الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. دور فاعل في مجلس الأمن

الإمارات.. دور فاعل في مجلس الأمن
29 ديسمبر 2022 01:50

أحمد مراد (القاهرة)

تتويجاً للدبلوماسية الناجحة والسياسة الخارجية المتوازنة، والمكانة المرموقة على الساحة الدولية، والثقة الراسخة لدى المجتمع الدولي كله، استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة العام 2022 ببدء عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي التي تستمر حتى نهاية ديسمبر من عام 2023، وهي المرة الثانية التي تشغل فيها الإمارات مقعداً في مجلس الأمن الدولي.
وعبر عضويتها الفاعلة والنشطة في أروقة المجلس واصلت الإمارات على مدى 12 شهراً دورها الدولي المتميز، وركزت خلاله على تعزيز أطر السلام والتنمية والمرونة والابتكار، ودعم القضايا العربية، وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، والاضطلاع بدور رئيس في الجهد الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي.

أقوى باتحادنا
تحت شعار «أقوى باتحادنا»، انطلقت حملة الإمارات للحصول على عضوية مجلس الأمن، وركزت الحملة على خطوط محورية شملت: إيصال الصوت العربي إلى العالم، وإسماع المجتمع الدولي صوتاً عربياً حازماً لا يتهاون في الدفاع عن قضاياه، ودفع مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته، والعمل بشكل جاد لإيجاد حلول فعالة وعادلة للقضايا العربية، وتحقيق السلام والأمن، وتعزيز العمل المشترك، والتشجيع على حل النزاعات بالطرق السلمية مع دعم جهود الوساطة، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة التحديات الدولية الجديدة مثل التغير المناخي والأوبئة وغيرها، والتحفيز على الابتكار لإرساء السلام والأمن. وفي الحادي عشر من يونيو عام 2021، فازت الإمارات بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وذلك لفترة تمتد لعامين، تبدأ من شهر يناير 2022، وجاء فوز الدولة بعضوية مجلس الأمن مستحقاً، حيث حصلت على 179 صوتاً من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي عكس المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها الإمارات في أوساط المجتمع الدولي. وكانت الإمارات قد سبق أن شغلت هذا المقعد للمرة الأولى في الفترة ما بين عامي 1986 و1987.

بدء العضوية
في الأول من يناير 2022، تسلمت الإمارات مقعدها في مجلس الأمن الدولي، وفي أول رد فعل قالت السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة: «تشغل الإمارات مقعدها في مجلس الأمن للمرة الأولى منذ 1987، وترافق امتيازات عضوية الدولة في المجلس مسؤوليات كبيرة حيث سنواصل جهودنا نحو إحلال السلام والاستقرار والتعددية في جميع أنحاء العالم».
وفي اليوم الرابع من يناير 2022، شارك ممثلو الإمارات وألبانيا والبرازيل والغابون وغانا في حفل رفع أعلام دولهم، وذلك إيذاناً بمباشرة مهامهم مندوبين غير دائمين في مجلس الأمن الدولي، وخلاله قالت مندوبة الإمارات، لانا زكي نسيبة، إن عمل الإمارات في المجلس يعد مرآة تعكس ماهية الإمارات وشعبها المتسامح والمنفتح الذي يؤمن بأننا أقوى باتحادنا، وإن الإمارات ستسعى إلى تقريب وجهات النظر، وكفالة صوت موحد في المجلس حتى تُقابل قراراته بأوسع دعم ممكن. وكشفت الإمارات خلال الشهر الأول من عضويتها في مجلس الأمن الدولي عن عزمها على وضع حلول للعديد من التحديات الجسيمة التي تواجه العالم، منها إضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين، وتعزيز التسامح، ومكافحة التطرف والإرهاب، وإيلاء الأهمية لأعمال الإغاثة الإنسانية، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية والأوبئة، والاستفادة من إمكانيات الابتكار في تحقيق السلام.
ومع اندلاع الأزمة الأوكرانية في 24 فبراير 2022، حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على توظيف عضويتها في مجلس الأمن الدولي للعمل على خفض التصعيد بين الجانبين الروسي والأوكراني، واعتماد آليات الحوار والدبلوماسية والتفاوض لحل الأزمة. وبالتوازي مع ذلك، أعلنت الإمارات تقديم 5 ملايين دولار تبرعاً للنداء الإنساني من أجل مساعدة المدنيين المتضررين من الأزمة.

حملة الترشح
قبل أن تشغل الإمارات مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، كانت قد قادت حملة دبلوماسية ناجحة لنيل المقعد الدولي المرموق، بدأتها في 29 سبتمبر 2020 بالإعلان عن ترشحها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة (2022 - 2023). فخلال المناقشة العامة للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بيان الترشح، وقال فيه: «ستواصل بلادي بالخطى والمبادئ نفسها التي تأسست عليها جهودها في صون السلم والأمن الدوليين بالتعاون مع أعضاء المجلس».

