الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ساحل وممشى المغيرة.. تجربة فريدة للباحثين عن المتعة واستكشاف الطبيعة

ساحل وممشى المغيرة.. تجربة فريدة للباحثين عن المتعة واستكشاف الطبيعة
29 ديسمبر 2022 01:49

إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)

شهد ممشى وساحل المغيرة، الذي تم افتتاحه الخميس الماضي، توافد الآلاف من مختلف إمارات الدولة وخارجها للاستمتاع بتجربة بيئية متميزة يتم تقديمها للزوار من مختلف الجنسيات والأعمار كافة من عشاق الطبيعة والباحثين عن تجربة فريدة لاكتشاف العجائب البيئية، وكذلك الباحثين عن الإثارة ممن يتوقون إلى لحظات مذهلة مع أحبائهم وأصدقائهم.
وعلى بعد 160 كم غرب العاصمة أبوظبي، تم افتتاح الوجهة السياحية المتكاملة «ساحل المغيرة» و«ممشى المغيرة»، وهما المشروعان اللذان تم تنفيذهما وتطويرهما في منطقة الظفرة من قبل شركة مدن العقارية، ويقعان بجوار منتجع المغيرة - باب النجوم والذي يثري الإمكانات السياحية والاقتصادية لمنطقة الظفرة، كونه يوفر فرصاً استثمارية جذابة وخيارات متعددة تلبي وسائل الراحة التي يستمتع بها المقيمون والزوار.
وأعرب الزوار، من مختلف الجنسيات، عن سعادتهم بهذه التجربة المميزة والفريدة التي استمتعوا بها والذين حرصوا على زيارة الساحل والممشى خلال الأيام الماضية، والاستفادة من الخدمات كافة التي تم تقديمها للزوار.
وتبلغ مساحة «ساحل المغيرة» نحو 12 هكتاراً، ويضم مجموعة من منافذ البيع بالتجزئة ومراكز للترفيه والتسلية ونحو 15 مطعماً ومقهى وثلاثة مبانٍ تجارية، ومركزاً متعدد الاستخدامات وساحة للفعاليات، فضلاً عن حديقة مائية وحلبة تزلج ومنطقة ألعاب رياضية مفتوحة وملاعب خارجية لكرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة ومسار للدراجات، ومركز لألعاب «الليزر تاغ» و«بينت بول».
كما يعد مشروع «ممشى المغيرة» الذي يمتد طول الممشى الخشبي إلى نحو كيلومترين بين أشجار القرم والبحر، المشروع المتكامل، موطناً للمناظر الطبيعية والإطلالات الخلابة، مثل أشجار القرم الطبيعية التي يمكن للزوار الوصول إليها من رصيف المراكب الصغيرة أو من خلال المحطات التعليمية في الممشى.

ويتميز الممشى بأبراج عالية تسمح للزوار بمشاهدة الأشجار والطيور، والتعرف على الطبيعة البيئية، من خلال محطات تعليمية عن الكائنات الحية المختلفة، مثل طائر مالك الحزين الأسود وأبقار البحر، والاستمتاع بالمشاهد الخلابة لمنطقة أشجار القرم والبحر المفتوح.
وتواصل منطقة الظفرة العمل نحو تعزيز مكانتها في القطاع السياحي على مستوى الدولة، من خلال تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية التي تلبي متطلبات التطور القائم في منظومة العمل السياحي في المنطقة، ما يسهم بالتالي في تحفيز قطاعي السياحة والترفيه، وذلك وفق خطط عمل متميزة.
وأوضح أحمد الشيخ الزعابي مدير التنفيذ بشركة مدن العقارية، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ساحل وممشى المغيرة يمثلان إضافة سياحية مهمة في منطقة الظفرة، ويوفران تجربة فريدة للزوار سواء من سكان منطقة الظفرة، وكذلك الزوار من مختلف إمارات الدولة أو خارجها.
وأشار الزعابي إلى أن ممشى المغيرة يمثل تجربة فريدة من نوعها، تساهم في تقريب الزوار من طبيعة المرفأ البيئية، وخاصة أشجار القرم التي تنتشر في منطقة المشروع، مما يضفي مزيد من المتعة والبهجة والاستمتاع بالبيئة الطبيعية.
وأكد الزعابي أن المشروع يمثل إضافة سياحية وترفيهية في منطقة الظفرة؛ نظراً لما توفره من أنشطة رياضية لجميع الأعمار، منها: رياضة التزلج والملاعب الرياضية والبنت بول وكرة القدم الشاطئية، بجانب أنشطة ترفيهية والعديد من الأماكن المتميزة التي يمكن زيارتها والاستمتاع بها في أجواء رائعة ومتميزة.
وبين الزعابي أن مشروع الممشى والساحل تم تنفيذه بناء على خطط مدروسة تمت الاستفادة منها برغبات ومقترحات الزوار والسكان لتوفير مرافق سياحية وترفيهية متميزة تبرز جمال طبيعة المنطقة وما تتميز به من أشجار القرم والسواحل الرائعة، مؤكداً أن الدخول مجاني أمام الجمهور والراغبين في تجربة رائعة وسط أشجار القرم وعلى ساحل المغيرة والاستمتاع بما يتم تقديمه من خدمات متميزة للزوار.

