«الاستدامة».. مشاريع ومبادرات مبتكرة في الشارقة

لمياء الهرمودي (الشارقة)

تسعى إمارة الشارقة من خلال رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، إلى تحقيق الاستدامة الشاملة من خلال المشاريع والمبادرات التي تقدمها وتتبناها بهدف تجسيد الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة ورؤية الإمارات لعام 2030، والتي تسعى لتحقيق بيئة مستدامة من حيث جودة الهواء، والمحافظة على الموارد المائية، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، وتطبيق التنمية الخضراء.
وتبرز جهود الإمارة واضحة إذ تعتبر مدينة الشارقة المستدامة، أول مجمع سكني مستدام في إمارة الشارقة، وتعمل المدينة بالطاقة المتجددة، وتهدف إلى الاعتماد بالكامل على مصادر طاقة بصافي انبعاثات صفرية.

مدينة الشارقة المستدامة 
قال يوسف أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة لـ«الاتحاد»: شهد العالم تقدماً ملحوظاً نحو تجاوز تأثيرات التغير المناخي المتنامية أو على الأقل التخفيف منها، وحقق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 27 في مصر إنجازاً كبيراً من خلال إطلاق صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول المتضررة من تأثيرات الكوارث المناخية، في حين وصل مؤتمر التنوع البيئي كوب 15 في كندا إلى اتفاق تاريخي يهدف إلى حماية الطبيعة والالتزام بالحفاظ على ثلث البيئة الطبيعية في العالم بحلول عام 2030. كما أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن عدد من الخطوات، من بينها خطط لإدخال معايير الاستدامة للمباني والطرقات والمنازل من أجل تقليل انبعاثات الكربون، في حين عملت دبي على تسريع تحولها إلى الاقتصاد الأخضر، حيث أعلنت عن خريطة طريق لجعل وسائل النقل العام فيها خالية من الانبعاثات بحلول عام 2050.
وأضاف المطوع: يشهد مفهوم الحياة المستدامة إقبالاً متنامياً في الإمارات، بفضل زيادة الوعي البيئي والتوجه نحو أنماط الحياة المستدامة. فعلى سبيل المثال، لاحظنا زيادة الاهتمام بمعرفة مزيد من المعلومات حول مدينة الشارقة المستدامة، أول مجتمع سكني مستدام في إمارة الشارقة. ويلعب الابتكار دوراً أساسياً في مدينة الشارقة المستدامة ويشكل جوهر عمليات التطوير فيها، حيث تم تجهيزها بطاقة متجددة تُنتج من خلال ألواح الطاقة الشمسية وأجهزة تتميز بكفاءة استهلاك الطاقة، كما استُخدم في بنائها مواد مستدامة وتصميمات حرارية ذات كفاءة عالية، من أجل تقليل فواتير الخدمات العامة والتكاليف التشغيلية. وينسجم المشروع السكني المستدام مع الجهود الوطنية المتعلقة بالترابط بين المياه والغذاء والطاقة، إذ يوفر حلولاً عمليةً في مجال الأمن الغذائي وإدارة استهلاك المياه والطاقة، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية.

الصرف الصحي
وأوضح الرئيس التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة: تلتزم المدينة بدعم الشركات الناشئة والمبتكرين، ولا سيما الشباب والسيدات، لتطوير مزيد من الابتكارات في مجال الاستدامة وإرساء ثقافة ريادة الأعمال المستدامة في الشارقة والإمارات الأخرى. لذا قررنا التعاون مع مؤسسات عديدة لدعم مجموعة من المبادرات، مثل تحدي بوابة الشارقة، التي تعمل على تمكين الشركات الناشئة المبتكرة والإبداعية من النمو والتوسع في إمارة الشارقة.
كما تقوم المدينة بمعالجة مياه الصرف الصحي فيها بالكامل لري المساحات الخضراء، وتعمل على إعادة تدوير أكبر كمية ممكنة من النفايات لتجنب إضافة المزيد منها في المكبات، وتُنتج المدينة خضراوات خالية تماماً من المواد الكيميائية وتشجع السكان على المشي واستخدام وسائل التنقل النظيف. وصُممت مدينة الشارقة المستدامة استناداً إلى ركائز الاستدامة الثلاثة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، حيث تعتمد مفهوم الاكتفاء الذاتي في مجتمع متكامل تماماً يسعى للحد من الانبعاثات الكربونية ويوفر أسلوب حياة مستدام ونابض بالحياة، وبالتالي دعم الجهود الوطنية والعالمية في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتم تجهيز المدينة بطاقة متجددة تُنتج من خلال ألواح الطاقة الشمسية، التي تم بناؤها باستخدام مواد مستدامة وتصميمات حرارية ذات كفاءة عالية، من أجل تقليل فواتير الخدمات العامة والتكاليف التشغيلية، ما يتيح للسكان توفير ما يصل إلى 50% من فواتير المياه والكهرباء.

