الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي.. مركز عالمي للابتكار والثقافة والسياحة والطاقة المتجددة

أبوظبي.. مركز عالمي للابتكار والثقافة والسياحة والطاقة المتجددة
5 ديسمبر 2022 01:42

منى الحمودي (أبوظبي) 

شهدت إمارة أبوظبي تطوراً ونمواً كبيرين خلال العقود الماضية في كل المقاييس التنموية لكافة المجالات، وتنوعت النشاطات الإنتاجية في الإمارة متجهةً نحو نموذج اقتصادي عالمي قائم على المعرفة والعلوم وطاقة المستقبل. كما شهدت الإمارة تقدماً مطرداً في مجال التكنولوجيا والصحة والتعليم والإسكان والسياحة وغيرها من المجالات، كما شهدت تطوراً عقارياً نال اهتمام كبريات الشركات الدولية وأهم المستثمرين في قطاع العقارات من حول العالم.
ونتيجةً لحكمة القيادة السياسية في إمارة أبوظبي ووفرة موارد النفط والغاز الطبيعي ومواد الطاقة المتجددة والنظيفة، تحولت إمارة أبوظبي إلى مركز حيوي وديناميكي ولاعب رئيسي في مختلف مجالات الأعمال والاقتصاد على الساحة العالمية. كما حظيت بنمو اقتصادي كبير شهدته خلال السنوات الأخيرة بفضل استقرارها الاجتماعي وانفتاحها على مختلف الثقافات والحضارات، كما تحظى أبوظبي بموقع رائد في منطقة الخليج والوطن العربي.
 ويقدر عدد سكان إمارة أبوظبي بحوالي 2 مليون نسمة حسب تعداد مركز إحصاء أبوظبي، كما يقيم في الإمارة أكثر من 200 جنسية مختلفة، وتجمع أبوظبي بين جودة حياة لا مثيل لها وبيئة أعمال قائمة على الابتكار، وهذا ما يجعلها من أفضل الأماكن في العالم للعيش والعمل.
وتُصنَّف أبوظبي دائماً على أنها «المدينة الأكثر أمناً في العالم»، وتتميز ببيئتها الملائمة للعائلة، حيث تتيح لسكانها العيش في وسط المدينة والاستمتاع بالشواطئ والواجهات البحرية وملاعب الغولف، كما توفر أفضل مستويات التعليم والرعاية الصحية.
وتؤكد الإحصائيات والمؤشرات العالمية الأخيرة، التقدم الكبير الذي شهدته إمارة أبوظبي والتي وضعتها في مصاف المدن المتقدمة عالمياً في مختلف المؤشرات التنموية، حيث أصبحت الإمارة مركزاً اقتصادياً ومالياً عالمياً، تسعى كبريات الدول للتعاون معها. وكان لخطط التنمية الشاملة التي وضعتها الإمارة دور كبير في تحسين وضع سكان أبوظبي من مواطنين ومقيمين، حيث يحظى الجميع بفرص عمل متكافئة، فضلاً عن التكافؤ في التعليم، والحصول على رعاية صحية عالية المستوى. وحالياً، تشهد الإمارة طفرة اقتصادية نوعية تركز على تحقيق التنمية المستدامة بالاعتماد على القطاعات غير النفطية، وتنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل وتشجيع القطاع الخاص وفق مُحددات وأهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.

تطور الاقتصاد
تعُد أبوظبي عاصمة مالية دولية رائدة ومركزاً تجارياً عالمياً ووجهة سياحية رائدة، وتجتذب إليها استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة في عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، وتعتبر من بين أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم.
وتعتبر الإمارة رائدة في صناعة الطاقة البديلة والمتجددة عالمياً، حيث إنها تعمل على تنويع مصادرها من الطاقة، من خلال الاستثمار في «طاقة المستقبل»، من ضمنها الطاقة النووية والطاقة المتجددة والنظيفة، حيث خطت خطوات مهمة في برنامجها لإنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية، وإنشاء عدة مشاريع وتطوير مجالات قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة.

