الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ندوة تناقش تحديات العالم الرقمي ضمن المنبر الإعلامي الاجتماعي الثاني

حمد الكعبي متحدثاً في الندوة (تصوير: عادل النعيمي)
1 فبراير 2023 01:14

منى الحمودي (أبوظبي)

تضمنت أعمال المنبر الإعلامي الاجتماعي، ندوة اجتماعية ناقشت محاور العالم الرقمي من مختلف القطاعات، بدءاً من المحور الإعلامي تحت عنوان «دور الإعلام في مواجهة مخاطر الإدمان الإلكتروني»، والذي أكد فيه حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، أهمية التوازن في استخدام أدوات العالم الرقمي بمختلف أشكالها، كون أنه لا يمكن تجاوز الحياة الرقمية بشكل كامل، خصوصاً أنها سهلت الكثير من الأمور، مثل التعليم والتجارة والاقتصاد ومعظم نواحي الحياة. وفي المقابل، إن إدمان هذه المنصات يؤدي إلى ضرب في النسيج الاجتماعي من خلال ضعف التواصل بين الأفراد في المجتمع وبين أفراد الأسرة الواحدة.
وقال: «الإعلام له دور كبير في التوعية من خلال تكاتف القطاعات في المجتمع من الناحية العلمية والصحية والاجتماعية والدور في التعريف بالحملات والمبادرات وزيادة نسبة الوعي، والتركيز على نشر أهمية مراقبة الوالدين لاهتمامات أبنائهم في المجالات والمواضيع التي يفضلونها في هذا الفضاء الواسع، وتعزيز وعيهم ومسؤوليتهم حول الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات».
ولفت إلى أن المجتمع يعيش تحولات كبيرة في العالم الرقمي مع ظهور تقنيات وأساليب اتصال سريعة وسهلة الاستخدام وفي متناول الأيدي، ولها خصائصها، ويأتي هنا الدور التكاملي للإعلام والمؤسسات المختصة في نشر الوعي، وجعل الأهالي يتحملون جزءاً من المسؤولية في هذا الدور لتحقيق التوازن في الاستخدام، خصوصاً أن الجيل الحالي لديهم المعرفة أكثر من الأجيال التي لم يكن لديها انفتاح على العالم الرقمي.
 وأشار إلى دور الإعلام في تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع، من خلال تسليط الضوء على الدراسات ونشرها بمختلف المنصات الإعلامية، لتحقيق الوعي المجتمعي والثقافة الأمثل للتعامل مع العالم الرقمي، منوهاً بأن مجتمع الإمارات لديه الوعي الكافي للتعامل مع هذا العالم، وذلك بفضل القيادة الرشيدة والحكومة وتكاتفها.

الخطاب الديني
وفي المحور الديني الذي جاء تحت عنوان «السلامة الإيجابية في العالم الرقمي»، أكد الدكتور أحمد الزامل، كبير الوعاظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أهمية الخطاب الديني في حياة الأفراد، وما يترتب عليه من أمور عظيمة في حياة الإنسان، من أبعاد مختلفة أهمها ترتيب علاقة الفرد بالله والبعد الآخر تحقيق جودة الحياة بكل نواحيها الاقتصادية والاجتماعية والأسرية. ومن هذا المنطلق، فإن الخطاب الديني له أثر كبير في ضبط مسألة السلامة الرقمية من خلال تعزيز الوازع الديني في نفوس مستخدمي التكنولوجيا، الأمر الذي أصبح مفروضاً علينا، والواقع يجعل العالم الرقمي جزءاً من حياة الأفراد، لافتاً إلى أن هناك إيجابيات وفرصاً كثيرة في التعليم والعلاقات الاجتماعية التي يوفرها هذا العالم، وفي المقابل هناك تحديات وسلبيات ينبغي أن يراعيها كل فرد في المجتمع.
وقال: «كلما عززنا الوازع الديني لدى أفراد المجتمع من خلال مراقبة الله بدون زرع الخوف، كلما أتى ذلك بنتائج إيجابية أكثر، والبعد كل البعد عن زرع الخوف، بل يجب زرع حب الله في قلوب الأبناء، مما سيخلق نوعاً من استشعار المسؤولية لديهم، والحفاظ على سلامة عقولهم وقلوبهم».