الحياد المناخي
وبدورها قالت المهندسة لانا عامر المحمود مهندسة طاقة متجددة ومستدامة «للاتحاد»: تتمتع الاستدامة بمكانة محورية في المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي التي وضعتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وتلتزم إمارة الشارقة بدعم هذه الأهداف واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان تحقيقها، كما أصبحت الحياة المستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى بالتزامن مع تزايد الترابط في عالم اليوم وتزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث وغيرها من المخاوف البيئية. ويجب على الجميع السعي لتحقيق أسلوب حياة أكثر استدامة، إذ يمكننا المساعدة في تقليل بصمتنا الكربونية وتقديم مساهمات إيجابية للبيئة من خلال إجراء تغييرات صغيرة على عاداتنا وممارساتنا اليومية. ويمكن تحقيق العيش المستدام بطرائق عديدة وبدون التأثير على راحتنا أو دفع تكاليف إضافية، بما فيها تقليل الاعتماد على المنتجات غير القابلة لإعادة الاستخدام أو التدوير والزراعة في حديقة المنزل، حيث إذ يساعد نمط الحياة المستدام على توفير التكاليف على المدى الطويل.
وقالت: يقع على عاتقنا اليوم تعليم طريقة التفكير بطريقة مسؤولة بيئياً للأجيال القادمة، وهذا يتطلب تثقيفهم بأهمية تقليل استهلاك المواد وإعادة استخدامها وتدويرها والحفاظ على الموارد الطبيعية والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تعريفهم بأهمية أعمالهم على البيئة، وذلك من خلال تقديم المعرفة والمعلومات اللازمة وتزويدهم بقصص ملهمة لأشخاص أحدثوا فرقاً. ولا شك أنه بإمكاننا مساعدة الأجيال القادمة على تطوير عقلية تسهم في تحقيق مستقبل مشرق وأكثر استدامة.

اجتماعية وبيئية واقتصادية
وأضافت المهندسة المحمود: صُممت مدينة الشارقة المستدامة استناداً إلى ركائز الاستدامة الثلاثة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، حيث تعتمد مفهوم الاكتفاء الذاتي في مجتمع متكامل تماماً يسعى للحد من الانبعاثات الكربونية ويوفر أسلوب حياة مستدام ونابض بالحياة، وبالتالي دعم الجهود الوطنية والعالمية في تقليل الانبعاثات الكربونية. وتسهم المدينة بتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما الهدف السادس لتأمين الوصول إلى المياه والصرف الصحي، حيث تتمتع مدينة الشارقة المستدامة بمحطة تكرير لمياه الصرف الصحي، والهدف السابع الذي يركّز على جملة من الأمور، بما فيها تأمين حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة والموثوقة والمستدامة بتكلفة ميسورة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل كبير. وتمتد مدينة الشارقة المستدامة، المجتمع السكني الرائد والصديق للبيئة، على مساحة 7.2 مليون قدم مربع في منطقة الرحمانية في الشارقة وتعزز نمط حياة متوافق مع متطلبات المستقبل. وتضم 1250 فيلا مستدامة موزعة على أربع مراحل وتتكون من ثلاث وأربع وخمس غرف نوم، وتتراوح مساحتها بين 2035 و3818 قدما مربعا.

