الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخة فاطمة: الاستخدام الهادف يحمي أبناءنا من المحتوى الرقمي الضار

مغير الخييلي ومريم الرميثي وبشرى الملا وحمد الكعبي وكبار الحضور خلال إطلاق الحملة (تصوير: عادل النعيمي)
1 فبراير 2023 01:14

منى الحمودي (أبوظبي) 

برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية حملة «السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول»، وذلك خلال المنبر الإعلامي الاجتماعي الثاني الذي نظمته المؤسسة في مقرها بأبوظبي، بحضور عددٍ من المسؤولين والخبراء من مختلف الجهات ذات الاختصاص.
وتأتي حملة «السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول»، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين المتمثلين في: دائرة تنمية المجتمع، «أبوظبي للإعلام»، «شريكاً إعلامياً»، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وهيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، ووزارة التربية والتعليم، ودائرة الصحة - أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، ومجلس أبوظبي الرياضي، وهيئة أبوظبي الرقمية، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وهيئة الرعاية الأسرية، وهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وهيئة تنمية المجتمع - دبي، وجامعة الإمارات، وجامعة محمد بن زايد، ووزارة الثقافة والشباب، وهيئة أبوظبي للإسكان، وبرنامج خليفة للتمكين أقدر، وفرسان الإمارات، ومنصة ألف للتعليم.
ويأتي إطلاق حملة «السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول»؛ بهدف توعية الأسر بالمخاطر الاجتماعية المستجدة في عالم رقمي متغير وتأثيرها على الأسرة والمجتمع، وتوعية الأسرة بدورها في توفير الأمن النفسي، والإشباع العاطفي لأفرادها، وتعزيز الرقابة الذاتية لتمكين حمايتهم لذواتهم، ونشر ثقافة استثمار طاقات الشباب، والاستفادة الإيجابية من المواقع الإلكترونية وخدمة وطنهم، وأخيراً تسليط الضوء على دور الشراكة الإعلامية المتكاملة في إنتاج محتوى هادف بوسائل ابتكارية تساهم في حماية المجتمع في ظل الانفتاح على العالم الرقمي.

الاستخدام الأمثل للتقنيات
وفي هذا الصدد، قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»: «أدعو أفراد الأسرة والمجتمع كافة إلى ضرورة الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة، والتركيز على الاستفادة من المحتوى الإيجابي الذي يعزّز السلوكيات الإنسانية السليمة، الأمر الذي من شأنه دعم جهود الدولة الرامية إلى تحقيق جودة حياةٍ رقمية للأسرة والمجتمع، وحماية مستخدمي الإنترنت من المخاطر التي قد تواجههم عند استخدام الشبكة العالمية».
وأكدت سموها ضمان جودة حياة الأسرة الرقمية، ورفع الوعي الرقمي لجميع فئات المجتمع، وتشجيع الاستخدام الهادف للتكنولوجيا، باعتباره هدفاً تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقه ضمن استراتيجية الخمسين، وذلك بناءً على التوجيهات والرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، حفظهم الله.

توعية الأسرة
 وأشادت سموها بحملة «السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول» التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية، والهادفة إلى توعية الأسرة بالمخاطر الاجتماعية المستجدة في عالم رقمي متغير، وتأثيرها على الأسرة والمجتمع، وتوعية الأسرة بدورها في توفير الأمن النفسي والإشباع العاطفي لأفرادها وتعزيز الرقابة الذاتية لتمكينهم لحماية ذواتهم أثناء استخدامهم لتطبيقات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مثمنة سموها جهود المؤسسة التي تضع الأسرة وجودة حياتها على رأس خطتها التشغيلية والتنفيذية، وتعمل على ذلك من خلال إعداد الدراسات الاجتماعية التخصصية المتعمقة، والتي تنطلق منها حملاتها التثقيفية.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «إن الحملة تسهم في تعزيز الوعي بالسلامة الرقمية، وتعويد الأبناء على اتباع الأساليب السليمة لاستخدام الإنترنت ووسائطه المتعددة، الأمر الذي يُعد مسؤولية تشترك فيها الأسرة والمجتمع ومقدمي خدمات الرعاية.. لذا أصبح من الواجب على الجميع اتباع الأساليب الحديثة والمتجددة لتوعية الأبناء بما قد يواجهونه من تحديات عن استخدام الإنترنت كالأفكار الهدامة، والتنمر، والاستغلال اللاأخلاقي، وبات من المهم الانتباه إلى هذه المخاطر من أجل أسرٍ آمنة، واعية، وقادرة على التعاطي مع مستجدات العصر بحرفية وثقافة عالية، وتزويد الأبناء بالمهارات والأدوات اللازمة لكيفية الاستخدام والتعامل مع التحديات الرقمية، والحرص على قضاء وقتٍ نوعي عند استخدام شبكة الإنترنت يجمع ما بين التّعلم والاستفادة».

