الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الزعيم الفذ».. رائعة شعرية جديدة لمحمد بن راشد

«الزعيم الفذ».. رائعة شعرية جديدة لمحمد بن راشد
2 ديسمبر 2022 02:24

محمد عبد السميع (الشارقة)

الصورة الرائعة المحلّقة في سماء المجد هي الصورة التي يرسمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عيد الاتحاد الـ51، حين يرى القادة الكبار الفضاء ضيّقاً عليهم وعلى طموحاتهم العالية، وهو ديدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يرود السماء في تحليقه وبحثه عن المزيد من الآفاق لشعبه وللدولة، فهو الحُرّ الذي اعتلى قمّة المجد ونشر أجنحة السؤدد والفخر على دولته الواثقة القويّة، وهو الزعيم الذي له أن يختار فيكون الجميع عوناً وسنداً له في مسيرة دولة قويّة تحتفل بعيد اتحادها، هي دولة الإمارات العربيّة المتحدة.. وعلى هذا اللحن الجميل والفرح الأجمل يطيب لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أن يكتب قصيدته الرائعة الوطنيّة في قائد الوطن «أبو خالد»، وقد ضمّنها اعتزازه وفرحته وافتخاره بالدولة وقائدها الفذ.

لقد قامت الدولة على ما أراده الله لها، لتكون دولةً فيها الخير والعمران، وقد بنى حماها القائد، وبيده الراية التي تجلب حتماً الغيرة والغبطة من رفعتها وعلوّها، وعلوّ مكانة قائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله. والقصيدة، على هذا الإيقاع القويّ الهادر بالقوّة والعزم، تسير في أبياتها لتشكّل بنيان القوّة والمضي نحو الإنجاز والمبايعة للقائد المفدّى، حفظه الله، وهو سليل من بنوا المجد، فسارت الدولة كأفضل نموذجٍ، بهمّة قائد همام عظيم ظلّت عينه على تحقيق الريادة والأرفع والأروع من المنجزات، في كلّ الأمور والأحوال، في الحرب والسّلم، فالوطن فرِح وسعيد بقيادته وممتنٌّ لحكمته وقراره في كلّ الظروف والأحوال.

القوّة والحكمة
يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في قصيدته «الزعيم الفذّ»، بنسج خمسة عشر بيتاً، جعل لكلٍّ منها موضعه ومكانته في قصيدة تغنّت بالقيادة والدولة وسيرة الأبطال، وثقة الدولة بنفسها وكونها مثالاً يتعلّم منه الآخرون معنى التقدّم والعلوّ، مثلما يأخذون عن قيادتها الرشيدة كلّ أسباب المنعة والقوّة والحكمة، خصوصاً وهو قائدٌ عمَّرَ كلّ الأرجاء بعدله وسديد رأيه ورؤيته في رفعة الدولة وتحقيق سعادة الشعب. ففي عيد الاتحاد الذي هو أغلى الأعياد يتجدد العهد وتزداد المحبّة في الإمارات التي لا تحدّ أفقها سماءٌ في الطموح والتقدّم والإنجاز والرخاء.

أعزّ القادة
وفي شكل القصيدة الفنّي، نرى جميل الجناس الأدبي في البيت الثاني بين «حِماها»، و«حَماها»، أي بين الاسم والفعل، وهذا من روائع التجاور اللفظي في قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله. كما تبرز صورة الرّاية التي هي في يد أشرف الأبطال وأعزّ القادة «والراية اليوم في إيد أشرف مناعيره»، فهو ربّان السفينة، أي قائد الدولة، بما في السفينة من تغلّب على التحديات من أمواج الحياة المتلاطمة، والتي استطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، أن يُجنّبها هذه الأمواج العاتية، فهو حامي الحمى، وهو الذي وفّقه الله بتوفيقه، وأعانه على حمل المسؤوليّة، وأعطاه حكمة القيادة وثقة الحاكم القويّ الذي لا تلين له قناةٌ في سبيل رفعة الوطن.