أخبار ذات صلة

الإمارات أول دولة تصل مساعداتها إلى خان يونس في غزة

الإمارات.. نموذج ملهم في التلاحم المجتمعي

«مجموعة بيئة» حلول ذكية لمدن المستقبل
من جانب آخر تعمل مجموعة بيئة التابعة لإمارة الشارقة على وضع رؤية واضحة لمستقبل قائم على الاستدامة من خلال الحلول المبتكرة المعززة بالتقنية الرقمية، لجودة حياة أفضل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تعتبر «بيئة»، هي المجموعة الرائدة في مجال الاستدامة بالمنطقة ولديها عدد من الشركات التابعة المعروفة بابتكاراتها البيئية وحلولها الذكية لمدن المستقبل.
وتأسست مجموعة بيئة عام 2007، وبدأت رحلتها كشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف طرح حلول مبتكرة لإدارة البيئة والنفايات. ترتكز «بيئة» في استراتيجيتها على عنصريْ الاستدامة والتكنولوجيا باعتبارهما العمود الفقري لاقتصادات المستقبل، كما استثمرت «بيئة» قوياً في استكشاف وطرح حلول مستقبلية واعدة بعدد من القطاعات أهمها، الطاقة المتجددة والتنقل الأخضر والنقل والتعليم والتكنولوجيا، إذ يجسد مقر «بيئة» الجديد الابتكار والإبداع المعماري حيث تنافس به المجموعة المعايير العالمية للبنية التحتية المستدامة والذكية. بفضل التصميم الرائع الذي قدمته شركة زها حديد للهندسة المعمارية، يضع المقر الرئيسي معياراً جديداً للمباني المستدامة، حيث يعمل المبنى بالطاقة المتجددة بالكامل ويجسد مبادئ الاستدامة من خلال استراتيجية متكاملة، كما يهدف المخطط لاستغلال الموارد بأعلى كفاءة مع تقليل أي آثار سلبية على البيئة المحيطة.
وباعتباره أول مبنى متكامل بالذكاء الاصطناعي في المنطقة، يعمل المقر الرئيسي لمجموعة بيئة بمميزات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، التي طورها وأطلقها خبراء التكنولوجيا في مايكروسوفت وجونسون كونترولز وإيفوتك. بدءاً من مساحات العمل الرقمية ودمجها مع مكاتب الدعم الذكية، ووصولاً إلى الحلول الأمنية والإدارة الذكية لخدمات الاستقبال والإرشاد، ليُصبح المبنى نموذجاً يُحتذى به لمباني الجيل القادم.

النفايات = طاقة  
تعد محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة تدعم تحقيق أهداف الإمارات الخاصة بتحويل النفايات بعيداً عن المكبات والمبادرة الاستراتيجية للحد من الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتحول المنشأة 300 ألف طن من النفايات عن المكبات سنوياً وتوليد 30 ميجاواط من الكهرباء منخفضة الكربون، كما سيتمكن المشروع من رفع نسبة تحويل النفايات بعيداً عن المكبات من 76% إلى 100%، لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط تُحول فيها النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات
وإلى جانب إنتاج الطاقة من نفايات غير قابلة لإعادة التدوير، تضم المحطة نظماً لتحسين كفاءة الطاقة وخفض استهلاك المياه. وتستوفي المحطة شروط وثيقة «أفضل التقنيات المتاحة» الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والتي ترسي المعايير العالمية المعتمدة في هذا المجال.
كما وقعت «بيئة» ميثاق «لمركبات صفرية الانبعاثات»، وذلك على هامش مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب 27) المنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية.

4 ركائز رئيسة 
أكد المهندس محمد الحوسني الرئيس التنفيذي للاستدامة في مجموعة بيئة «للاتحاد» على ان هناك أربع ركائز رئيسة للاستدامة على جميع الجهات العمل والتعاون لتحقيقها وهي البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتسعى وتتظافر جهود كافة الجهات الحكومية والمحلية والخاصة في الدولة لتحقيق مفهوم الاستدامة، خاصة بعد ما أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2023 سيكون عاماً للاستدامة في دولة الإمارات من خلال استضافتها «كوب 28».، ونحن في مجموعة بيئة نعكس من خلال جهودنا دعمنا والتزامنا في تعزيز الجهود الوطنية للاستدامة وتسريع وتيرتها عبر مختلف القطاعات وعلى جميع الصُّعد.
وقال الحوسني: لقد دشنت بيئة للخدمات البيئية التابعة لمجموعة بيئة الرائدة في مجال الاستدامة بالشرق الأوسط - منصة «مراسي» الرقمية، للتعامل مع نفايات الموانئ، اذ توفر حلولاً متكاملة، من خلال دمج جميع المتطلبات الخاصة بإدارة النفايات، بدءاً من نقطة الوصول إلى الميناء حتى المعالجة النهائية، ويعتبر «ميناء خالد» أول ميناء في إمارة الشارقة يتبنى خدمات هذه المنصة الجديدة.