المتابعة الدقيقة للأطفال
وتابعت سموها: «من الضروري المتابعة الدقيقة للأطفال، خاصة في مراحلهم المبكرة خلال تصفح الإنترنت، والتأكد من المحتوى المناسب لعمرهم لحمايتهم من المخاطر المحتملة، من خلال التثقيف ونشر الوعي وبناء القدرات، والاضطلاع بدور رقابي من شأنه حماية النشء من تحديات العصر الرقمي العديدة والمتنوعة».
وأشارت سموها إلى أنه من المهم العمل على بناء القدرات الرقمية لدى الأطفال والشباب بشكلٍ خاص، وأفراد الأسرة بشكلٍ عام، وذلك بالحرص على التعلّم والتدريب، وتثقيف الذات بشكلٍ مستمر، حيث إن الثقافة إحدى الوسائل المهمة لنشر الوعي في المجتمع للوصول إلى الهدف الأسمى، وهو حماية الجيل من مخاطر تطبيقات الإنترنت، والهواتف الذكية، والأدوات التواصلية الجديدة.
ولضمان الوصول إلى بناء سليم للثقافة الأسرية وتنشئة الأجيال، دعَت سموها إلى ضرورة فهم طبيعة التحديات التي تواجه الوالدين في جهودهم الرامية إلى تمكين الأبناء من الفهم الصحيح لمخاطر التكنولوجيا وشبكات الإنترنت، واستخدامها الاستخدام الإيجابي الأمثل بوعي وإيجابية لضمان مستقبل رقمي أفضل للأبناء والوطن كذلك.

تنمية المجتمع
وفي كلمته، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن المنبر الإعلامي الاجتماعي يعكس رؤية وحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» بالنهوض بدور الأسرة والمجتمع، حيث يركز في دورته الثانية على العالم الرقمي، وكيف يمكن الاستفادة منه بشكل أقصى مع الحفاظ على مرتكزاتنا الاجتماعية التي هي الأساس الذي يحفظ التلاحم والهوية الوطنية.
وقال معاليه: «التساؤل عن ماهية العالم الرقمي، حول إذا ما كان عالماً افتراضياً أم عالماً حقيقياً، فالإجابة هي أنه عالم موازٍ لعالمنا الواقعي بمعطيات وقيم ومفاهيم مختلفة، أي أننا نسكن وندير أعمالنا ونعيش في هذا العالم الموازي لعالمنا الواقعي، كما يقول أحد المختصين».
وأشار معاليه إلى أن العالم يمر اليوم بنقطة تحول سيكون لها تأثير كبير من الناحية الإيجابية والسلبية على حياة الأفراد، فالاستخدامات الرقمية بشكل عام لها إسهامات كبيرة في خدمة البشرية، وساهمت في فتح أبواب معرفية في كل المجالات دون استثناء، كما قربت التواصل بين البشر، وتأتي تجربة «كورونا» ودورها في تسهيل المعاملات كافة وطرق التواصل بين المؤسسات والأفراد خير دليل على ذلك.
وأشار معاليه إلى ورقة عمل تم العمل عليها في دائرة تنمية المجتمع بعنوان «السعادة في العالم الرقمي»، وتأثير العالم الرقمي على المشاعر والسلوكيات والأحداث اليومية للأفراد، ومستوى الرضا عن الحياة الأسرية، حيث أكد 47% من المشاركين أن للعالم الرقمي تأثيراً إيجابياً على العائلة، و32% قالوا إن هناك تأثيراً سلبياً على حياتهم. كما أن التأثير السلبي الأكبر كان على الجيل الشاب من حيث التأثير على صحتهم النفسية والعقلية والنشاط الجسدي والحياة الاجتماعية. وتعتبر فئة الشباب من العمر 20 إلى 24 هي أعلى فئة تستخدم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بمعدل 6 إلى 7 ساعات في اليوم. 
ولفت معاليه إلى أن الكثير من الدراسات أكدت مخاطر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين والشباب والمتمثلة في قلة التركيز، واضطرابات النوم، والاكتئاب، وغيرها. وأكد معاليه أهمية حملة «السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول» لحماية الأبناء والأُسر لخلق نوع من التوعية حول أهمية التواصل بين أفراد الأسرة وبأن تكون ذات جودة عالية. مشدداً على أن الجميع مطالب اليوم بالعمل على التأسيس لوعي متعلق بجودة الحياة الرقمية، وبالعمل على تأسيس وعي مجتمعي لما يسمى بالاتزان الرقمي والمقصود به استخدام أدوات الفضاءات لخدمة الأفراد والاستفادة منها، مع وضع الأطر والقوانين وعدم تركها للتحكم في حياة الأفراد، وسلبهم أنفسهم ولحظاتهم التي يقضونها مع بعضهم البعض.

