عدد اليوم
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، اختتمت مساء أمس فعاليات مهرجان الظفرة وسط حضور جماهيري كبير للاستمتاع بمختلف الفعاليات والأنشطة والمسابقات التراثية، التي وضعت لتلامس اهتمام وطموحات الجميع ومشاركات خليجية واسعة للمشاركة ضمن أحد أكبر مزاينات الإبل في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى مدى 10 أيام، والفعاليات التي شارك فيها الآلاف من داخل الدولة وخارجها، واستمتع بها مئات الآلاف من جمهور المهرجان سواء الذين تواجدوا على أرض المهرجان في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، أو من خلال شاشات التلفاز عبر البث المباشر اليومي الذي نقل الجمهور إلى موقع الحدث.
وشهد المهرجان لأول مرة هذا العام إضافة 8 أشواط لسن المفاريد والحقايق، ضمن فئتي المحليات والمجاهيم، والتي وجه بها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، قبل بداية المهرجان.
كما شهدت النسخة الحالية أيضاً لأول مرة إضافة نقاط الشرايا بجانب نقاط التلاد في شوط البيرق حيث يتم احتساب النقاط على النحو التالي: «أشواط الشرايا الرموز 50%، أشواط التلاد 30%، شوط الظفرة «الجمل 20» له 20%، وفي حال التعادل بعدد النقاط تحسم النتيجة للمشارك الحاصل على أكبر عدد من المراكز الأولى، وفي حال استمر التعادل تحسم النتيجة لصالح الحاصل على أكبر عدد من النقاط في المركز الثاني.
مزاينة الإبل
وأكد محمد عبدالله بن عاضد المهيري مدير مزاينة الإبل، أن الدورة الحالية من المهرجان، شهدت قوة وندية من الإبل المشاركة في الدورة التي تعتبر الأقوى والأكثر ازدحاماً بما تضمنته من إبل متميزة على مستوى الخليج العربي، موضحاً أن المهرجان أصبح نقطة جذب لأشهر ملاك الإبل وكذلك أفضل الإبل على مستوى الخليج، ويسعى الجميع للمشاركة فيه والوصول إلى منصة التتويج اعتلاء قمة مزايين الإبل.
وأوضح المهيري، أن الدورة الحالية شهدت أكثر من 4 آلاف مشاركة من مختلف الفئات المشاركة في مزاينة الإبل، وهو ما أعطى قوة وندية في المنافسة على الأشواط المختلفة سواء في فئة المحليات أو المجاهيم أو الوضح والمهجنات، مؤكداً أن نجاح المهرجان في فرض مكانته ضم أفضل الإبل المشاركة من سن المفاريد حتى سن الحول، وهو ما جعل الجميع ينافس بقوة مما ضاعف من مسؤولية لجان التحكيم في تحديد الإبل الفائزة نظراً للاختلافات البسيطة بين الإبل المشاركة.
وأضاف المهيري، أن المزاينات السابقة كانت تشهد زيادة في إعداد الإبل المشاركة مع قلة نسب الجمال المتميزة مقارنة بالأعداد، ولكن حالياً أصبح أغلب الإبل المشاركة متميزة وذات مواصفات جمالية كبيرة وأغلب الإبل الفائزة تضم سيرة ذاتية في الجوائز والمراكز التي حصلت عليها في المزاينات السابقة، مما يعكس نجاح المهرجان في الارتقاء بالإبل المتميزة ورفع نسب المشاركة الجيدة بشكل كبير.
وأكد المهيري، أن حالات العبث التي تم ضبطها في النسخة الحالية من المهرجان كانت ضئيلة جداً، وذلك بفضل قوانين ولوائح اللجنة المنظمة لمواجهة حالات الغش والعبث، وهو ما دفع الجميع إلى الالتزام وعدم خرق الأنظمة المتبعة.
وأضاف المهيري: «أن توسع قاعدة المشاركات وتميز الإبل المشاركة يعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، خاصة في ظل إضافة الأشواط الجديدة التي شهدتها النسخة الحالية من المهرجان، والتي كان لها أكبر الأثر في قوة المنافسة وزيادة الإقبال على المهرجان الذي فرض مكانته لدى كبار ملاك الإبل في منطقة الخليج والدول العربية».