«نور أبوظبي» 
وتعتبر أبوظبي موطناً لأكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم «نور أبوظبي»، وكذلك لأول محطة للطاقة النووية في العالم العربي، وهي مطور رئيسي لتكنولوجيا الطاقة النظيفة والتطوير الحضري المستدام من خلال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر». وتخطط أبوظبي للاعتماد على الطاقة المتجددة لتوليد 50% من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030.
وتعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» إحدى أهم شركات الاستثمار والمساهمة في تطوير مشاريع مبتكرة تشمل محطات ضخمة على مستوى المرافق الخدمية، ومشاريع مصغرة خارج الشبكة، ونظم طاقة شمسية للمنازل، وتعد «مدينة مصدر» في أبوظبي إحدى أكثر المجتمعات الحضرية استدامة في العالم، تتضمن مجمعاً متنامياً منخفض الكربون وقائماً على التقنيات النظيفة، ومنطقة حرة، ومنطقة سكنية، ومطاعم ومتاجر تجزئة، ومنتزهات خضراء.
ومن ناحية أخرى، تقع محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وستعمل المحطة على توفير مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة (APR1400) في محطة براكة نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات. وقد بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة في يوليو 2012 بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة - أبوظبي. وسيؤدي هذا المشروع دوراً أساسياً في تنويع مصادر الطاقة في الدولة وسيوفر كمية كبيرة من الطاقة للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية مع تقليلها للبصمة الكربونية في الدولة. وبعد التشغيل التام للمحطة، من المتوقع أن تحدّ محطة براكة من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 22 مليون طن سنوياً والتي تعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات.
وفي يونيو عام 2009، تم اختيار أبوظبي عاصمة الإمارات لتكون مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف المقر الدائم لإحدى أهم المنظمات الدولية.

 سوق أبوظبي العالمي
تعمل أبوظبي على تسريع تنوع اقتصادها، من خلال تنفيذ مبادرات وسياسات لخلق الفرص، وتحفيز الابتكار وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة. 

خدمات متطورة
أولت الإمارة أهمية كبيرة لتوفير مستوى مرتفع من الخدمات العامة في جميع القطاعات من صحة وتعليم وإسكان ومياه وكهرباء وتنمية اجتماعية وتنمية الموارد البشرية المواطنة، كما نفذت استراتيجيات متعددة لتأسيس نظام تعليمي متطور يواكب متطلبات العصر وتقنيات المعرفة المتقدمة.
عبر العقود الماضية، ظل التعليم الهاجس الأكبر لحكومة أبوظبي، فقامت بتبني الخطط والاستراتيجيات لتطوير التعليم، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها لتصل بالتعليم إلى مستويات معيارية ترتكز عليها في تحقيق سياساتها وتطلعاتها المستقبلية.

البحث والتطوير والابتكار
تُعد إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً للابتكار والبحث وتطوير الأنظمة الاقتصادية، بدعم من قبل عدة مبادرات تم إطلاقها للدفع قُدماً بالقطاع الاقتصادي نحو الأمام، والمُساهمة في تطوير اقتصاد مبنيٍ على المعرفة. في عام 2020، تأسس مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة الذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى وضع والإشراف على الخطة الاستراتيجية للبحث والتطوير والاستثمار في تطوير المعرفة والمساهمة في تعزيز مجال العلم والاستكشاف.
وخصص مكتب أبوظبي للاستثمار برنامجاً للابتكار بقيمة 2 مليار درهم يسعى من خلاله إلى دعم الشركات العاملة في مجال الابتكار في بعض القطاعات الحيوية ويمنحها جوائز ومنحاً مالية تشجيعية، وهو ما يسهم في جلب هذه الشركات للاستقرار في أبوظبي.

قطاع الصحة
حققت الإمارة نمواً بارزاً في قطاع الخدمات الصحية، وذلك بإنشاء شبكة واسعة من المستشفيات والمراكز الصحية لتأمين الرعاية الصحية بكافة مراحلها واختصاصاتها لجميع سكان الإمارة، حيث واصلت الجهات في القطاع الصحي الالتزام بضمان تقديم خدمات صحية بمستويات جودة عالمية وعملت دائرة الصحة - أبوظبي على وضع الأسس اللازمة لبناء قطاع صحي متين ومتماسك يحظى برؤية واضحة واستراتيجية طموحة للمضي قدماً بقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، وجعل «أبوظبي مجتمعاً معافى».