دعم القضايا العربية
سجلت الإمارات خلال العام الأول لعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي (2022) العديد من المواقف والرسائل المساندة للقضايا العربية، وفيما يلي بعض الأمثلة:
• الملف السوري: دعمت الإمارات طوال العام 2022 المسار السياسي في سوريا، ووقف التدخلات الخارجية حفاظاً على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأكدت في إحدى جلسات مجلس الأمن ضرورة أن تظل الأزمة في سوريا في صدارة مناقشات مجلس الأمن حول القضايا الملحة.
• الملف الفلسطيني: في أغسطس 2022 دعت الإمارات مع 4 دول أخرى إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن حول التصعيد بغزة بهدف بحث سبل دفع الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل. وفي أكثر من مناسبة أخرى داخل مجلس الأمن، أكدت دولة الإمارات دعمها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي في إقامة دولة فلسطينية، انطلاقاً من رؤيتها حول إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة. وتعهدت بأن تواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال الفلسطينية والعربية والإسرائيلية التي تستحق العيش بأمان وكرامة في منطقة مستقرة ومزدهرة.
• الملف اليمني: دعمت الإمارات حقوق الشعب اليمني في الاستقرار وإنهاء الانقلاب والإرهاب الحوثييْن، وقد رحبت في 28 فبراير 2022 باعتماد مجلس الأمن القرار 2624 بتصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية» للمرة الأولى، وإدراجهم في قائمة عقوبات اليمن، وفرض حظر الأسلحة عليهم، ودعت الدول الأعضاء كافة إلى الالتزام بإطار مجلس الأمن في هذا الصدد.
• الملف الليبي: دعت دولة الإمارات في أكثر من اجتماع لمجلس الأمن الدولي إلى وقف العمليات العسكرية في ليبيا، وخروج المجموعات العسكرية كافة والمليشيات من المناطق المدنية، وأكدت موقفها الثابت بشأن انسحاب القوات كافة والمقاتلين الأجانب على نحو متزامن ومرحلي وتدريجي ومتوازن، والحفاظ على مخرجات خريطة الطريق وقرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا.

رئاسة مجلس الأمن
تسلمت الإمارات مع مطلع مارس 2022 رئاسة مجلس الأمن التي استمرت شهراً كاملاً، وتتولى الدولة رئاسة المجلس للمرة الثانية في يونيو 2023.
وفي خضم جدول الأعمال المزدحم للرئاسة الإماراتية لمجلس الأمن الدولي الذي تتصدر أجندة المجلس فيه تداعيات الأزمة الأوكرانية، أكدت دولة الإمارات أنها لن تنسى، وهي ترأس مجلس الأمن الدولي، ملايين الأشخاص حول العالم وما يواجهونه من أوضاع في أفريقيا والشرق الأوسط وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان.
وخلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي، عقدت الإمارات 3 فعاليات ترتبط بأولوياتها في المجلس، الأولى حول المرأة والسلام والأمن والشراكة، وتناولت الإدماج الاقتصادي للمرأة، والثانية حول الأمن المناخي، والتمويل المناخي لصون السلم والأمن الدوليين، والثالثة حول تعاون مجلس الأمن وجامعة الدول العربية بهدف الدفع قدماً نحو الاستقرار الإقليمي عبر تعزيز التعاون حول العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية. وجاءت الفعاليات الثلاث وفاءً بالتعهدات التي أعلنتها دولة الإمارات مع بدء رئاستها لمجلس الأمن حول أولوياتها.
وإلى جانب هذه الفعاليات، ترأست دولة الإمارات اجتماعات مجلس الأمن التي ناقشت الأوضاع في ليبيا، والصومال، واليمن، وسوريا، وأفغانستان، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
واعتمد مجلس الأمن برئاسة الإمارات 4 قرارات، وأصدر 6 بيانات، منها بيانان رئاسيان و4 بيانات صحفية، وألقت دولة الإمارات نحو 20 بياناً حول مواقفها من قضايا عدة على رأسها الأزمة الأوكرانية، والقضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن وسوريا وجنوب السودان وأفغانستان والصومال، والعديد من المناطق حول العالم.
وتعلقت القرارات الأربعة التي اعتمدها مجلس الأمن برئاسة دولة الإمارات بتجديد ولايات مهمة لبعثات حفظ السلام في أفغانستان وجنوب السودان، وولاية فريق الخبراء المعني بدعم لجنة 1718 بشأن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بالإضافة إلى تأييد القرار الصادر عن مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشأن إعادة تشكيل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال لتصبح بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، عملت رئاسة الإمارات لمجلس الأمن الدولي على خفض التصعيد والتوتر في أوكرانيا، والعودة إلى الحوار والمفاوضات، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني، وعُقدت عدة جلسات لبحث التطورات في أوكرانيا أيام 4 و7 و18 و30 مارس، دعت خلالها الإمارات المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهود لتخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية في أوكرانيا عبر السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون تقييد ذلك بأي اتفاقات لوقف إطلاق النار.

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©