الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإمارات العربية المتحدة».. حلم زايد واقع نعيشه

«الإمارات العربية المتحدة».. حلم زايد واقع نعيشه
2 ديسمبر 2022 02:25

أبوظبي (الاتحاد)

الإمارات العربية المتحدة..
ليست مجرد دولة..
لكنها حلم القائد المؤسس..
رسم ملامحه في خياله 
وسكنت تفاصيله في قلبه..
وتحددت ملامحه في عقله..
ليتحول بمرور الأيام إلى 
واقع أروع من الخيال..

فور توليه حكم إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966، قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي في ذلك الوقت، بالتحرك سريعاً لتعزيز الروابط مع إمارات الساحل المتصالح. كان الهدف من فكرة الاتحاد أن يكون نواةً للوحدة العربية، وحماية الساحل والثروة النفطية المتوقعة فيه من مطامع الدول المجاورة الأكثر قوة. 
وحين عقد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، العزم على إرساء قواعد دولة الاتحاد، لم ينطلق من دوافع شخصية أو سياسية أو استراتيجية، بقدر ما كان ينطلق من قناعته الراسخة، بأن هذه القطعة من الوطن العربي الكبير وأهلها، يستحقون العيش في لُحمة وطنية وتاريخية واحدة غير قابلة للتشتت والتمزق.
وأتت المبادرة الأولى لقيام الاتحاد في الثامن عشر من فبراير سنة 1968 عندما عقد الشيخ زايد، رحمه الله، اجتماعاً مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، في منطقة السمحة الواقعة بين أبوظبي ودبي، تم خلاله إعلان الاتحاد ليضم إمارتي أبوظبي ودبي كبداية لاتحاد أكبر وأشمل.
وهكذا كانت خطوات البداية، ثم قرر الشيخان زايد وراشد، رحمهما الله، دعوة إخوانهما حكام الإمارات للتفاهم والتشاور حول الأمور التي تهم بلادهم، وفي الثامن عشر من يوليو سنة 1971 اجتمع حكام الإمارات العربية السبع لإجراء مباحثات تستهدف إيجاد شكل متين للتعاون فيما بينهم تحقيقاً لمعنى التكامل وبحثاً عن الأمن والاستقرار في المنطقة. وتوصل حكام الإمارات إلى قرار تاريخي، وتم التوقيع على وثيقة قيام دولة اتحادية باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحقق حلم زايد بتوحد الإمارات السبع، التي انطلقت لتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة من أهم الدول محلياً وعالمياً.
وفي الثاني من ديسمبر 1971م، اجتمع حكام الإمارات، وتمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة. وصدر عن هذا الاجتماع البيان التاريخي الذي جاء فيه: «يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير».
وتقديراً لجهوده ودوره القيادي وحنكته، اختار أصحاب السمو حكام الإمارات، الشيخ زايد لرئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح بذلك أول رئيس للدولة.
وأدرك المغفور له الشيخ زايد، أنه من أجل تعزيز الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني بين أبناء شعبه، فإنه يحتاج في البداية إلى نسج خيوط الثقة وبنائها من خلال التفاعل الشخصي مع المواطنين كافة. وعرف عنه قربه لشعبه وتمتعه باللقاءات والاجتماعات مع المجتمع المحلي. وكلف حكومته ببناء وتعزيز قدرات الدولة في مجال الصحة والتعليم والعدالة والرعاية الاجتماعية، وتوفير الفرص لجميع مواطني الدولة من أجل أن يكون لهم دور فعّال في نجاح الأمة، حيث لا تزال هذه الفلسفة واضحة في الدولة حتى اليوم.
أما على صعيد العمل الإنساني، فقد أكسب الدولة سمعة دولية في العمل الإنساني والخيري من خلال دعمه عدداً من القضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وهو النهج الذي لا يزال قادة الدولة يسيرون عليه حتى يومنا هذا.

