الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي.. نموذج في تصميم المستقبل

دبي.. نموذج في تصميم المستقبل
4 ديسمبر 2022 02:57

دينا جوني (دبي) 

على خطى الأسلاف، تستكمل إمارة دبي مسيرة تصميم المستقبل التي أضحت بعد أكثر من 50 عاماً، حرفة قيادتها وأهلها وقاطنيها، والتي حوّلت التحديات إلى فرص، فألغت من قاموسها كلمة ومفهوم «المستحيل». فمنذ اللحظة التي نشأت فيها فكرة مشروع توسعة الخور، وهو أول المشاريع العملاقة التي بدأها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، منذ الخمسينيات، وفي ذهنه أن يجعل من دبي مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، لم تتوقف إمارة دبي عن صنع المستقبل. ويُعد «خور دبي»، أحد المعالم الرئيسة في المدينة إن لم يكن أهمها، لكونه الميناء الطبيعي الذي قامت عليه في الأصل تجارة مدينة دبي التي يقسمها الخور إلى قسمين، جنوبي يُسمى «بر دبي»، وآخر شمالي يُسمى «ديرة».
اليوم، تحظى دبي بمكانة خاصة كإحدى أسرع مدن العالم نمواً وتطوراً، وأهلها لتلك المكانة رصيد وافر من المشاريع العملاقة التي رسخت موقعها مركزاً عالمياً للمال والأعمال.
فبفضل المقومات الطبيعية، بما في ذلك الموقع الجغرافي المتوسط في قلب العالم، وبنيتها التحتية القوية وعالية الاعتمادية، تحولت دبي إلى نقطة لقاء محورية لخطوط التجارة العالمية الرابطة بين شرق العالم وغربه.
وعلاوة على البنية التحتية عالية الاعتمادية، نجحت دبي في إرساء بنية أساسية تشريعية تميزت بالمرونة والقدرة على تلبية متطلبات مجتمع الأعمال العالمي، حيث ساهمت تلك التشريعات في إيجاد بيئة اقتصادية ثرية وجاذبة، شجعت كبريات المؤسسات العالمية الساعية إلى تأسيس وجود لها في المنطقة على المبادرة بإقامة مقارها الإقليمية في دبي، لتكون بذلك المدينة نقطة إشعاع اقتصادي وحضاري قوي للمنطقة.
كما أصبح للخور امتداد جديد تمثل بقناة دبي المائية، وهي ممر مائي بطول 3.2 كلم يبدأ من منطقة الخور في دبي القديمة، ويمتد لتصل إلى الخليج العربي، مروراً بمجموعة كبيرة من المناطق التي تقدم نمط الحياة العصرية. وبلغت تكلفة المشروع نحو 2.7 مليار درهم، ينطوي على إصلاح البنية التحتية في واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً في دبي.

البنية التحتية
أنجز مشروع مترو دبي في أربع سنوات فقط ومشروع قناة دبي المائية في أقل من ثلاث سنوات، وتضاعف طول شبكة الطرق من 8.715 مسرب كيلومتر عام 2006 إلى 18.255 مسرب كيلومتر عام 2020، وزاد عدد جسور وأنفاق المركبات خمسة أضعاف من 129 جسراً ونفقاً عام 2006 إلى 844 جسراً ونفقاً 2020. كما زاد عدد جسور وأنفاق المشاة أربعة أضعاف، حيث ارتفع العدد من 26 جسراً ونفقاً للمشاة إلى 125 جسراً ونفقاً خلال الفترة نفسها. وزاد طول شبكة المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية من 9 كيلومترات عام 2006 إلى 463 كيلومتراً عام 2020، ويتوقع أن يصل إلى 668 كيلومتراً بحلول عام 2025.
وعززت تلك المشاريع من التنافسية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وحصولها على المركز الأول عالمياً في جودة الطرق لمدة 5 سنوات متتالية، كما ساهم ذلك في خفض وفيات حوادث الطرق من حوالي 22 حالة وفاة لكل 100 ألف عام 2006 إلى 1.8 حالة عام 2020 وخفض وفيات حوادث المشاة من 9.5 وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2007 إلى 0.5 وفاة عام 2020. 