التنمية الأسرية
من جهتها، أشارت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، إلى أن إطلاق الدورة الثانية من المنبر الإعلامي الاجتماعي، بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين على المستوى الاتحادي والمحلي، يعد فرصة لجمع المسؤولين والمختصين في الشأن الاجتماعي والتربوي والصحي والإعلامي تحت سقف واحد لمناقشة نتائج البحوث والدراسات والمسوحات الاجتماعية، وتسليط الضوء على أهم المشكلات والقضايا الاجتماعية وفقاً للأولويات والموجهات الاستراتيجية الحكومية، والعمل على تطوير المحتوى الإعلامي الاجتماعي الهادف والمؤثر للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي حول المشكلات والقضايا الأسرية والمجتمعية، وكيفية التعامل معها، وتعزيز دور الإعلام بوسائله كافة في التأثير على اتجاهات وأفكار وسلوكيات أفراد المجتمع إيجابياً بما يعزز الاستقرار الأسري والأمان المجتمعي، وذلك من خلال تنفيذ حملات إعلامية اجتماعية موجهة وموسعة تساهم في زيادة الوعي الاجتماعي نحو الحد من تأثير المشكلات والقضايا الاجتماعية على استقرار وتماسك الأسرة والمجتمع.
ولفتت إلى النجاح الذي حققته الدورة الأولى من المنبر الإعلامي الاجتماعي التي تم إطلاقها في 30 أكتوبر من عام 2021، وتم خلاله تنظيم عدد من اللقاءات والندوات الاجتماعية وإطلاق المشروع الاستراتيجي «الحملة التوعوية الإعلامية الاجتماعية الأولى» (الأبوة كما نطمح) بالرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، والتي امتدت لمدة شهرين والتي ركزت على نتائج الدراسات التي أظهرت المشاكل التالية، ضعف مهارات الآباء في التعامل مع الأبناء، وقلة الوقت النوعي المنقضي بين الآباء والأبناء، وضعف الوعي تجاه المسؤولية المشتركة، وقلة إدراك الآباء بأهمية دورهم في الحياة الأسرية. 