تضاريس متنوعة وثقافة غنية وتاريخ عريق
تعتبر أبوظبي الإمارة الأكبر بين الإمارات السبع، وتقع على مساحة 67.340 كلم مربع، وتُشكل مساحتها اليابسة حوالي 84% من إجمالي مساحة الدولة. وتضم الإمارة 200 جزيرة، ويبلغ طول شريطها الساحلي 700 كيلومتر. تشاطر الإمارة حدودها مع المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، والخليج العربي. 
تتألف أبوظبي من ثلاث مناطق رئيسية، وهي العاصمة الإماراتية وضواحيها ومنطقة العين ومنطقة الظفرة، وتتمتع ببعض من أروع المناظر في العالم. وبفضل تضاريسها المتنوعة وثقافتها الغنية وتاريخها العريق، تُعتبر إمارة أبوظبي مقصداً يسعى الجميع لزيارته.
وتلعب السياحة دوراً جوهرياً في التنمية الاقتصادية للإمارة، ويجري حالياً تنفيذ استثمارات كبيرة في المنتجعات الفاخرة، وتشييد فنادق مرموقة.
وحققت العاصمة أبوظبي رقماً قياسياً فيما يتعلق بأعداد الزوار ونزلاء الفنادق، حيث استقبلت أكثر من 10 ملايين زائر من مختلف أرجاء العالم، بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية متميزة ومقومات ومعالم سياحية عالمية متطورة، إلى جانب الفعاليات والبرامج التي نظمتها على مدار العام. وسجلت إمارة أبوظبي نمواً في عدد نزلاء الفنادق بشكل سنوي، وذلك بفضل الجهود التي تم بذلتها خلال الأعوام الماضية لترسيخ مكانتها وجهة استثنائية مفضلة عالمياً، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور لتعزيز مكانة أبوظبي وجهة ثقافية أولى مستقبلاً.

الفعاليات العالمية 
تعد الإمارة اليوم مركزاً محورياً ورئيسياً لقطاع الأعمال والاستثمارات، حيث شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة نمواً في عدد فعاليات الأعمال. وقد حقق مكتب أبوظبي للمؤتمرات في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي نجاحاً ملحوظاً في هذا المجال في هذه الفترة الزمنية القياسية، حيث نجحت الإمارة في استضافة كبريات الفعاليات العالمية، مثل الألعاب العالمية الأولمبياد الخاص 2019، فضلاً عن فوز الإمارة على كبريات العواصم والمدن العالمية، من ضمنها ريو دي جانيرو وسان بطرسبرج، ونجحت في الحصول على استضافة مؤتمر الطاقة العالمي.
وتستضيف أبوظبي بشكل سنوي أبرز المؤتمرات الدولية والمعارض العالمية الرائدة على مستوى المنطقة والعالم، وتنظم شركة «أدنيك»، بصفتها جهةً رائدةً في قطاع سياحة الأعمال، ولاعباً رئيسياً في رسم مستقبل قطاع فعاليات الأعمال مؤتمرات مهمةً واستراتيجيةً ترسخ مكانة أبوظبي، واستعداداتها لاستقبال الضيوف والجهات العارضة من مختلف أنحاء العالم، والتي تسخر جميع إمكاناتها لتنظيم فعاليات وفق أفضل المستويات التي تليق بالمكانة العالمية المتميزة التي تحظى بها أبوظبي، ودولة الإمارات بشكل عام في هذا المجال.

جامع الشيخ زايد الكبير
ومن معالمها المميزة على نطاق عالمي، جامع الشيخ زايد الكبير الذي يعتبر تحفة معمارية، يتسع المسجد فيها لحوالي 40 ألف مصلٍ، كما يضم 80 قبة، وأكثر من 1000 عمود، وثريات مطلية بالذهب، فضلاً عن أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم.
كما تتمتع الإمارة بكورنيش يمتد على مسافة ثمانية كيلومترات بمحاذاة الواجهة البحرية التي تضم أماكن لعب الأطفال، وممرات منفصلة للمشاة والدراجين، ومطاعم ومقاهي، فضلاً عن شاطئ الكورنيش الذي يعد متنزهاً شاطئياً آمناً بفضل وجود كافة إجراءات السلامة والأمن فيه. وفي جزيرة ياس، يمكنك القيادة بسرعة كبيرة على مرسى ياس، موقع إقامة سباقة «الفورمولا1»، كما يمكن ركوب أسرع أفعوانيه بالعالم في عالم فيراري أبوظبي، أو الاستمتاع بالمياه في ياس «ووتر وورلد»، كما يمكن في أبوظبي ممارسة الجولف في ملعب لينكس الوحيد في شبه الجزيرة العربية، والاسترخاء على الشاطئ الرملي الأبيض.
بالإضافة لذلك تُشكل أبوظبي منصة ثقافية عالمية، وتعتبر مصدر إلهام للتجارب الفنية والتعليمية، حيث تتواصل عملية بناء المتاحف وتطويرها في السعديات، وحفظ المتاحف الموجودة في العين ودلما. حيث يتيح متحف اللوفر أبوظبي، الكشف عن التأثيرات المشتركة والصلات التي ربطت بين مختلف الثقافات العالمية، وأخذ فكرة عن تاريخ البشرية منذ فجر التاريخ، في حين تحتفي المجموعة الدائمة في «جوجنهايم» أبوظبي بالأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم منذ ستينيات القرن الماضي، وحتى الوقت الحاضر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©