جامعة الشارقة تطور ثقافة الاستدامة
أولت جامعة الشارقة اهتماماً واضحاً في جانب تطبيق فكر الاستدامة من خلال برامجها ومبادراتها حيث أكد الدكتور عماد السيوف مدير مكتب الاستدامة في جامعة الشارقة «للاتحاد» قائلاً: نسعى في جامعة الشارقة إلى تحقيق مفهوم الاستدامة ورؤية الإمارات لعام 2030 والتي تتماشى مع أهداف جامعة الشارقة في المساهمة في التقدم العلمي والاقتصادي والبيئي والاجتماعي للمجتمع، فقد تم إنشاء مكتب الاستدامة في الجامعة 2017، بقرار من مدير الجامعة بما يتماشى مع قيم وتوجيهات رئيسها سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، لضمان التنمية المستدامة مع الحفاظ على البيئة، وتحقيق التوازن المثالي بين كل من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف: تهدف رؤية مكتب الاستدامة بأن «تصبح جامعة الشارقة رمزاً إقليمياً وعالمياً للتميز في مجال الاستدامة ضمن مؤسسات التعليم العالي، كما يسعى المكتب لتطوير ثقافة الاستدامة ورفع مستوى الوعي حول الاستدامة وأهمية الحفاظ على البيئة لخلق ممارسات بيئية صحية في كل جانب من جوانب الحياة داخل الحرم الجامعي.
وقال مدير مكتب الاستدامة في جامعة الشارقة: تبنى مكتب الاستدامة منهج التطوير المستمر لضمان تحقيق التقدم والذي يتكون من أربع مراحل وهي: التخطيط، حيث يتم تحديد الفرص والتخطيط لإحداث تغيير إيجابي، والتنفيذ، من خلال تنفيذ التغييرات على نطاق محدود، بالإضافة إلى التحقيق والدراسة من خلال تحليل ودراسة نتائج التغييرات، والنظر في مدى تأثيراتها الإيجابية أو السلبية، وأخيرا التحسين، إذ يتم اتخاذ الإجراء المناسب بتنفيذ التغييرات على نطاق أوسع مع تقييم النتائج باستمرار أو تصحيح الإجراء.
وأشار إلى أنه ترتكز آلية عمل المكتب على مفهوم دوائر الاستدامة التي تم تبينها واشتقاقها من مفهوم دوائر الجودة الياباني، حيث تعنى كل دائرة بمجال معين من مجالات الاستدامة البيئية والاقتصادية والبيئية، بقيادة عضو هيئة تدريس أو خبير في المجال المعني وإشراك المهتمين في هذا المجال من طلاب وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية. مبينا أنه مع تبني منهجية وآلية عمل المكتب، وتكامل الجهود، فضلا عن دعم إدارة الجامعة على نحو مستمر، ومشاركة المجتمعات المحلية، سيتمكن المكتب من تحقيق أهداف الاستدامة، والوصول إلى مراكز متقدمة في هذا المجال، بما يحقق الاعتراف بالجامعة كرائدة للتميز في مجال الاستدامة ضمن مؤسسات التعليم العالي على الصعيد المحلي والإقليمي في غضون السنوات الخمس القادمة.
وقال مدير مكتب الاستدامة في جامعة الشارقة: شاركت جامعة الشارقة في تصنيف الجامعات العالمية UI GreenMetric (UIGWUR) لمدة ست سنوات على التوالي من 2017 إلى 2022 وحافظت على المركز الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة للعام السادس على التوالي. ويهدف تصنيف نظام»يو اي GreenMetric «العالمية إلى تقييم وتصنيف الجامعات في جميع أنحاء العالم وفقًا لحالتها وسياساتها الحالية المتعلقة بالحرم الجامعي الأخضر وأنشطة الاستدامة. يقيس الاستدامة في ستة جوانب هي الإعداد والبنية التحتية والطاقة وتغير المناخ والنقل والنفايات والمياه والتعليم، ومن خلال تلك السنوات الست، ظهر تحسن هائل من خلال التصنيف العالمي. وجدير بالذكر بأن جامعة الشارقة أول جامعة في الوطن العربي تحصل على التصنيف الذهبي في نظام تتبع وتقييم الاستدامة ستارز.