استدامة النقل
تعد الاستدامة البيئية محوراً رئيساً في أجندة حكومة دولة الإمارات، وهي أول حكومة في المنطقة تؤكد التزامها بتنفيذ استراتيجية الحياد المناخي 2050. ويتسبب قطاع النقل بنسبة 22% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ودعماً لجهود الدولة في الحفاظ على البيئة، فقد حدثت هيئة الطرق والمواصلات رؤيتها لتنسجم مع التوجهات المستقبلية لإمارة دبي. وقد أطلقت عدداً من الاستراتيجيات والمبادرات للحفاظ على البيئة وتقليل البصمة الكربونية لقطاع النقل، ووضعت الهيئة خريطة طريق لتحقيق صفر انبعاثات كربونية في سائر المواصلات العامة بحلول عام 2050 وساهمت مبادرات الهيئة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 400 ألف طن عام 2020. 

التحكّم المروري
يعدّ مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية في البرشاء من أحدث مراكز التحكم المروري في العالم من حيث توظيف التقنيات الذكية، وهو ركيزة أساسية في استراتيجية السلامة المرورية وإدارة الحركة المرورية في شبكة الطرق بالإمارة. كما يعد منصة تقنية ورقمية متكاملة يجري فيها توظيف تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، إضافة إلى توافر أحدث أنظمة الاتصالات التي ربطت جميع التقاطعات المرورية المحكومة بإشارات ضوئية بالمركز.
وساهم المركز في رفع نسبة تغطية شبكة الطرق بالأنظمة المرورية الذكية من 11% إلى 60% وترتفع إلى 100% عام 2023، وخفض الحوادث المميتة بنسبة 42% وتقليل زمن التأخير عند التقاطعات بنسبة 25%. 
وتدير هيئة الطرق والمواصلات 190 ألف موقف خاضع للتعرفة باستخدام نظام مركز متكامل لإدارة المواقف، ووفرت مركبات مجهزة بكاميرات رقمية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة قادرة على مسح أكثر من 10000 موقف للمركبات في الساعة بدقة 99% وإصدار تذاكر المخالفات آلياً.

متحف المستقبل 
يشكل متحف المستقبل في دبي أكبر مختبر من نوعه للأفكار والمقترحات التقنية الإبداعية، وحاضنة للعقول والعلماء والباحثين والمفكرين ومستشرفي المستقبل من مختلف أنحاء العالم، ومنصة لإطلاق المبادرات والمشاريع العلمية والمشاريع المعرفية الإنسانية بما يسهم في دعم مسيرة الإمارات والمنطقة نحو المستقبل، وتحقيق قفزات تنموية في شتى القطاعات والمساهمة في خدمة البشرية.
ويسهم المتحف، إلى جانب إحداث حراك علمي ومعرفي وإبداعي إقليمي، في مد جسور معرفية وعلمية عربية مع نخبة من أهم المراكز العلمية والمعرفية والفكرية العالمية، ويلهم بمبادراته ومشاريعه وتجاربه أعضاء المجتمع العلمي العالمي لمواصلة تطوير حلول مستقبلية مبتكرة تحول التحديات التي تواجهها البشرية إلى فرص واعدة تستفيد منها أجيال المستقبل.
وقد تم تصميم متحف المستقبل من خلال توظيف أحدث الأدوات والأساليب المعمارية وأحدث التقنيات، حيث يوصف بأنه المبنى الأكثر انسيابية في العالم حيث لا توجد أعمدة داخله.
وتتألف واجهة المتحف من 1.024 لوحاً تمتد على مساحة 17.600 متر مربع، وقد تم إنتاج ألواح الواجهة باستخدام أذرع آلية مؤتمتة في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة. ويتألف كل لوح من 4 طبقات، استغرق إنتاج اللوح الواحد 16 خطوة عملية، وتتكامل فيما بينها لتشكل واجهته الخارجية التي تحمل ثلاث مقولات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن المستقبل والابتكار مكتوبة بالخطّ العربي.
ويوظف متحف المستقبل القائم على تلة خضراء فيها أنواع نادرة من نباتات البيئة المحلية التي يتم ريها بطرق مبتكرة، حلولاً مستدامة في البناء والتشغيل والإنارة التي تعكس ضوء الشمس في النهار، بالإضافة إلى الاستفادة من 4.000 ميجاوات من الكهرباء التي يتم إنتاجها بتقنيات تجميع الطاقة الشمسية، من خلال ألواح الطاقة الشمسية المتصلة بالمتحف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©