الحملة الأولى
وأكدت أن الحملة التوعوية الأولى حققت العديد من النجاحات من خلال تنظيم عدد كبير من الفعاليات، ومن أهم النتائج، بلغ عدد المشاهدات للمواد الإعلامية كافة 9 ملايين مشاهدة، وحققت الحملة نسبة رضا بلغت 97%، وبلغ عدد المشاركين من الآباء «الرجال» في البرامج وورش العمل المتخصصة 6528 مشاركاً، وبلغ عدد الشركاء الداعمين للحملة 21 شريكاً استراتيجياً ساهموا في تحقيق النتائج. منوهةً بأن قياس الأثر الاجتماعي الذي تحقق من تقييم أثر الخدمات التي شارك فيها الآباء من فئة الرجال في أربعة محاور بلغ 91% في محور «زادت مسؤولياتي التربوية تجاه أبنائي»، و94.8% «أصبحت أقضي وقتاً نوعياً أطول مع أبنائي»، و90% «تأثرت صحتي النفسية للأفضل بعد قيامي بتربية أبنائي»، و89.6%، أصبح التواصل مع أبنائي أكثر فاعلية وترابطاً.
وقالت: «إن انطلاق فعاليات المنبر الإعلامي الاجتماعي في دورته الثانية 2023 والحملة التوعوية الاجتماعية الثانية تحت شعار (السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول) بالرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، استندت إلى نتائج الدراسات والبحوث التي تم إعدادها من قبل مؤسسة التنمية الأسرية والتي أظهرت الأثر والمخاطر الاجتماعية المترتبة على استخدام التقنيات الحديثة، حيث أظهرت دراسة أهم المشكلات المستقبلية المتوقعة التي تم إعدادها في عام 2021، أن 75% من المستجيبين يتوقعون حصول ضعف في التواصل مع أفراد الأسرة والاكتفاء بالتواصل الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أكدت نتائج إحدى الدراسات الميدانية لاحتياجات أحد المناطق في إمارة أبوظبي التي أعدت في عام 2022، وجود إساءة في استخدام التقنيات الحديثة بنسبة 83% والإدمان الإلكتروني بنسبة 98%. كما أظهرت النتائج الأولية لتقرير التنبؤ بمستقبل أبرز القضايا الاجتماعية في ظل المتغيرات المعاصرة 2030 (دراسة استشرافية باستخدام أسلوب دلفي) والتي تم إعدادها بالتعاون مع عدد من الخبراء من جامعات عدة في عام 2022، توقع الخبراء صعوداً في اتجاه قضية إساءة استخدام التقنيات الحديثة، ما سيوثر على العادات والتقاليد والهوية الوطنية والانسحاب والعزلة الاجتماعية والاضطرابات النفسية. كما يتوقع الخبراء صعوداً في اتجاه قضية الإدمان الإلكتروني بنسبة 100%.
وأضافت: «من جانب آخر، ركزت المؤسسة خلال الدراسات التي قامت بها على الأثر الإيجابي لاستخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا، حيث أظهرت الدراسة التحليلية لتأثير التقنيات الحديثة والتكنولوجيا على رفاه الأسرة عدداً من النتائج، من أهمها: متوسط اعتقاد أفراد العينة بأن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة سهلت حياة أفراد الأسرة بلغ 85%، وبلغ متوسط اعتقاد أفراد العينة بوجود تأثير واضح لاستخدام التقنيات الحديثة في تحقيق الرفاهية الأسرية 83%، وبلغ اعتقاد أفراد العينة بمدى مساهمة توظيف التكنولوجيا خلال العمل والتعليم عن بُعد في زيادة التواصل الأسري 80%».
وتابعت: «بناء على هذه النتائج، فإن الحملة تركز على توعية الأسرة بالمخاطر الاجتماعية المستجدة في عالم رقمي متغير وتأثيرها على الأسرة والمجتمع، ونشر ثقافة استثمار طاقات الشباب والاستفادة الإيجابية من المواقع الإلكترونية في مجال تنمية مهاراتهم وخدمة وطنهم، وتوعية الأسرة بدورها في توفير الأمن النفسي والإشباع العاطفي لأفرادها، وتعزيز الرقابة الذاتية لتمكينهم من حماية ذواتهم».

هجمات ومخاطر
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أنه على جميع الجهات المعنية، الاضطلاع بدور كبير لتحقيق جودة حياة رقمية تليق بمكانة دولة الإمارات، وعلى الأسر كذلك العمل على نشر الوعي بين الأطفال بما قد يتعرضون له من هجمات ومخاطر وهم يستخدمون هذه الوسائل، ورفع الوعي لديهم حول المواقع التي يمكن أن تحقق لهم الفائدة والمتعة معاً، وتلك التي يمكن أن تشكل خطراً عليهم وعلى مستقبلهم.
وأوضحت سموها أن مجتمعات الحياة الرقمية تتشابه وواقعنا الحقيقي الذي نعيشه ضمن القيم التي تحكم المجتمع، ومن المهم أن يتمتع مرتادو المواقع الإلكترونية بالقيم التي تكفل لهم استخداماً مثالياً لهذه الشبكة كالتسامح، والتعاون، والاحترام المتبادل بين الأجيال بمختلف ثقافاتهم واهتماماتهم، في بيئة رقمية آمنة وصحية وحضارية.
وقالت سموها: «إن الاستقرار الأسري، والتلاحم المجتمعي يتطلبان منا جميعاً الحرص والوعي والتّنبّه إلى أن تربية الأجيال وتنشئتهم، والمساهمة في بناء الوطن وحركة التطور المستمرة التي تشهدها دولة الإمارات، تستوجب بذل المزيد من الجهود لنشر الوعي بالاستخدامات المثلى لمنظومة السلامة والأمن الرقمي، حيث إن الإنترنت هو لغة العصر، ووسائله جسر العبور نحو العالم الذي يتطلب وعياً وثقافةً وتكاتفاً مجتمعياً لمستقبل رقمي آمن للأجيال الحالية والمستقبلية».

رسائل  «أم الإمارات»
وجّهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، بمناسبة إطلاق حملة «السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول» التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية ضمن المنبر الإعلامي الاجتماعي، وتستمر حتى أبريل المقبل، رسائل اجتماعية لأفراد الأسرة كافة والمجتمع فيما يلي نصها:

• نعيشُ في مجتمعٍ قائم على التسامح والتعايش وحب الآخر، وعلينا أن نكون قدوة حسنة في مختلف أمور حياتنا، خاصة في تفاعلنا الافتراضي أمام أبنائنا، لنرسم لهم الطريق الذي يضمن لهم الاستخدام الأمثل للأدوات الرقمية، ويخلق فرصاً جيدة للتعلم والتفاعل الآمن والإيجابي.

