محبة الأطفال للقصص، خاصة قبل النوم، حيث يسرح خيال الطفل مع بطل الحكاية، ويهيئ له جواً جميلاً ومريحاً للدخول في نوم هنيء وهادئ. وفي الإمارات يحظى الأطفال بعناية متميزة، سواء في الأسرة والمجتمع أو المدرسة، كما أن الأدباء اهتموا بعالم الطفولة وأبدعوا قصصاً جميلة ومفيدة. 

حول أهمية أدب الأطفال في تنمية مواهبهم وإطلاعهم على كنوز وطنهم الثقافية، تقول الروائية فاطمة المزروعي: «توظيف التراث والتاريخ الإماراتي مهم جداً في قصص الأطفال والأدب الموجّه لهم، ولاسيما مع التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا والعصر الرقمي، ونرى الكثير من نماذج القصص التي وظفت التراث مثل النخلة والغاف، وطقوس شهر رمضان، والبحر، والعادات والتقاليد، إضافة إلى القصص الشعبية مثل الخراريف والأمثال والفنون الشعبية، والحرف اليدوية، وثقافة الطعام. كما أن هناك قصصاً ألقت الضوء على تاريخ الإمارات واستعرضت تاريخها وحصونها ومناطقها الجغرافية».

معانٍ إنسانية
وتضيف المزروعي: «نحتاج في أدب الأطفال إلى استحضار فترات محددة من التاريخ، سواء من خلال مواقف أو حوادث أو شخصيات، إضافة إلى استلهام قصص وحكايات وقصائد وفكاهات ونوادر وأمثال من التراث الشعبي، كاستغلال قصص علاء الدين والمصباح السحري والسندباد وعلي بابا التي تحتوي على الكثير من الحكم والمواعظ، وأجواء من المرح والفكاهة»، لافتة إلى ما تتضَمنه تلك القصص من المعاني الإنسانية، ثم العمل على إعادة صياغتها وتحويلها إلى قصص ومسرحيات مبسطة مصحوبة بقصائد شعر وأغانٍ، وإعطائها لوناً يتناسب وروح العصر الذي يعيشه الطفل.
وحول طبيعة الكتابة للأطفال، تقول: «تختلف الكتابة للصغار عن أدب الكبار، من حيث اللغة وتبسيطها واختصارها واستخدام الصور. كما أن هناك تركيزاً على توصيل المعلومة بطريقة محببة، ومصحوبة بالرسومات المناسبة للمرحلة العمرية». 
وعن أهمية أدب الأطفال في ترسيخ الهوية الوطنية لدى النشء، تؤكد المزروعي أن القصص والحكايات لها دور كبير في توثيق الهوية الثقافية التي تجمع بين التاريخ والتحولات الجغرافية وتطور العادات. وفي ظل الظروف الراهنة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وقوة حضور الآلة وأجهزة الهاتف والحاسب الآلي، كان لا بد من الاهتمام بعناصر التراث الأصيل والتاريخ في قصص الأطفال، ليعرف أطفالنا اليوم أن المنجزات التي تحققت لم تأتِ بسهولة، بل كانت نتيجة للعمل المستمر والجهد الكبير للآباء المؤسسين بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ولابد من الإشارة إلى هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق في عهده ونرغب في نقله إلى الأجيال القادمة.

تنمية الخيال
وأكدت المزروعي أهمية توثيق وأرشفة حكايات الأمهات والجدات، نظراً لأهميتها. وحول تنمية مواهب الأطفال، أوضحت أن للأدب دوراً كبيراً في تنمية خيال الطفل والقدرة على استيعاب مجالات المعرفة المختلفة، وهو إمتاع وتربية وتسلية وتعويد للطفل على القراءة، ومساعدة له على ارتياد دروب الكتابة المبكرة، والتعبير عن أفكاره بالرسم والصورة.