وتمنى المهيري للجميع التوفيق سواء من حالفه الحظ وفاز في الدورة الحالية أو من لم يحالفه الحظ حالياً على أمل أن يكون أكثر حظاً في الدورات القادمة، مشيراً إلى أن هناك 3 مزاينات تمهيدية يمكن لملاك الإبل المشاركة فيها قبل مهرجان الظفرة، والوقوف على مستوى الجمال لدى إبلهم قبل المشاركة في مهرجان الظفرة، وهو المهرجان الأكبر والأقوى والأكثر منافسة وتحدياً لدى أشهر ملاك الإبل في منطقة الخليج.
فعاليات متنوعة تجذب الزوار
جذبت الفعاليات والبرامج والمسابقات المتنوعة التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الظفرة الآلاف من عشاق التراث والأصالة والتحدي، سواء من داخل الدولة وخارجها للاستمتاع بما يقدمه المهرجان من برامج تلامس اهتمام وطموحات كافة الجنسيات ومختلف الأعمال، والتي تتبرز التراث الإماراتي في أبهى صوره.
وقام المهرجان بتنظيم 10 مسابقات تراثية ضمن 52 شوطاً خصص لها 300 جائزة بقيمة تتجاوز 3 ملايين درهم إماراتي، ومنها مزاينة الصقور، سباق الخيول العربية الأصيلة، وسباق السلوقي 2500 متر، مزاينة السلوقي العربي التراثي، مزاينة التمور وتغليفها، مسابقة الرماية، مسابقة الصيد بالصقور، مسابقة اللبن الحامض، مسابقة اطرح القعود وشله، مزاينة غنم النعيم.
الإمارات تكتسح نتائج الظفرة مجاهيم
اكتسحت الإبل الإماراتية نتائج شوط الظفرة 20 مجاهيم، وذلك بعد حصولها على 8 مراكز من العشرة الفائزة بالمراكز الأولى، فيما حققت الإبل السعودية المركزين الرابع والثامن من الفائزين، وجاءت إبل ساري بلوش براك المزروعي في المركز الأول وجاء في المركز الثاني إبل عيد حمود سالمين المنصوري، وفي المركز الثالث سالم عوض مسلم الراشدي، وفي المركز الرابع فرج هادي المري، وفي المركز الخامس خليفة مكتوم المزروعي، وفي المركز السادس ظبيعي عبدالله المنهالي، وفي المركز السابع سعيد محسن الفلاحي، وفي المركز الثامن عبدالله حضرم القحطاني، وفي المركز التاسع علي محمد المنصوري، وفي المركز العاشر مسلم بخيت العامري.
حضور متميز لنادي تراث الإمارات
مثّل جناح نادي تراث الإمارات في فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الظفرة، حلقة جديدة في سلسلة مشاركات النادي التي ظلت تزين الفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية في إمارة أبوظبي بشكل خاص، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، بل وتمتد إلى النطاق الإقليمي في بعض المناسبات، وهي المشاركات التي ظل عنوانها الرئيس هو إبراز التراث الإماراتي والتعريف به وحفظه بالحضور الدائم في المناسبات المختلفة، ليتخذ مكانه المستحق في واجهة الثقافة الإماراتية بوصفه عماداً للهوية الوطنية. جاءت مشاركة النادي في الدورة السادسة عشرة من مهرجان الظفرة، ضمن «سوق الظفرة التراثي» الذي صاحب مزاينة مدينة زايد، بدءاً من 9 يناير المنصرم، ثم تواصلت المشاركة ضمن مزاينة الظفرة حتى ختامها في الثاني من فبراير. وشكل جناح النادي طيلة هذه الفترة نقطة جذب التقت عندها ثقافات متعددة كان الجناح بالنسبة إليها عنواناً مهماً للتعرف عن قرب على التراث الإماراتي.
وأكد راشد محمد القبيسي مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في نادي تراث الإمارات، أن المشاركة في مهرجان الظفرة هي في إطار حرص نادي تراث الإمارات الدائم على حضور التراث الإماراتي في مختلف المحافل والمناسبات، لا سيما التي يرتادها عدد كبير من الزوار والسياح من مختلف الثقافات والدول، مما يتيح فرصة للتبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى وتعريفها ببعض الملامح من حضارة تراث دولة الإمارات العربية المتحدة.