البلدية.. منظومة خدمات مبتكرة للاستدامة
أطلقت بلدية مدينة الشارقة خريطة استراتيجية للأعوام 2021 إلى 2023 لضمان تنفيذ مشاريعها ومبادراتها وفق أسس ومعايير حديثة وموثّقة، وتقديم منظومة خدمات مبتكرة ومتكاملة تلبي تطلعات المتعاملين، وصولا إلى تحقيق رؤيتها الطموحة بأن تكون بلدية رائدة في الاستدامة وجودة الحياة لتكون.
ففي 2021 استطاعت بلدية مدينة الشارقة تنفيذ مشاريع متنوعة لدعم الاستدامة والرقعة الخضراء في مدينة الشارقة فعلى صعيد تنفيذ المشاريع الزراعية الكبرى والتهيئة البنية التحتية الحضرية المستدامة التي تعزز مكانة الشارقة في مصاف المدن التي تتمتع بأفضل معايير الاستدامة وجودة الحياة على مستوى العالم، فمن أبرز الإحصاءات والأعمال والمشاريع التي نفذتها بلدية مدينة الشارقة في جانب الزراعة والبستنة فقد بلغت المساحة الجديدة المزروعة خلال العام2021 1.107.437 مترا مربعا، كما بلغت نسبة الزيادة في مساحة المسطحات الخضراء 6.09%، وبلغ عدد الأشجار ونباتات الزينة التي تم زرعها خلال ذلك العام 125 الفا و559 شجرة، وبلغ عدد الزهور التي تم ّ إنتاجها في مشاتل البلدية أكثر من 6 ملايين و190 الف زهرة، كما بلغ عدد الأشجار والشجيرات التي تم ّ إنتاجها في مشاتل البلدية نحو 179 الف شجيرة، ووصل عدد الحدائق في المدينة إلى 71 حديقة، كما بلغ إجمالي السماد الزراعي المنتج في مصنع السماد إلى 45 الفا و610 أطنان. وبهذا كانت التكلفة الإجمالية للمشاريع الزراعية نحو 31 مليونا و247 ألف درهم.
كما تم البدء في المرحلة الأولى من مشروع نظام معالجة حمأة مياه الصرف الصحي بأعلى المواصفات العالمية، ويتميز المشروع باستهلاك أقل للطاقة. ويشغل نحو 20% فقط من مساحة الأرض الموجودة مقارنة بالأنظمة السابقة، وتتم عمليات التشغيل والتحكم والمراقبة الكترونيا من خلال الأنظمة الرقمية وبرنامج إسكادا، ويعالج المشروع 125 مترا مكعب من الحمأة في الساعة بزيادة 500% عن الأنظمة السابقة التي كانت تعالج 25 مترا مكعبا فقط.
هذا وتولي مدينة الشارقة اهتماماً كبيراً بصحة أفراد المجتمع وسلامة البيئة وتبذل جهوداً حثيثة من أجل الارتقاء بمقومات وركائز جودة الحياة وفق أعلى المعايير المعيشية من خلال تعزيز جودة واستدامة الصحة العامة لمجتمع مدينة الشارقة، وضمان أعلى مستويات السلامة البيئية وتطوير واستحداث مرافق عامة خدمية تدعم جودة المجتمع. اذ بلغت عدد الزيارات التفتيشية والرقابية على مستوى المدينة أكثر من 62 ألف زيارة في 2021، وتم إصدار ما يقارب 98 ألفا و900 شهادة صحة مهنية، وبلغ عدد المنشآت التي اجتازت نظام التدقيق للممارسات الصحية الجدية أكثر من 700 منشأة.

«المحميات الطبيعية»
أطلقت هيئة البيئة المحميات الطبيعية، جائزة الشارقة للاستدامة التي انبثقت فكرتها لتواكب رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أهمية حماية البيئة وصون التنوع الحيوي في الإمارة. وتم اعتمادها من قبل أعضاء المجلس التنفيذي بإمارة الشارقة. وتعتبر البرامج البيئية في المدارس والجامعات من ضمن البرامج الهامة في منظومة أنشطة الهيئة، والتي تهدف إلى الاستدامة من خلال الحفاظ على التنوع الحيوي. كما أنها تمثل وسيلة من وسائل التوعية الرئيسية في عملية توسيع دائرة الفئات الاجتماعية المستهدفة، مما يمكن الهيئة من تحقيق أهدافها التي تصب في الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي.
وتكمن أهمية إطلاق جائزة الشارقة للاستدامة، في إشراك ودعوة جميع طلبة المدارس والجامعات بإشراف إداراتهم ومدرسيهم إلى وضع تصوراتهم من مشاريع وأفكار وأنشطة مستقلة لتعزيز مبدأ البيئات الدراسية المستدامة ضمن المواصفات البيئية المعمول بها عالميا. وتقام جائزة الشارقة للاستدامة على مدار العام الدراسي، وتضم فئتين تستهدف من خلالهما طلبة مراحل التعليم الأساسي، والتعليم الثانوي في مدارس إمارة الشارقة الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى فئة طلبة الجامعات في إمارة الشارقة.