الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تصدير المستقبل... بصمة إماراتية

تصدير المستقبل... بصمة إماراتية
30 نوفمبر 2022 18:18

بقلم: عهود بنت خلفان الرومي

"تحقيقاً للمستقبل الأفضل"؛ وصية الآباء المؤسسين، والأساس الذي قامت عليه أركان الاتحاد، وحافظت عليه الأجيال عبر السنين، فصارت منهجية عمل حكومية وجزءاً من الهوية الوطنية للدولة...  كلمات كتبها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم "طيب الله ثراه" قبل 54 عاماً في اتفاقية عرقوب سيح السديرة تمهيداً لقيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971… من خيمة وسط الصحراء، تغيّر مجرى التاريخ، وظهرت دولة جديدة في جغرافيا العالم…. دولة كانت مجرد فكرة في عقول المؤسسين... أقاموا دولة بشخصية متفردة لا تشبه أحداً، وبفلسفة لا تعرف المستحيل، وبنموذج " الإنسان أولا"، تمكينه بالمهارات، وتعزيز جاهزيته في صدارة الأولويات… دولة فتية، أولى كلماتها المستقبل، شغفها تصميمه وصناعته.

 

نحتفل في الثاني من ديسمبر بعيد الاتحاد الحادي والخمسين... ويحتفل معنا العالم باليوم العالمي للمستقبل...المبادرة التي أدرجت على أجندة العالم، وحازت على ثقة المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو.. إنجاز مستحق لدولتنا، واعتراف أممي بنموذجنا التنموي القائم على تصميم المستقبل....  اليوم العالمي للمستقبل فرصتنا للعمل مع شركائنا في صناعة المستقبل، والاستفادة من التقنيات والابتكارات الجديدة التي تخدم البشرية لصنع السياسات الحكومية الاستباقية... إذا واصلنا انتظار المستقبل، فإننا ننتظر المجهول. سنكون غير مستعدين للمتغيرات، بدلاً من ذلك، علينا رفع جاهزيتنا للمستقبل من حيث بناء المهارات، وسرعة استجابتنا للتحديات، لأن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي تصميمه..

صناعة المستقبل جزء من هويتنا وثقافتنا وأسلوب حياتنا... المستقبل أحد سمات الشخصية الإماراتية، ومكوناً أصيلاً من مفردات الهوية الوطنية.. فالإماراتي من يسابق الزمن لتحقيق الإنجاز لوطنه، ملتزماً بالمثل والقيم السامية، مساهماً فاعلاً في المسيرة الحضارية العالمية... أصبح الإماراتي اليوم رديفاً للتقدم والازدهار والطموح... شغوفاً بالمعرفة، مستعداً للعمل وخدمة ما فيه خير البشرية. عززت دولة الإمارات حضورها وموقعها العالمي لاعباً رئيساً في القطاعات الجديدة، واقترن اسم دولتنا بالمستقبل، فهي الأسرع في مواكبة التحولات المتسارعة، وبناء القدرات، والاستثمار في المواهب، تمتلك بنية تشريعية وقانونية متطورة، وتتبنى أفكاراً جذرية لاختبار التجارب الجديدة لتصبح شريكاً في رسم التوجهات المستقبلية على أجندة العالم.