الدولة النموذج
ومن صفات هذه الدولة العزيزة أنّها ثريّة وقويّة في الوقت ذاته، فلا غنى للصفتين عن بعضهما بعضاً، فهاتان الصفتان لابدّ وأنهما تجلبان الغيرة والغبطة من ثقة الإنجاز وعظيم التقدّم، ولذلك فالقصيدة تحمل في أبياتها افتخاراً وتمجيداً وفرحةً بحكمة القائد وشجاعته. فهي الدولة النموذج لكلّ قائدٍ يريد أن يكون لدولته شأنٌ عظيم، لأنّ النموذج، كما نعلم، دائماً يسعى الآخرون إلى السير على هديه والاستفادة مما يمتلكه من قوة نجاح وتقدم ومقدرة عالية على الإنجاز.
إنّ الراية العالية والمجيدة هي في يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، باعتباره ربّان سفينة الوطن، وهو الشّهم الذي يحمل الراية عن آبائه وأجداده ويحقق بها مكتسبات عظيمة للإمارات، ولذلك فقد حُقّ لرئيس الدولة المفدّى أن يطلب فيطاع، وأن يأمر فيلبّى طلبه في الحال.

قائد حكيم
فهو القائد والزعيم، وقد جاءت اللفظة الرائعة «زعيمنا» لتدلّ على شراكة كلّ الدولة في طاعة وليّ الأمر، والعمل على تعزيز نهضة وتقدم الإمارات تحت قيادته، فالكلّ أخٌ له وعضيدٌ قويّ ومُعينٌ يقف إلى جانبه في جهود البناء وترسيخ رفعة الدولة وتحقيق كل طموحاتها، فسيرته واضحة في المعالي التي حققها، وهي سيرة عطرة، ونِعْمَ السيرة، ونِعْمَ المسيرة الكبيرة، حين تكون السّماء عنواناً للطموح، وهي صورة شعريّة جميلة في أنّ الطموح يظلّ دائماً عالياً وفي أعلى نقطة. ولذلك كانت «السّماء» لتؤكّد هذا المعنى القويّ لقائد فذ وحكيم وهُمام، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
أمّا الظلُّ الذي يمتدّ على كافة ربوع الوطن ومساحة الدولة، فهو تعبيرٌ شعريٌّ جميل كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، وهو يعتزّ ويفتخر بما تحقق من عمران ليس فقط في البناء المادي وإنّما أيضاً في بناء الإنسان، وتهيئته لتسلّم وحمل هذه الراية العزيزة.
صانع المجد
وحين تكون «السماء» بكلّ اتساعها وعلوّها عنواناً لوطن كبير اسمه الإمارات، فهذه صفة راقية وقويّة ومعبّرة عن حجم الحلم والطموح والإنجاز، فالعنوان هو أوّل المعطيات لوطن قويّ وناجح بحجم دولة الإمارات.
فصانع المجد ليس غريباً عليه ذلك، لأنّ أجداده قد رسّخوا كلّ المعطيات والظروف الأولى لهذا المجد، ولذلك كان تعبير «صانع المجد» ليعطينا مؤشّراً ودلالة على أنّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بكلّ أصله وتراثه هو قائد قويٌّ لهذه الدولة الرائعة، مثلما هو الحاكم العادل الذي يؤمن حقّاً بأنّ العدل أساس المُلك، وقد جاء الشطر من البيت ليعزز هذا المعنى بجمال الصياغة والرونق، في قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله: «بالعدالة يدوم الملك والسلطان».

سبقٌ وريادة
ومن صفات قائد الدولة، حفظه الله، أنّ عينه دائماً لا تنظر إلّا إلى الأمور التي فيها تحدٍّ وسبق وريادة على كلّ المستويات، فكان التعبير الشعري مؤكّداً لمعنى «الأوليّة» في فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله. كما جاءت صورة «الطيّار» الذي يعلو السماء فينظر إليها صغيرةً ولا تساوي في عينه شيئاً، وهذا دليلٌ على سعي القائد المفدى، حفظه الله، لتحقيق المستحيلات وعدم الرضا بتحقيق ما هو نسخة مكررة بين الدول. وهذا المعنى يؤكّد أنّ نموذج الإمارات بات، بحمد الله، مثالاً يُحتذى ويرجو الآخرون أن يصلوا إليه أو أن يبلغوه.