• إن جودة حياتنا وحياة أبنائنا الرقمية مسؤولية المجتمع ككل، ولن تتحقق إلا بتكاتف الجهود كافة والجهات المعنية للتصدي للتحديات الناشئة عن الابتكارات الرقمية والحد من المخاطر المحتملة، وعلينا استخدام التقنيات الرقمية للتعلم والتواصل وبناء علاقات افتراضية هادفة.

• إننا ندرك أن العالم الافتراضي الذي يفرض نفسه بقوة على العالم لا بد وأن نتقبله وألا نقاومه، ونحرص على استخدام التكنولوجيا بأمان لجني ثمارها الكثيرة في مختلف المجالات، وتشكيل بيئة رقمية ومجتمعات افتراضية هادفة وإيجابية.

• نحن بحاجة لتعزيز القيم السلوكية لدى الأبناء وزيادة الثقة المتبادلة والإشباع العاطفي والاجتماعي، وتشجيعهم على المصارحة، وتمكينهم من فهم أبعاد العالم الرقمي وفوائده ومخاطره، من أجل تحقيق أهداف نبيلة وغايات تُعزّز من تطور المجتمع ونهضته في بيئة رقمية آمنة.

• الإعلام شريك أساسي وداعم رئيس للتوجهات كافة التي تعزز وعي الأطفال، وعليهم تكثيف البرامج والرسائل الإعلامية الموجهة للأطفال والمعنيين بالطفولة، والتي من شأنها التوعية والحماية من المخاطر الإلكترونية، من خلال محتوى هادف يُحاكي الطفل ويعكس رغباته ومشاعره ليكون الطفل فيها جزءاً من العملية الإعلامية والتنموية.

• يقع على المؤسسات التعليمية دور رقابي كبير في غرس قيم المواطنة الرقمية لدى أبنائنا الطلبة، وتعزيز أمنهم وسلامتهم على الشبكة العنكبوتية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لحمايتهم من التحديات التي ستواجههم، وتهيئتهم لمواجهة العالم من حولهم.
• المجتمع لا ينهض إلا بسواعد أبنائه باعتبارهم القوة البشرية الفاعلة والمسؤولة عن صور التنمية كافة، وعلينا جميعاً تقع مسؤولية حمايتهم من الآثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة.

• التحاور الإيجابي أساس كل علاقة قائمة على المحبة، خاصة فئة الشباب.. فهم بحاجة إلى مجالستنا وإرشادنا الدائم لهم لمواجهة العالم الرقمي المليء بالتحديات، وذلك باحترام وجهات نظرهم.. فالدعم غير المشروط والتواصل المستمر يُنمي المرونة الرقمية لديهم، ويمنحهم مزيداً من الفرص التعليمية الناجعة.
• إن تنشئة الأبناء على القيم والأسس الأخلاقية النبيلة، تساهم في تكوين شخصياتهم، وهي لا تقل أهمية عن الرقابة على سلوكه لحمايتهم مما قد يتعرضون له من أفكار دخيلة، وبما يحقق الرعاية المطلوبة لأمنهم وسلامتهم الرقمية.

• إعطاء الثقة الزائدة للأبناء وتركهم وشأنهم أمام الشاشات الإلكترونية أمرٌ في غاية الخطورة، ويتطلب من الأسرة القيام بدورٍ توعويٍّ يوضح لهم الفرق بين الصواب والخطأ على الشبكة العنكبوتية، ويمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة التي تحميهم من المحتوى الضار ومخاطره عليهم.

• إن سلامة أبنائنا مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً.. فليست في إبعادهم ومنعهم من استخدام الإنترنت، بل في مساعدتهم على فهم ما قد يتعرضون له من مخاطر، وتقديم النصائح لهم ليتعلموا من تجاربهم وأخطائهم، فهم خير من يحمي أنفسهم في المستقبل.

• إن احترام وجهات نظر الشباب وإرشادهم ودعمهم بشكل إيجابي ومجالستهم والاستماع إليهم طريقنا للتصدي للتحديات التي يمكن أن تواجههم عبر العالم الرقمي، وذلك من خلال تنمية أسس الحوار والمحبة التي تدفعهم قدماً نحو الإبداع والتعلم وتطوير الذات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©