أثبتت الإمارات نجاح نموذجها المستقبلي، فأطلقت مجموعة من المشاريع والمبادرات المستقبلية في وقت تباطأ فيه العالم، وشكلّت هذه المبادرات ملامح المرحلة المقبلة في مختلف القطاعات الحيوية، حيث كان مسبار الأمل محطة جديدة في مسيرة الدولة لاستكشاف أسرار الكوكب الأحمر، ونظمت الإمارات "إكسبو دبي 2020" أفضل نسخة في تاريخ إكسبو، وافتتحت محطة "براكة"؛ أول مشروع للطاقة النووية السلمية في العالم العربي، ودشنت "برنامج الجينيوم" لبناء مستقبل أكثر صحة للأجيال القادمة....ومع استعداد دولتنا لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، أعلنت الإمارات على مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، كأول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي. تتماشى هذه المبادرة مع المبادئ العشرة للخمسين الجديدة، حيث ستوفر المبادرة فرصاً جديدة للتنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي. كما افتتحت الإمارات "متحف المستقبل"؛ ملتقى العالم لاختبار واستكشاف المستقبل، يجمع أفضل العقول والخبراء لصنع مستقبل البشرية. وأطلقت حكومة دولة الإمارات مبادرة "جاهز "، بهدف تعزيز جاهزية الكوادر والمواهب الوطنية في الحكومة الاتحادية للمستقبل، وتمكينهم بالمهارات الجديدة المطلوبة لتصميم المستقبل والاستفادة من فرصه، وفهم القطاعات الجديدة، والمجالات الناشئة التي سيكون لها الأثر الكبير في رسم معالم المستقبل وصناعته.. المستقبل رحلة مستمرة تبدأ اليوم ولا تتوقف، دولة الإمارات تصنع المستقبل اليوم.

تستعد دولة الإمارات للعقد القادم برؤية جديدة " نحن الإمارات 2031" التي أطلقتها القيادة الرشيدة في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات والتي تمثل انطلاقة جديدة لمسيرة دولة الإمارات نحو المستقبل، وبرنامج تنموياً متكاملاً للسنوات الــ10 المقبلة... رؤية مستلهمة من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله" "مسؤوليتنا تأمين مستقبل مشرق لأجيال الحاضر والمستقبل وتحقيق هذا الهدف يعتمد على العمل والجهد الذي نقدمه اليوم"... تستثمر  "نحن الإمارات 2031"  في حاضر الأجيال وتسلحهم بالمهارات والخبرات والقدرات، لترسم لهم مسارات الغد المشرق، وتعزز مكانة الدولة وتنافسيتها في مختلف القطاعات للوصول إلى مئوية الإمارات 2071.  تستهدف "نحن الإمارات 2031" الوصول إلى المركز الأول عالمياً في تطوير التشريعات الاستباقية للقطاعات الاقتصادية الجديدة، وتعزيز مكانة المدن الإماراتية بين أفضل 10 مدن في جودة الحياة، ووضع الإمارات بين أفضل 10 دول عالمياً في مؤشر التنمية البشرية، ورفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 تريليونات درهم، ورفع مكانة الدولة ضمن أفضل 5 دول عالمياً في التنافسية الرقمية. 

"الحكومة التي نريدها لا بد أن تكون حكومة ذات بصيرة.. تستطيع استشراف المستقبل.. والاستعداد له.. واستخدام أدواته" كلمات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" تصف فلسفة حكومة الإمارات ورؤيتها وفكرها... المستقبل هو المحرك الرئيسي لجهود دولة الإمارات في تحويل التحديات إلى فرص مستقبلية لأجيال الغد... لدينا تجربة ملهمة ... العالم يرغب في التعرف على سر ريادة دولتنا، ورؤيتنا الحضارية، وقيمنا السامية ...لماذا تستقطب هذه الدولة ألمع العقول المبدعة سنوياً؟ أصبحت الإمارات معياراً لدول العالم في صناعة المستقبل، وتوظيف أدواته والاستفادة منه في خدمة مجتمعاتها.. الإمارات مرجعية عالمية للحكومات الراغبة في تطوير مؤسساتها وتحسين كفاءة خدماتها والارتقاء بمنظومة عملها الحكومي... لدينا شراكات مع دول من مختلف قارات العالم للاستفادة من التجربة الإماراتية في صناعة المستقبل... دولة الإمارات تجاوزت مفهوم تصميم وصناعة المستقبل محلياً، فلدينا الخبرات والإمكانات والقدرات، وأصبحت صناعة المستقبل إحدى أهم صادرات صناعتنا الوطنية ومصدراً لقوتنا الناعمة... ليصنع العالم غد أجياله بخبرات إماراتية.

وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©