 بيارق العزّ والمجد
أمّا الحرب والسّلم، كمتناقضين، ففي كليهما يظلّ القائد المفدّى مُجلّياً وظاهراً، فهو يتوخّى مصلحة بلاده ورفعتها والحفاظ على مكتسباتها التاريخية وطموح أبنائها، لا سيّما وهو المَثَلُ في ذلك، في تقديم الأَولى والأهم وتفضيله على الأقل أولويّةً وأهميّةً، وهكذا، فمصلحة الدولة هي الغاية أولاً وأخيراً، والقائد الحكيم ينظر فيعرف كيف يحقق النفع والفائدة لدولته وشعبه، وهو في هذا لا يهمّه أيُّ أمرٍ آخر طالما عزم أمره على ما فيه الخير والسؤدد والتقدم للدولة والشعب. ويأتي الدعاء في القصيدة ليدلّ على مكانة ومحبّة القائد العظيم في نفوس الشعب، فهو الزعيم المحبوب، وهو الفريد في صفاته «ما لنا غيره»، وهو باني الأوطان، الذي يمدّه الله بالقوّة لتحقيق الخير الذي يحيا منه الناس. وصفات الحزم والعزم وحسن التدبير والتقدير، جميعها صفات مجتمعة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله. أمّا كلمة الاتحاد فهي اللفظة الجامعة لكلّ معاني البهجة والتقدّم والمجد على طول الزمان، ولذلك يرفع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، إلى قائد البلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، أجمل التبريكات والتحايا، في عيد غالٍ وعزيز على الجميع، هو عيد الاتحاد، هذا اليوم الذي ارتفعت فيه بيارق العزّ والمجد لتطاول السماء في أرض الإمارات.

الزعيمْ الفَذْ
قــــــامـــــتْ على ماقضاهْ اللهْ بتدبيرهْ        دولَةْ الإماراتْ فيها الخيرْ والعـــمــــرانْ
باني حِمــــــاها حِمــــــاها ودامْ تأثيرهْ        واللهْ بعونِهْ وتوفيجِه عطاهْ وعـــــــــــانْ
دولِــــــــــهْ قويِّهْ ثريٍّهْ تجلِبْ الغيــــرهْ         لكلْ قايدْ يريدْ يكونْ عندهْ شــــــــــــانْ
والرَّايهْ اليومْ في إيدْ أشرَفْ مناعيرهْ           بوخالدْ الشَّهمْ للدولهْ غدا الرِّبَّــــــــانْ
زعيمنا وكلِّنا فَ أمـــــــــــرَهْ لهْ الخيرهْ          يختارْ وإحنا لهْ الأعوانْ والإخــــــــوانْ
له سيرةٍ في المعالي نعم بالسِّـــــــيرهْ         وبالمسيرهْ الكبيرهْ والسِّما العنــــــــوانْ
نفخـــــرْ بما كانْ منْ رايـــــــهْ وتفكيرهْ        هوُ صانعْ المجدْ وأهلِهْ ماجَرَتْ الأزمانْ
علىَ الوطَـــــــــنْ مَدْ ظلِّه وزادْ تعميرهْ         بالعدالـــــــهْ يدومْ الملكْ والســـــــلطانْ
عينهْ علَى الاوليِّـــــه في مصاديــــــرهْ         مايرضـــــا إلا بالأوَّلْ في علوْ الشَـــــــّانْ
ومنْ كانْ طيَّار فيشوفْ السِّما صغيرهْ          حرٍ تعلاَّ ونشَرْ عا دولتِهْ الجنحـــــــــانْ
في الحَربْ والسِّلم تجديمِهْ وتأخيرهْ         لمصلحَةْ دولتِهْ ماهمِّه شـــــــو ماكــــانْ
زعيمنــــــا لــــــي نحبِّه ومالنا غيـــــرهْ        عاشْ الزعيمْ المفدَّى بانيْ الأوطــــــانْ
حزمهْ وعَزمه وتدبيـــــره وتقديـــــــره       بنت وطن فيه شعب راضي وفرحـــــــان
الله يديمه وتحيا الناس من خـــــــــيره     والله يثبت بحكمه للوطن الأركــــــــــان
ومبروك عيدك بلادي دمتـــــــي إمنيره    ودام إتحادك ومجدك ماجرت الأزمان
..............
شعر: محمد بن راشد آل مكتوم

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©