عدد اليوم
آمنة الكتبي (دبي)
قال الدكتور غالب فاعور، مدير المركز الوطني للاستشعار «عن بعد» في لبنان: «لا شك أننا نشهد منذ أكثر من 10 أعوام تطوراً كبيراً لدولة الإمارات على مستوى تكنولوجيا الفضاء والاستفادة منها في تحقيق التنمية المستدامة، وقد أدى ذلك إلى تشجيع العديد من الدول العربية في تطوير برامجها الفضائية». وأضاف: بعد إطلاق العديد من الأقمار الصناعية في مجال الاتصالات ورصد الأرض وإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ جاء برنامج استكشاف القمر لتأكيد دور دولة الإمارات على المستوى الدولي في مجال قطاع الفضاء الذي يأتي ضمن رؤية استراتيجية مستدامة تتطلع إلى توطيد تكنولوجيا الفضاء في الدولة.
وأشار إلى أن تجربة دولة الإمارات في قطاع الفضاء تمثل قدوة لجميع الدول العربية وهي تعطي حافزاً إضافياً وأملاً بأننا كباحثين عرب قادرون على تخطي التحديات الصعبة والتي كنا سابقاً نعتبرها بعيدة المنال. وتابع فاعور: كما وتشكل مهمة الإمارات للفضاء فرصة لنا كدول عربية للاستفادة من هذه التجربة الفريدة والخبرات المتراكمة لتطوير القدرات الذاتية للباحثين العرب، كما نأمل أن تؤدي إلى مشاركة الدول العربية في برامج مستقبلية تعزز التعاون العربي، بالإضافة إلى ذلك يجب الاستفادة من البيانات والصور التي سوف تؤمنها هذه المهمة بتنفيذ دراسات بحثية من خلال طلاب الدكتوراه والماستر في الجامعات العربية ومراكز الأبحاث العربية.
وحول أهمية مهام استكشاف القمر، قال فاعور: يرتبط أصل تكوين الأرض بشكل كبير بكوكب القمر، وقد شكل استكشاف القمر ودراسته أهمية كبيرة للعلماء للحصول على معلومات إضافية تساعد في تحديد كيفية تطور الأرض، بالإضافة إلى ذلك يلعب كوكب القمر دوراً مساعداً في استقرار المناخ على سطح كوكب الأرض من خلال تأثيره المغناطيسي على حركات المد والجزر، وقد كان هذا الكوكب الموطأ الأول للإنسان خارج الأرض، حيث شكل هذا الحدث عام 1969 إنجازاً تاريخياً فريداً للبشرية. وأكد أن «المستكشف راشد» الإماراتي يتميز بخصائص خاصة أنه يحمل أنظمة استشعار متطورة قادرة على تحمل الظروف المناخية المتطرفة لسطح القمر، وهي قادرة على التقاط مجموعة من الصور والبيانات التي تعد الأولى من نوعها عن كوكب القمر، وسوف تسمح هذه المركبة التي تم تطويرها من قبل فريق إماراتي من مركز محمد بن راشد للفضاء في إجراء العديد من الدراسات والأبحاث لبيئة سطح القمر، كذلك تعتبر هذه الصور والبيانات فرصة للباحثين لتنفيذ دراسات وتجارب يمكن الاستفادة منها للتخطيط لإجراء مهمات فضائية مماثلة على كواكب أخرى.
بيانات وصور
وقال فاعور: إن البرامج الفضائية المتنوعة والمتميزة التي تطلقها دولة الإمارات قادرة على تقديم بيانات وصور عالية الدقة إلى المجتمع العلمي على المستوى الدولي والعربي، وبالتأكيد سوف تظهر نتائجها بشكل تدريجي من خلال الاكتشافات العلمية والدراسات والأبحاث العلمية، كما ويشكل «المستكشف راشد» تحدياً تكنولوجياً جديداً استطاعت دولة الإمارات من خلال العمل الدؤوب والرؤية الثاقبة تخطيه بنجاح على أمل أن يشكل ذلك دافعاً لنا كدول عربية إلى تجميع قدراتنا وإطلاق الوكالة العربية للفضاء.