الجانب الصحي
وبعنوان «دور الأسرة في توجيه ومراقبة أبنائها للحد من مخاطر العالم الرقمي»، أشارت الدكتورة أمنيات الهاجري المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة، إلى أهمية تنظيم وصول الأبناء للأجهزة الإلكترونية والعالم الرقمي بشكل عام للحصول على التوازن المطلوب في نمو الطفل والتطور بشكل طبيعي من الناحيتين الجسدية والنفسية، منوهةً بأن الأهالي يغفلون عن أمر السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل والمسؤولة عن تحفيز الدماغ والطفل بطريقة إيجابية حتى يصل لعقل ناضج في المستقبل.
وذكرت أن الأطفال في الوقت الحالي قد يصعب عليهم الإمساك بالقلم والكتابة، خصوصاً بعد عودتهم من الحجر بعد «كوفيد-19» والتي كانت الأجهزة اللوحية متصدرة عمليتهم التعليمية بشكل يومي.
وأفادت بأن قدرة التحكم بتعلم الطفل مهارات جديدة مرتبطة بنمو دماغه وصحة جسده وصحته النفسية، وقد يتسبب العالم الرقمي بنوع من الانطواء لدى الأطفال، بسبب تواصله المستمر مع هذا العالم فقط من دون أي تواصل من الأسرة أو الأفراد في المجتمع، مشيرةً إلى الآثار الصحية على الإدمان في العالم الرقمي والذي يؤثر على النمط الصحي للأفراد، ويشمل الكبار والصغار، بحيث إن آثاره مثل أي إدمان آخر يؤثر على الفرد وحياته وتعاملاته مع المحيطين به.

حلقة المنبر
وفي حلقة المنبر النقاشية، تحدث محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين، عن أهمية التقبل والتعايش مع الواقع الجديد الذي يعيشه العالم في الوقت الحالي، والوعي أن هذا الواقع لا يمكن النظر للوراء وتجاهل التطورات السريعة الحاصلة والتطورات القادمة التي تعتبر أصعب ومختلفة بشكل أكبر.
وأشاد بدور المؤسسات الوطنية التي تعمل على وضع السياسات من أجل تنظيم وزيادة الوعي حول العالم الرقمي، وجعل الفرد مسؤولاً عن نفسه وأسرته لمواجهة التحديات، والتشجيع على استخدام الإنترنت بشكلٍ إيجابي وآمن، مؤكداً على الحاجة للتكامل بين جميع المؤسسات لمواجهة التحديات، وتوعية الأبناء وخلق نوع من التواصل بين الوالدين والأبناء في الأسرة الواحدة.
وشدد على دور الإعلام في تحصين المجتمع من المخاطر، وأن دور المؤسسات الإعلامية كبير في هذا الأمر، وذلك باستخدام الأدوات التي لديها.

دور الوالدين
تطرقت فاطمة عبداللـه الحمادي خبير اجتماعي في مؤسسة التنمية الأسرية، في المحور الاجتماعي «كيف نحقق السلامة الرقمية في المجتمع»، إلى مسألة الرقابة ودور الأمهات والآباء في هذا الأمر، حيث لدى معظم شرائح المجتمع وعي حول المخاطر والأدوار التي عليهم تأديتها لمنعها.
وأشارت إلى نقص الإرادة الداخلية لدى الآباء والأمهات لإحداث التغيير وعدم وضع الأهداف التي تحقق ذلك الأمر، مؤكدةً أهمية وضع الضوابط لحماية الأبناء وطرح الموضوع بطريقة مختلفة والنظر إليه بجوانب متعددة والنظر في أساليب الحماية الأفضل للتعايش مع هذا العالم والوصول للحماية الذاتية.

المحور التربوي
في المحور التربوي «دور المؤسسات التربوية في غرس قيم المواطنة الرقمية»، تحدثت الدكتورة عائشة اليماحي مستشار مجلس الإدارة لشركة ألف للتعليم، عن تحقيق التوازن في المؤسسات التعليمية لاستخدامات المنصات الرقمية، خصوصاً مع وجود فوائد كبيرة تقدمها للأبناء والطلبة، والتي يجب استخدامها بالشكل الصحيح.
وذكرت محاور عدة، تسهم في تحقيق التوازن، وهي توفير أطر أخلاقية وقيم وسياسات وبروتوكولات للتعامل مع الوسائل والتعلم الرقمي، وتحديد الأوقات التي يستخدم بها الطالب الوسائل داخل المؤسسة التعليمية أو المنزل، ووضع الأطر والسياسات لاستخدام هذا النوع من التقنيات ونشرها للطلبة والأسر، وتحديد دور المدرسة في التوعية بالسلامة الرقمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©