مرحلة التمكين
وبعد رحيل القائد المؤسس، تسلم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسار على نهج القائد التاريخي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وتميزت فترة حكمه، رحمه الله، بمواصلة مسيرة العمل والإنجاز بكل أمانة، فكانت مرحلة التمكين التي اتسمت بحكمة كبيرة وطموح نحو آفاق جديدة، أضافت إلى الدولة المزيد من الازدهار والرقي، مستنداً في ذلك إلى ما حققته الإمارات في مرحلة التأسيس.

جيش واحد
بعد قيام الاتحاد، قرر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، في السادس من مايو عام 1976 بموجب المادة 138 من الدستور، والتي نصت على أن يكون للاتحاد قوات مسلحة برية وبحرية وجوية، موحدة التدريب والقيادة.

حقبة تاريخية 
على الدرب تمضي الإمارات بثوابتها الوطنية المتجذرة، منذ عهد الآباء المؤسسين، نحو مستقبل مشرق يرسم للدولة ولأبناء الوطن وأجياله آفاقاً واسعة، ويعزز من أدوار الدولة في الخريطة العالمية، حيث تعيش  الدولة حقبة تاريخية جديدة بدأت مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، مقاليد الحكم بعد أن انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد بموجب المادة 51 من الدستور رئيساً للدولة خلفاً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حيث قال سموه: «نسأل الله أن يهدينا إلى الصواب، ويقدّرنا على حمل الأمانة، وربي يوفقني، وإخواني حكام الإمارات لما فيه الخير للبلاد وأهلها». لتواصل الإمارات، بعد خمسين عاماً على إعلان الآباء المؤسسين لدولة الإمارات نظاماً اتحادياً فريداً، تقديم نموذج حضاري فريد في العالم العربي، محققة المعادلةَ الصعبةَ التي تحكم الأنظمة الاتحادية، متجاوزةً بالدولة الاتحادية عبر الفترتين الرئاسيتين السابقتين من مرحلة تأسيس الدولة وترسيخ مشروعها الاتحادي إلى مرحلة التمكين، ومن مفهوم الدولة الاتحادية إلى الدولة الموحدة بإمارات سبع تتوحد في السياسات وتتوافق حكوماتها المحلية.

18 فبراير 1968
عقد اجتماع في الثامن عشر من فبراير 1968م في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، ووافق الشيخ زايد والشيخ راشد في ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.

25 إلى 27 فبراير 1968م
عقد حكّام الإمارات مؤتمراً دستورياً في دبي. ووقع المجتمعون اتفاقية مكوّنة من إحدى عشرة نقطةً، والتي أصبحت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ«اتحاد الإمارات العربية».

عائدات النفط
من الناحية الاقتصادية، نجح الشيخ زايد، رحمه الله، في توظيف عائدات النفط في بناء اقتصاد قوي ومتماسك، ما وضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتطورة اقتصادياً في المنطقة. وبفضل رؤيته الثاقبة، تحتل دولة الإمارات اليوم، المركز الثاني بين دول مجلس التعاون الخليجي، بعد السعودية، من حيث حجم الاقتصاد، والمركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط ككل، كما أصبحت تمثل بحسب كثير من التقارير الدولية المرموقة، أهم مركز مالي واقتصادي في المنطقة. وقد ظهر أثر ذلك في مستوى معيشة المواطنين.

الدولة الاتحادية
حدّد دستور دولة الإمارات العربية المتحدة بأن مصلحة الاتحاد هي الغاية الأسمى، ويرسم أبرز أهداف الدولة وهي: الحفاظ على استقلال وسيادة وأمن واستقرار الدولة الاتحادية، وكل من إماراتها الأعضاء، وحماية حقوق وحريات شعب الاتحاد، وتحقيق التعاون بين إماراته للصالح العام للدولة، وتوفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين.

حكمة واعتدال
فور إعلان قيام دولة الاتحاد، وضع المغفور له الشيخ زايد أسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة القضايا كافة، وهي السياسة التي أكسبت دولة الإمارات، إلى يومنا هذا، احتراماً واسعاً على المستويين الإقليمي والدولي. كما حظي، رحمه الله، بمكانة رفيعة المستوى عند جميع القادة العرب، وهذا ما مكنه من القيام بدور الوسيط بينهم في أكثر من مناسبة، كما كانت مواقفه المشرفة والأصيلة حاضرة في كل مناسبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©