قيم ومبادئ
من جانبه، قال الكاتب والباحث، د. محمد حمدان بن جرش: «يؤدي أدب الأطفال دوراً مهماً في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، فهو يمثل أحد أهم السبل لتعريف الطفل بالحياة وأبعادها، وإكسابه الخبرات المطلوبة والمهارات اللازمة لحياته الحالية والمستقبلية، كما أنه يبث في النشء القيم والمبادئ التي تمنحه الهوية الثقافية، وينمّي فيهم الوعي الاجتماعي وروح التعاون والمشاركة الوجدانية مع الآخرين».
وحول أهمية هذا الأدب ودوره في تنمية المواهب، أوضح أن أدب الأطفال يستطيع المشاركة في إعدادهم للحياة المستقبلية، وذلك بطريقتين، الأولى: أنه يكسبهم المهارات اللازمة للغد. والثانية: أنه ينقلهم زمانياً إلى استشراف أفق المستقبل، حيث يميل الأطفال إلى الموضوعات التي تتخذ المستقبل ومعطياته واختراعاته موضوعاً لها، مؤكداً أن الوعي بالمستقبل هو الذي يولد لدى الأطفال الطموح والأمل في الغد. ويمكن لأدب الأطفال أن يساعدهم في اكتساب كثير من المهارات اللازمة لمستقبلهم وترقية الذوق والحس والمشاعر الإنسانية، وتعليم القيم والمبادئ والمفاهيم الإيجابية.

طاقات إبداعية
وأشار د. بن جرش إلى أهمية بيئة الطفل وأن تكون بيئة مساعدة على الكشف عن طاقاته الإبداعية ومواهبه ورعايتها، والمقصود هنا بيئة البيت والمدرسة بشكل خاص، لافتاً إلى أن الأدب هو أحد المجالات التي تسعى التربية الإبداعية إلى توجيه الطفل نحوها إذا ما لوحظ وجود ميول أدبية لديه، وللأدب تأثير كبير على لغة الأطفال وتفكيرهم وسماتهم النفسية والشخصية.
 ومن الأهمية بمكان أن يتعرض الطفل منذ الطفولة المبكرة للنماذج الأدبية المختلفة، لكي يتشكل لديه الحس والذوق الأدبي الفني. ففي البداية يسمع الطفل الأنشودة والقصة من الوالدين ومعلمة الروضة، وبعد أن يتعلم القراءة، يقرأ بنفسه ما يختار من القصص والأناشيد والمجلات وغيرها.
وحول دور أدب الأطفال في تنمية المواهب، أوضح د. بن جرش أن أدب الأطفال يسهم بصورة كبيرة في تحقيق أهداف كثيرة ذات صلة بتعليم النشء، وإكسابهم كثيراً من المهارات التي تمكنهم من إتمام عمليات التعلم في مجالاته المتعددة بسهولة ويسر. ويمكن لأدب الأطفال أن يدعم بقوة تربيتهم الروحية الصحيحة، وبناء شخصياتهم، وتزويدهم بالصفات التي تدعم الفكر والابتكار والإبداع.

التفكير الابتكاري
يمكن لأدب الأطفال أن يعدهم للحياة في عالم الغد، بمتغيراته وتكنولوجياته المتقدمة، كما يقوم أيضاً بدور مهم في إثراء لغة الطفل، فاللغة هي وسيلة التفكير. وتقوم القصص والمسرحيات والأغاني والأناشيد بدعم القيم والصفات اللازمة لعمليات التفكير الإبداعي والابتكاري.
وحول واقع الأطفال في وطنهم، قال: تقدم الإمارات دعماً ثقافياً وتعليمياً وأدبياً وفنياً شاملاً لكل طفل على أرض الوطن، وقد تحقق في هذا المجال الكثير، وهناك وعي عميق بأنه لا يزال هناك كثير أيضاً سيتم عمله، تماشياً مع رؤية الإمارات، وسيظل التعليم أولوية عليا للحكومة، وتعتبر تنمية رأس المال البشري عاملاً رئيسياً في جهود الدولة الرامية إلى إقامة اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار.
وتركيزاً على الطفل ورغبة في تطوير مهاراته وتنمية ثقافته في سن مبكرة، واعتماداً على تطور وسائل الإعلام الحديثة، قامت الإمارات بتطوير قناة تعليمية مخصصة باللغة العربية على موقع يوتيوب، وتغطي مجموعة متنوعة من المواضيع، وتهدف إلى مساعدة الطلاب على التعلم وتنمية مهاراتهم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©