يبهر الجميع
وأعرب يوسف عبدالله الحمادي، من أهالي المرفأ، عن سعادته بممشى وساحل المغيرة الذي تم افتتاحه الخميس الماضي للجمهور، مؤكداً أنه أعطى تجربة فريدة ومميزة للأسرة والعائلة؛ نظراً لما يضمه من مساحات ومناظر طبيعية خلابة تبهر الجميع، كما أعطت تجربة مثالية للاستمتاع بأشجار القرم، خاصة أن تلك الأشجار لها مكانة كبيرة لدى سكان الإمارات، وخاصة المناطق والمدن الساحلية.

روعة المكان
أشار عبدالله الراشدي من المملكة العربية السعودية إلى أنه سمع عن ممشى المغيرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهز الفرصة لزيارته الإمارات من أجل مهرجان ليوا الدولي، وقرر زيارة الموقع الذي أبهره من خلال الصور التي تم نشرها له من قبل حضوره وزاد انبهاره بما شاهده من روعة المكان وتميز الإبداع للممشى الذي يوفر فرصة فريدة للزوار للاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة في تجربة فريدة.
ويؤكد الراشدي أن زيارته الحالية كانت بمفردة من أجل استكشاف المكان ومعرفة معالمه، ولكن بعد زيارته قرر أن تكون له زيارة قريباً مع أسرته للاستمتاع بهذا الموقع الفريد على ساحل الظفرة.

تجربة سياحية فريدة
أكد عدد كبير من زوار ممشى وساحل المغيرة روعة وجمال المنظر الطبيعي والإمكانات المتوافرة للزوار، وأشادوا بالجهود المبذولة من القائمين على المشروع لتوفير تجربة سياحية فريدة ومتميزة، تظل راسخة في وجدان كل من زار الموقع واستمتع به. وشهدت الأيام الماضية إقبالاً متزايداً من الأهالي والزوار، سواء من داخل الدولة أو خارجها، ويتيح ممشى القرم الفرصة للزوار للاستمتاع بمشاهدة المساحات الطبيعية الخلاّبة والبيئة الساحلية، وسط الطيور والحيوانات البحرية والبرية، وهو مناسب لجميع أفراد العائلة.

منتجع المغيرة 
يقع ساحل وممشى المغيرة بجوار منتجع المغيرة السياحي الذي سبق افتتاحه كأحدث وجهة سياحية بيئية في إمارة أبوظبي، ومصممة لتمنح الزوار فرصة فريدة في التواصل المباشر مع الطبيعة.
ويضم المنتجع، وهو موقع التخييم الوحيد في الإمارات الذي يوجد داخل محمية «محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي»، 20 كابينة «إيرستريم» بغرفة نوم واحدة، و20 كرافاناً بغرفة أو غرفتي نوم وحمامات سباحة خاصة خارج الكرافانات ومرافق للشواء وموقد نار، إضافة إلى حوض سباحة ومطعم ومقهى، ومتجر خاص بتأجير الدراجات ومسارات متخصصة لركوب الدراجات الهوائية يبلغ طوله 4.5 كيلومتر ومسارات للمشي ومنطقة ألعاب للأطفال، إضافة إلى مركز تعليمي للزوار يهدف إلى رفع وعي رواد المنتجع بأشجار القرم وأهميتها البيئية، كما يوفر المركز مجموعة من التجارب التعليمية الفريدة والمؤثّرة التي تتضمن تسليط الضوء على أهمية المحافظة على البيئة واستدامتها لمساعدة الزوار على إعادة التواصل مع أنفسهم والطبيعة.

مكانة خاصة لأشجار القرم
تحظى أشجار القرم أو المانجروف بمكانة بارزة وخاصة لدى دولة الإمارات، وهي بمثابة كنز بيئي وتكتسب أهمية ثقافية واقتصادية وطبيعية كبيرة، لاحتضانها العديد من الكائنات البحرية.
وتولي دولة الإمارات أشجار القرم أهمية كبيرة، حيث تم الإعلان عن خطة وطنية لزراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030 في حين وضعت أبوظبي في فبراير من هذا العام خططاً طموحة لترسيخ الإمارة كمركز عالمي للبحث والابتكار في دعم الحفظ، من خلال مبادرة أبوظبي لأشجار القرم.
وكانت دولة الإمارات من الدول الأولى التي أدركت أهمية الموائل الساحلية واستعادة غابات أشجار القرم، وقد بذلت جهوداً كبيرة للمحافظة عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، كما تم تنفيذ مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق بقيادة هيئة البيئة - أبوظبي، وكانت أبوظبي المكان المثالي لمثل هذا المشروع؛ نظراً لمفاهيمها المبتكرة والتزامها بالتنمية المسؤولة بيئياً.
وتمتلك أبوظبي أقدم المبادرات المعروفة عالمياً لاستعادة وتأهيل أشجار القرم، حيث يبلغ عمر بعض الأشجار الموجودة في الإمارة ما يقرب من 100 عام وفي عام 2015 احتلت أشجار القرم نحو 14117 هكتاراً منتشرةً في مواقع متفرقة بجميع أنحاء الإمارة وخلال السنوات العشر الماضية تمت زراعة ما لا يقل عن 15 مليون شجرة من أشجار القرم الصغيرة على طول ساحل أبوظبي.

الأثر البيئي
ويوضح المهندس جمال فواز غانم أهمية الأثر البيئي لأشجار القرم، مشيراً إلى أن أشجار القرم توجد على امتداد المناطق الساحلية التي تتأثر بعوامل المد والجزر، وتلعب دوراً حيوياً في حماية السواحل من العواصف والفيضانات، كما تشكل موائل للحياة البرية، وتسهم في التخفيف من آثار التغير المناخي بتخزينها للكربون بنسبة تفوق بأربع مرات نسبة الكربون التي تخزنها الغابات الاستوائية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©